ارتبط اسمه بمحافظة المنيا، فأصبحت «منية الفولى»، بدلا من «منيا بن خصيب» نسبة إلى سيدى العارف بالله أحمد الفولى..
ويؤكد الشيخ عيسى طغيان، عامل ومقيم شعائر مسجد الشيخ أحمد الفولى، أن كل شىء موثق ومدون عن حياة سيدى أحمد الفولى فى مدونة وضعها المسؤولون عن المساجد الإسلامية بمدخل الضريح، المقام بجوار مسجده بالبر الغربى من كورنيش النيل لمدينة المنيا.
والعارف بالله سيدى أحمد الفولى، هو الشيخ على بن محمد بن على المصرى اليمنى، رضى الله عنه وأرضاه. قدم أبوه من اليمن وبقى بالقاهرة وتزوج عام 988هـ بالسيدة فاطمة بنت العالم المشهور السيد حسين الطحان، ورزق منها بسيدى على الفولى عام 990هـ. فنشأ بالقاهرة وتلقى علومه بالأزهر الشريف وتفقه شافعيًا على يد الشيخ أبى بكر الشنوانى والشيخ سالم الشبشيرى والشيخ سالم السنهورى، وتوجه ناحية التصوف فسلك طريق الشاذلية على يد شيخه سيد محمد بن يحى الجركسى المعروف بالترجمان.
انتقل إلى منية بن خصيب «المنيا» عام 1010هـ، وتزوج من أهلها، واشتهر فيها بالفولى بعد شهرته فى القاهرة بالمصرى منذ ولادته، واحترف بيع الفول، لأنه كان يأنف قبول أى شىء من أحد، واشتهر الفولى بالمنيا وذاع صيته، فقصد بالزيارات وتصدر بالتدريس بها وعرف بالزهد والاستقامة، وكان بارعًا فى العلوم الشرعية، متكلمًا بالطريقة الصوفية الشاذلية، وله مؤلفات عديدة منها «تحفة الأكياس فى حسن الظن بالناس»، وتوفى سنة 1067هـ، عن 77 عاما، أقام منها بالمنيا وحدها، 57 عاما.
كان الفولى خلال هذه المدة العالم المفرد الذى يرحل إليه من أرجاء الصعيد للعلم والاستفادة، ودفن فى ضريح خاص بجانب زاوية أنشأها فى حياته على شاطئ النيل الغربى بالمنيا، كان الفولى، رضى الله عنه، قصير القامة مستدير الوجه أبيض، ذى لحية بيضاء ناصعة.
فى عام 1290هـ، عندما مر إسماعيل خديوى مصر فى هذا العام فى النيل قاصدًا الأقصر وقف يخته أمام زاوية قطب الصعيد العارف بالله أحمد الفولى، فلما لمح عن بعد مزارًا، قام بالتوجه نحوه ثم نزل إليه وزاره، وأمر ببناء جامع كبير له وضريح يليق به وبمقامه وأوقف عليه مائة فدان من أجود الأراضى الزراعية.
فى عام 1363هـ، طلب من عبدالحميد عبدالحق ابن ابوقرقاص، وزير الأوقاف يومئذ، إعادة بناء المسجد فبناه على الطراز الأندلسى، وليس له نظير فى مصر..
وافتتح المسجد ونقل جثمانه إلى هذا الضريح، فى احتفال مهيب عام 1365هـ، حيث يقام له مولد فى ليلة الثامن والعشرين من شهر رجب من كل عام.