«السفيرة الأمريكية الجديدة» تتعهد بمساندة «التحول الديمقراطي» في مصر

كتب: هبة القدسي الأربعاء 22-06-2011 16:17

تعهدت آن باترسون، المرشحة من قبل الرئيس الأمريكي في مايو الماضي لتولي منصب سفيرة الولايات المتحدة في مصر، أمام الكونجرس الأمريكي، أنها ستعمل على مساندة مصر لتحقيق التحول الديمقراطي، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وتشجيع القطاع الخاص المصري على خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي للبلاد.


وقالت «باترسون»، إن الولايات المتحدة قدمت 65 مليون دولار، خلال الأسابيع الماضية إلى مصر، للمساعدة في التحضير للانتخابات، و75 ألف دولار للمنظمات الصغيرة لرفع الوعي بالعملية الديمقراطية، وأضافت: «توقيت إجراء الانتخابات مازال محل جدال في مصر، ونحن نقدم المساعدات في مئات الدول، وتراها الحكومات مساندة مشكورة وليست تدخلاً في السيادة»، مؤكدة أن السفارة الأمريكية لديها برامج مراجعة حسابية جيدة، «من أولوياتها التأكد من أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين يتم استغلالها بشكل جيد».


و أوضحت «باترسون»، أن الخارجية الأمريكية قامت بإعادة هيكلة المساعدات المقدمة لمصر، حيث تم رصد 65 مليون دولار لبرامج الحكومة والديمقراطية، و100 مليون دولار في برامج اقتصادية لخلق فرص عمل للشباب، منها برنامج «كاش مقابل عمل»، يستهدف دفع أموال فورية لتوظيف عمالة يدوية.


وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، قالت المرشحة لتولى منصب سفيرة الولايات المتحدة ، «إنه يتعين على مصر توفير 750 ألف وظيفة كل عام للداخلين إلى سوق العمل، وهم من الشباب غير المؤهل  لمتطلبات سوق العمل والاقتصاد الحديث».


وقالت «باترسون»، أمام لجنة استماع بمجلس العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، الثلاثاء، إنها تدرك المسؤوليات والتحديات التي تواجهها، إذا وافق الكونجرس على تعيينها في منصب سفيرة الولايات المتحدة إلى مصر، لأنها ستتولى المنصب في وقت تشهد فيه مصر فترة تحول إلى الديمقراطية، على حد تعبيرها، وأكملت: «الانتقال إلى الديمقراطية سيكون طريقاً طويلاً وشاقاً ومليئا بالمفاجآت، علينا أن نساعد المصريين ليجدوا بأنفسهم طريقهم إلى الديمقراطية».


وأثنت «باترسون» على دور القوات المسلحة في الحفاظ على استقرار مصر، وأوضحت أن استراتيجية الإدارة الأمريكية ترتكز على تقوية القطاع الخاص المصري ليقوم بخلق فرص عمل، وتوسيع منافع النمو الاقتصادي، وتشجيع المستثمرين الأمريكيين للاستثمار في مصر، والدخول في مشروعات كثيفة العمالة،  والتوسع في مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة.


وأكدت المرشحة، التي تركزت الأسئلة الموجهة إليها من أعضاء المجلس، حول علاقات مصر بإسرائيل،  ودورها في التوافق بين فتح وحماس، واتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، إضافة إلى ملف العنف الطائفي، أن لديها ثلاث أولويات ستعمل عليها، أولهم مساعدة مصر في إجراء انتخابات حرة وعادلة، والثانية دفع النمو الاقتصادي ومساعدة القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب، والثالثة  ضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة والتزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل.


وأشادت السفيرة الأمريكية المرشحة لتولي المنصب، بقيام الحكومة المصرية الحالية بإلغاء قانون الطوارئ، لكنها أبدت قلقاً من الاعتقالات للمواطنين دون محاكمة، ومن حالات التحرش بالنساء وخاصة الناشطات في المجال السياسي، على حد زعمها.


وأوضحت، لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية التي يرأسها السيناتور جون كيري، إلى أنها ستعمل مع مصر على تعزيز السلام مع إسرائيل، ودعم مصر في مساندتها لفكرة حل الدولتين، وقالت إن «الغالبية من المصريين لا يريدون صراعاً مع إسرائيل ويريدون المضي في العملية الديمقراطية ودفع الاقتصاد»، لافتة إلى تعهد الحكومة المصرية الحالية بالحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، مشددة: «لا أعتقد أن من مصلحة مصر نقض هذه المعاهدة»، وتوقعت «باترسون» أنه خلال الفترة القادمة «قد نسمع أشياء لا تسرنا في مصر، وسنشهد أوقاتً صعبة»، مختتمة: «أنا سأبذل كل ما في وسعي لمساندة المصريين».


من جانبه، أعلن السيناتور جون كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، أنه سيزور مصر مع السيناتور جون ماكين، الأسبوع القادم، مع وفد يضم عدداً من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأمريكية، لافتاً إلى أنه يريد أن يرى مصر وهى تتحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، باعتبار تأثير ذلك سيتعدى ثمانين مليون مصري يشكلون ربع سكان المنطقة العربية إلى ملايين آخرين في نفس الإقليم، على حد قوله أثناء لجنة الاستماع.


وأبدى السيناتور ديك لوجر، تخوفه من توقيت إجراء الانتخابات في سبتمبر القادم وعدم وجود الوقت الكافي للأحزاب للاستعداد للانتخابات، بحيث يصبح «الإخوان المسلمين» هي الجماعة الوحيدة القادرة على تنظيم صفوفها، وأعرب السيناتور بوب كيسي، عن  تخوفه من وجود احتمالات وقوع مواجهات مع إسرائيل، وفتح معبر رفح، ورعاية مصر للمصالحة بين فتح وحماس، وموقف مصر من تصدير الغاز لإسرائيل، وهو ردت عليه «باترسون»، بأن «معبر رفح مفتوح فقط للمساعدات الإنسانية»، مشددة على أن أجهزة الأمن المصرية تتعاون مع نظيرتها الإسرائيلية في مكافحة التهريب عبر الأنفاق في رفح.


وأيدت "باترسون" دور مصر كوسيط في تحقيق المصالحة بين فتح وحماس بما يجلب السلام والاستقرار للمنطقة، وقالت إنه تم ضرب أنابيب الغاز المصري المصدر لإسرائيل مرتين لكنه عاد إلى التدفق بشكل طبيعي، مشددة على أنه لا يوجد أدلة على أن المسؤولين المصريين لا يريدون السلام مع إسرائيل، وأضافت: «هم يريدون التركيز على العقبات الاقتصادية التي تواجههم، ولم نرى في ميدان التحرير مظاهرات معادية لأمريكا أو لإسرائيل».