حثّ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الصين على إبرام اتفاق تجارى مع واشنطن الآن، مُحذرًا بكين من أنّ الوضع سيكون «أسوأ بكثير» إذا استمرّت المفاوضات التجارية خلال ولايته الرئاسية الثانية إن فاز في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2020.
ويخضع أكثر من 250 مليار دولار من الواردات الصينية لرسوم جمركية عقابية، وزاد ترامب تلك الرسوم، أمس الأول، من 10 إلى 255 على ما يعادل 200 مليار دولار من البضائع الصينية، كما أمرَ ترامب بإطلاق إجراءات تُتيح فرض رسوم جمركية على بقية الواردات الصينية وقيمتها 300 مليار دولار، ولن تدخل هذه الزيادات الجديدة للرسوم الجمركية حيز التنفيذ إلا بعد بضعة أشهر، لكن التلويح به يُتيح تشديد الخناق على الصين في المفاوضات التجارية الشاقة.
وكتب ترامب على تويتر: «أعتقد أن الصين شعرت بأنها تعرّضت لضربة مبرحة في المفاوضات الأخيرة، إلى درجة أنها قد تنتظر الانتخابات المقبلة، في 2020، لكى ترى ما إذا كان سيُحالفها الحظ ويتحقق فوز للحزب الديمقراطى، وفى هذه الحالة، ستُواصل سرقة الولايات المتحدة بـ500 مليار دولار في السنة».
وأضاف: «المشكلة الوحيدة هي أن الصينيين يعلمون أننى سأفوز، والاتفاق سوف يُصبح أسوأ بكثير بالنسبة إليهم إذا كان لا بُد من التفاوض بشأنه خلال ولايتى الثانية، سيكون من الحكمة بالنسبة إليهم أن يتصرفوا الآن، ولكن في الانتظار، أحب جمع رسوم جمركية كبيرة!».
وكان الرئيس الأمريكى حضّ في تغريدة سابقة، رجال الصناعة الأمريكيين على الإنتاج في الولايات المتحدة بدلًا من استيراد البضائع الصينية، تجنبًا لدفع رسوم جمركية باهظة، وكتب: «ما هي الطريقة السهلة لتفادى الرسوم الجمركية؟ اصنعوا وأنتجوا البضائع والسلع في الولايات المتحدة. الأمر بسيط جدًا!»، الضرائب الجديدة التي فرضها ترامب تُحتسَب على المستوردين الأمريكيين للبضائع الصينية، وليس على المصدّر الصينى، وتدخل قيمتها ضمن أسعار البيع الخاصة بهم، وبذلك، تجد الطبقة الوسطى الأمريكية نفسها أمام خطر دفع أسعار أعلى مقابل سلع الاستهلاك الجارى، وبحسب منظمة «ترايد بارتنرشب»، يؤدى رفع الرسوم الجمركية الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضى إلى رفع قيمة المصاريف السنوية لعائلة أمريكية مكونة من 4 أفراد بـ767 دولارًا.
ولم تسفر جولة محادثات أمريكية- صينية، الخميس والجمعة الماضيين، عن إبرام اتفاق، ومن المقرر أن تتواصل هذه المحادثات التي وصفها ترامب بأنها «صريحة» و«بنّاءة» إلى أجل غير محدّد، موضحًا أن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ستستمر في المستقبل، وإن إلغاء أو الإبقاء على الرسوم الجمركية الأمريكية يعتمد على نتيجة المفاوضات، وتهدف تعليقات ترامب إلى إرسال رسالة للأسواق المالية بأنه على الرغم من انتكاسة كبيرة بين الجانبين في الأسبوع الماضى، فإن المحادثات التي عقدت في واشنطن يومى الخميس والجمعة لم تؤد إلى انهيار كامل.
من جهتها، تؤكد بكين أنها لن تخضع للتهديدات، وأعلن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، جاو فنج، أن «الصين لن تستسلم في مواجهة الضغط».
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الصينى، ليو خه، إن الصين وأمريكا اتفقتا على إجراء المزيد من محادثات التجارة في بكين، وذلك بعد جولة مناقشات في واشنطن وصفها بأنها صريحة وبناءة، وأضاف ليو أنه لا يعتقد أن اتفاق التجارة المحتمل قد انهار، موضحًا أن حدوث انتكاسات صغيرة أمر لا مفر منه، وذكر أن أمريكا والصين لديهما تفاهمات متبادلة كبيرة، لكن لا تزال هناك خلافات بشأن قضايا مبدئية. وأكد ليو أن الصين لا يمكن أن تقدم تنازلات بشأن تلك القضايا المبدئية، لكنه متفائل بحذر بشأن مستقبل محادثات التجارة، مشيرًا إلى أن الصين تعارض بقوة أحدث زيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية ويتعين عليها أن ترد على تلك الزيادة.