رمضان فى «عروس المتوسط»: «الكورنيش» ملاذ الإسكندرانية من «الفطار» لـ«السحور»

كتب: رجب رمضان الجمعة 10-05-2019 21:25

«اصحى يا نايم وحّد الدايم وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم اصحى يا نايم وحّد الرزاق رمضان كريم.. مسحراتى منقراتى بأيدى نقرة واتنين بقلبى مطلوب أجوّد واقول وازوّد وأنا بحوّد يا دوب وباحبى».. هكذا عبر الشاعر الكبير فؤاد حداد عن فرحته بقدوم رمضان، ذلك الشهر الذى تكثر فيه الدعوات بين الأهل والأصدقاء، وتتواصل فيه الأرحام، وتزداد المودة والمحبة بين الأسر المصرية، غير أن تلك العادات بدأت تخبو شيئًا فشيئًا، ربما لكثرة انشغالات البعض، أو لضيق ذات اليد.

ومع ارتفاع الأسعار، تراجعت عدة عادات اعتاد عليها المصريون فى رمضان ولم تعد الموائد تحفل بالضيوف من الأهل والأصدقاء كما كانوا من قبل، مكتفين باتصالات تليفونية أو لقاء فى سهرة بعد الإفطار، على كوب شاى أو عصائر.

يرى ممدوح زايد، من الإسكندرية، أن محدودى الدخل والغلابة تبعدهم ظروفهم الاقتصادية عن إقامة الولائم والعزومات فى رمضان، فيما يقتصر الأمر على الأسرة فقط على عكس ما كان يحدث فى السابق عندما كانت الظروف المالية معتدلة.

وأضاف «زايد»، لـ«المصرى اليوم»، أن السكندريين كانوا طيلة حياتهم فى شهر رمضان يتبادلون الزيارات وتناول الإفطار والولائم مع الأهل والأقارب والأصدقاء، ويشترى الأطفال الفوانيس وتعلق الزينة فى جميع أنحاء المدينة، وقبل أذان المغرب بدقائق ينتشر المتطوعون فى الطرقات لتوزيع الماء والتمر والعصائر على من تأخروا للذهاب إلى بيوتهم لتناول الإفطار إلا أنه حتى زينة رمضان تكاد تكون اختفت من الشوارع وواجهات البيوت تماماً.

وقالت سماح العيسوى إن الولائم التى كانت تعدها لعائلتها ومعارفها فى شهر رمضان لم تعد كما كانت بسبب الارتفاع فى الأسعار والتى تقف حائلًا أمام الملايين من الأسر المصرية محدودة الدخل من تبادل الولائم والعزومات مع الأهل والأصدقاء والجيران، مشيرة إلى أنه للأسف الشديد فإن رمضان هذا العام سيكون عبادة فقط دون عزومات. وتابعت نيرة ممدح قائلة: «رمضان السنة دى شكله كده هيبقى قرديحى خالص.. وهنقضيها فى البيت» مستعيدة ذكريات رمضان التى كانت تنتظرها كل عام، خاصة أن أسعار المكسرات هذا العام أصبحت نار، متسائلة: «لما تبقى أسعار المكسرات بمختلف أنواعها تفوق إمكانيات الأسر متوسطة الحال والميسورة يبقى الأسر محدودة الدخل حالها يبقى عامل إزاى؟!».

وعن السهرات الليلية على بحر الإسكندرية، قال محمود عبدالله: «حتى الكافيهات يبدو أننا سنحرم من الجلوس فيها فى سهرات رمضان زى ما كنا متعودين بسبب أسعار المشروبات التى فاقت الحدود وأنه من الممكن خلال ساعة على كافيه أو مقهى راقى تصرف 150 جنيه».

وأضاف أن أهم ما يميز الإسكندرية هو الكورنيش والبحر وحرص الإسكندرانية على قضاء أوقات طويلة على الكورنيش عقب الإفطار مباشرة وحتى السحور، خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يدفع المواطنين لتناول الإفطار على الكورنيش يومياً، لاسيما أن الإسكندرية شهدت أطول مائدة إفطار رمضانية على مستوى العالم منذ عامين، لافتا الى أن السكندريين يلجأون إلى الكورنيش كبديل عن المقاهى باعتباره «كافيه مفتوح» للغلابة.