من تحت قضبان القطار إلى ألمانيا.. القصة الكاملة للطبيب محمد صلاح (تفاصيل)

كتب: نورهان مصطفى الأربعاء 08-05-2019 16:55

مساء الثلاثاء، أحد أيّام الأسبوع، كان طبيب الأسنان، محمد صلاح، 25 سنة، يسير على رصيف قطارات المحلة، تحديدًا محطة «منشية البكري»، حاملاً بيد شنطة يضع فيها أدوات العمل، وباليّد الأخرى، أحلامه بمستقبل أفضل، فهو طبيب أسنان، تخرّج من كلية طب الأسنان، جامعة المنصورة، 2017، إذ يعمل في 3 عيادات مختلفة، أملاً في غدٍ أفضل.

كان «صلاح» سائرًا على رصيف المحطة، ونتيجة التزاحُم، سقط كما ورقة الخريف، بين قضبان القطر، كما يقول جارُه وصديقه، محمد مغاوري: «محمد كان نازل من القطر، محطة منشية البكري، المحلة الكبرى، أثناء التدافُع، الناس زقتّه وقع تحت قضبان القطار، تم بتر يده اليمنى من أسفل الكتف، وبتر رجله اليمنى، بنجاهد عشان نسفّره ألمانيا، عشان نلحق ايده اليسرى، تم بتر صابع منها إمبارح، وعاوزين نلحق باقي الايد اليسرى، مصابة بتهكّات في العضلات والشرايين».

وبصوتٍ مبحوح، يُكمل «مغاوري»، صديق طفولة الطبيب المُصاب الذي يرقُد حاليًا في القصر العيني: «محمد يُعاني بالأصل من غضروف في ظهره، ورغم ذلك، يعمل 6 أيّام في الأسبوع، بمعدل أكثر من 10 ساعات يوميًا، عيادة في المحلة، وعيادة في البحيرة، وفي بنها، وأحيانًا القاهرة، كل المجهود ده من أجل طموحه ولقمة العيش».