غابت أخبار محاكمة الرئيس السابق، ونجليه، ووزير داخليته، حبيب العادلي، وكبار مساعدي الأخير، عن الصفحات الأولى لصحف القاهرة الصادرة صباح الاثنين، باستثناء صحيفة الأهرام التي نشرت تقريراً على صفحتها الأولى، حول الجلسة التي تجرى صباح الاثنين، وتابعت الصحف نقل مشاهد من احتفالية استقبال العام الجديد التى شهدها ميدان التحرير مساء السبت، اهتمت بتسريبات بعض التيارات السياسية حول مشروع الدستور، المنتظر صياغته عبر لجنة يشكلها البرلمان المنتخب.
دفاع مبارك: ملامح الجثث مجهولة الهوية «أجنبية»
قالت صحيفة الأهرام في عنوان تغطيتها لوقائع جلسة محاكمة مبارك ومعاونيه: « محاكمة مبارك والعادلي تتلقى مستندات مهمة اليوم»، وتابعت فى عنوان لاحق: « تقرير للدفاع يكشف عن ملامح أجنبية للجثث المجهولة».
وفي متن تقريرها قالت الصحيفة، إنها علمت أن دفاع المتهمين، سيقدم إلى المحكمة خلال جلسة الاثنين تقريراً للطب الشرعي، يثبت أن «ملامح الجثث مجهولة الهوية ليست ملامح مصرية، ومعظمها ملامح لأجانب».
وأضافت «الأهرام»، أن النيابة سوف تقدم للمحكمة حصرها النهائي لأعداد المصابين والشهداء خلال الأيام الأولى للثورة، بالإضافة لأجوبة عن الأسئلة التي وجهها المدعون بالحق المدني للنيابة، كما ينتظر أن تستفسر المحكمة فى جلستها الاثنين، عن بيان الداخلية للأسلحة المضبوطة خلال عام 2011.
ونفت «الأهرام» في تقريرها استناداً لتصريحات مسؤولين بوزارة الصحة، أن تكون هناك أي تقارير طبية حديثة بشأن الرئيس المخلوع قد وصلت للمحكمة، بينما قالت الشروق فى عنوان تقريرها على الصفحة الثالثة: «استئناف محاكمة مبارك اليوم .. واللجنة الطبية توصي بعدم نقله إلى طرة».
كانت قضية نقل الرئيس المخلوع إلى سجن طرة قد احتلت مساحات واسعة من اهتمام الرأي العام ووسائل الإعلام، عقب إلقاء القبض عليه وحبسه في مستشفى شرم الشيخ الدولي، ثم نقله إلى المركز الطبي العالمي.
وقالت «الشروق»، إن اللجنة الطبية المكلفة من النائب العام بمتابعة الحالة الصحية لمبارك، أوصت باستمرار إيداعه المركز الطبي العالمي، وعدم نقله إلى خارجه «كمستشفى طرة أو أي مكان آخر، لما يمثله ذلك من تهديد على حياته، وخطر إصابته بجلطة دماغية قلبية حال نقله».
وأضافت الصحيفة أن المحكمة ستتسلم في جلستها اليوم الاثنين تقرير اللجنة الفنية بالتليفزيون، لمعرفة إمكانية استعادة المشاهد المحذوفة من الأشرطة المحرزة بقضية قتل المتظاهرين.
ونقلت «الشروق»، عن خالد أبوبكر، أحد المدعين بالحق المدني، عضو الاتحاد الدولي للمحامين، أن اللقطات المطلوب استعادتها تتعلق بأشرطة المخابرات العامة والأسطوانة الحاوية لاجتماع قادة الأمن المركزي، وأعلنت النيابة صباح الاثنين خلال الجلسة، تقرير اللجنة الفنية للتليفزيون، الذي أكد استحالة استعادة ما تم حذفه من مشاهد.
في سياق آخر نشرت صحف القاهرة تصريحات لوزير الداخلية يؤكد فيها، «منح مكافأة لكل ضابط يقوم بإطلاق الأعيرة النارية على البلطجية»، بحسب نص تقرير «الأهرام» فى صفحتها الأولى.
«ضمير مصر يحتفل برأس السنة في التحرير»
نشرت صحف القاهرة الصادرة صباح الاثنين، صوراً لاحتفالية استقبال العام الجديد التي جرت في ميدان التحرير مساء السبت، وقالت «التحرير» في عنوان متابعتها «ضمير مصر يحتفل برأس السنة في التحرير».
وبجوار صورة كبيرة الحجم لاحتفالية الميدان، قالت الصحيفة فى تقريرها: « ليلة رأس السنة كانت موعد الثوار لاستعادة ميدانهم.. ومثلما سطروا أروع ملحمة في تاريخهم الحديث، أيام ثورة يناير التى لم يحققوا أهدافها حتى الآن، استعادوا ليلة (السبت)، بعضا من إبداعهم الجميل عندما احتفلوا فى الميدان بميلاد اللحظات الأولى للعام الجديد»، وأضافت الصحيفة أن الحفل الذى نظمته الإعلامية جميلة إسماعيل، استمر لأربع ساعات وشارك به آلاف المصريين رغم برودة الجو.
«الأهرام» نشرت صورة لسيدات وفتيات متشابكات الأيدي، وترتفع حولهن أعلام مصر في ميدان التحرير، وعلقت الصحيفة على الصورة قائلة :« وجوه بريئة تبتهل في فضاء التحرير مع إطلالة العام الجديد».
وعلى صفحتها الثالثة نشرت «الأهرام» تقريراً عنوانه: « فنانون ومطربون غنوا للشهداء وسط دموع الأمهات..عرس وطني حاشد في التحرير احتفالاً بالثورة والعام الجديد».
وجاء في مقدمة التقرير:« في أجواء احتفالية كرنفالية، استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الأحد، احتفل عشرات الآلاف في ميدان التحرير بالعام الجديد، وبالانتصار لثورة الخامس والعشرين من يناير، عبر التمسك بتحقيق كل أهدافها دفعة واحدة في الأيام المقبلة، والإسراع بإنهاء جميع الملفات العالقة».
ونقلت الصحيفة تقريرا حول الوقفة التي شهدتها كنيسة القديسين بالإسكندرية، عشية الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مواطنين مسيحيين من رواد الكنيسة، في انفجار سيارة ملغمة أمام الكنيسة، لحظة خروجهم من صلوات استقبال العام الجديد.
الإخوان يناقشون وضعية الجيش الجديدة في الدستور
قالت صحيفة التحرير فى تقرير نشرته على صفحتها الأولى، إن جماعة الإخوان المسلمين تتجه إلى الموافقة على وجود وضع خاص للجيش فى الدستور الدائم، ونقلت في متن تقريرها تصريحات على لسان قيادات بالجماعة تؤكد أن «الوضع الخاص هو حق للجيش».
ونقلت الصحيفة عن د. عصام العريان، أمين عام حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، أن المؤسسة العسكرية «من حقها أن تتمتع بوضعية خاصة في الدستور القادم، أوسع من الدساتير الماضية بما يتوافق ودولة ديمقراطية».
وفي تصريحات خاصة لـ«التحرير» أكد العريان أن «المؤسسة العسكرية لها الحق في أن يؤخذ رأيها في أي تشريعات تتعلق بها»، وأضافت الصحيفة، تعليقاً على تصريحات العريان: «الغريب أن جماعة الإخوان كانت من شن هجمة شرسة على وثيقة السلمي التى تضمنت فى بنودها بندين هما نفس ما يوافق عليه العريان والإخوان الآن». فى إشارة لنص تصريحات العريان التي وافق فيها على الإبقاء على سرية موازنة الجيش، والرجوع للمؤسسة العسكرية قبل سن أي تشريعات تتصل بها.
ونقلت الصحيفة عن صبحي صالح، القيادي الإخواني، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، قوله «إن منح أعضاء المجلس العسكري حصانة قضائية تكريماً لدورهم فى المرحلة الانتقالية غير مطروح الآن»، مؤكداً أن حزب الحرية والعدالة لم يناقش اتخاذ هذا الإجراء من الأساس.
في الوقت الذي قال فيه د. محمود غزلان، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة «لا تمانع في منح أعضاء المجلس العسكري حصانة من المحاكمة تكريماً لهم، وذلك عبر قانون يصدر بتوافق القوى الوطنية في مجلس الشعب المنتخب».