وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الاثنان منذ أغتيال «رفيق الحريري» في لبنان في 14 فبراير عام 2005، وما تبع ذلك من أنطلاق ما بات يعرف بـ«ثورة الأرز» التي أسفرت عن انسحاب القوات السورية من لبنان في 26 أبريل عام 2006.
وكان «الحريري» قد اكد في خطاب أمام المجلس النيابي خلال جلسة التصويت على الثقة، أن حكومته ستعمل على تحسين العلاقات المتوترة مع سوريا منذ اغتيال والده رفيق الحريري، رغم انه لم يجر أي اتصالات رسمية مع النظام السوري منذ دخوله المعترك السياسي.
وأكد الحريري يومها، الذي يتزعم الاكثرية البرلمانية المدعومة من الغرب، أن حكومته تتطلع إلى الارتقاء بالعلاقات الاخوية اللبنانية ـ السورية إلى المستوى الذي تفترضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة.
وسبق أن اتهم «سعد الحريري» وقوى 14 آذار ـ التي يعتبر أبرز أركانها ـ سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال والده التي وقعت في بيروت اثناء الوصاية السورية، إلا أن العلاقات اللبنانية السورية تحسنت بعد انتخاب الرئيس التوافقي «ميشال سليمان» وفي ظل تقارب بين السعودية التي تدعم الأكثرية في لبنان وسوريا المساندة للاألية النيابية وأبرز أركانها «حزب الله».
أما دمشق فقد أكدت في أكثر من مناسبة سابقة أنها ساهمت في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي يرأسها الحريري، والتي حصل بيانها الوزاري مؤخرا على ثقة مطلقة من البرلمان اللبناني، وهي مسألة لا تحدث إلا نادرا في لبنان.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا ولبنان أكثر من 300 مليون دولار سنويا، وهو متواضع بالقياس إلى تتداخل العلاقات المشتركة، في مختلف مجالات الحياة العامة، فضلا عن امتداد الحدود البرية والبحرية بينهما مئات الكيلو مترات.