أمين «دينية النواب»: مصر تبوأت مكانة عالية في عهد السيسي بفضل أمانة الكلمة

بناء العقول يحتاج إلى فكر جديد يعبر عن المنهج الوسطي
كتب: أحمد البحيري الإثنين 13-05-2019 14:00

أكد الدكتور عمرو حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، أهمية ودور الكلمة في بناء الأوطان أن جهاد الكلمة لا يقل عن جهاد النفس والمال، لأن الكلمة الصادقة قد تصلح فاسدا أو تبني أمة، والكلمة الكاذبة قد تهوي بصاحبها إلى دركات من الجهل والتخريب.

وقال «حمروش» في كلمته التي جاءت تحت عنوان «قيمة الكلمة وخطورتها في الإسلام» ضمن فعاليات «ملتقى الفكر الإسلامى» الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه): أن المسلم لابد أن يلتزم بأمانة الكلمة التي تؤثر سلبا أو إيجابا على الفرد والمجتمع، موضحا أن الكلمة الصادقة يمتد أثرها بعد وفاة الإنسان، فكم من أناس بقيت كلماتهم سراجًا منيرًا بعد وفاتهم يضيئ الطريق للسالكين .

وأضاف حمروش: أن مسؤولية الكلمة عند العلماء تعني الالتزام بالمنهج الأسمى في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى، كما قال تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» .

ووجه حمروش الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أن مصر تبوأت مكانة عالية في عهده بفضل أمانة الكلمة من القيادة السياسية الحكيمة، كما ثمَّن جهود الدكتور محمد مختار جمعة ،وزير الأوقاف، لحرصه منذ أن تولى منصبه على محاربة الفكر المتطرف، إيمانًا منه بأن بناء العقول يحتاج إلى فكر جديد ومنهج قويم، مثمنًا جهوده في نشر الإسلام الوسطي المستنير في ثوب جديد، وفق ضوابط شرعية وثوابت إيمانية تعبر عن منهج الإسلام الصحيح.

وفي كلمته أكد الشيخ يسري عزام ،إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالقاهرة، أن الإنسان ميزه الله تعالى عن سائرِ المخلوقات بنعمة اللسان، وبه تفضّل عليهم قال الله جل وعلا: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ}، وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْأِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.

وأوضح أن الخوض في أعراض الناس بالغيبة والنميمة من الموبقات، وينبغي أن لا يتقول الإنسان كلمة تؤذي الآخرين لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الناس مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» ويكفي أنه بكلمة تبنى الأوطان وبكلمة تهدم الأوطان.

وقال: باللسان يبلغ العبدالدرجات العلى عند الله تعالى، وبه يسقط في دركات النار وسخط الله عز وجل، قال (صلى الله عليه وسلم): «إنّ العبدَ ليتكلّم بالكلمة من سخَط الله، ما يظنّ أن تبلغَ ما بلغت، يهوي بها في النارِ أبعدَ مما بين المشرِق والمغرب، وإنّ العبدَ ليتكلّم بالكلمة من رضوانِ الله، ما يظنّ أن تبلغَ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانَه إلى يوم يَلقاه».

وفي ختام كلمته أكد عزام أنه ينبغي على الإنسان أن يستعمل اللسان في الخير، وفيما يقربه من الله سبحانه وتعالى القائل: «لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ٱبْتَغَاء مَرْضَتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا»، وأن من شغل نفسه بالله تعالى ابتعد عما يشغله عن الله.