اهتمت صحف القاهرة الصادرة الثلاثاء، بمشاكل الانفلات الأمني، والجدل الدائر حول الدستور أولا أم الانتخابات، حيث وصف بعض الكتاب تصريحات شرف بأنه يفضل ارجاء الانتخابات حتى تحصل الاحزاب الجديدة على فرصتها الكافية بأنه إحراج للمجلس العسكري.
البرادعي: «الأمن» على رأس الأولويات التي يجب الالتفات إليها
في أول حوار تجريه معه صحيفة قومية، منذ صار صوتا معارضا لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، أعاد الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية التاكيد على تأييده لإقرار الدستور قبل عقد الانتخابات التشريعية.
وقال البرادعي في حوار مع صحيفة «الأخبار»، الصادرة صباح الثلاثاء، إن استخدام تعبير «تجميد حملته الرئاسية»، ليس تعبيرا دقيقا، فهو يرى أن هناك أولويات تسبق العمل على حملته للترشح للرئاسة حالياً، وأضاف أن تحقيق الأمن فى المجتمع يعد على رأس الأولويات التي يجب الالتفات إليها.
ووصف البرادعي ما تشهده الساحة السياسية فى مصر منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى التاسع عشر من مارس الماضي وحتى الآن، بـ«اللخبطة السياسية»، داعياً إلى إقرار التوافق الوطني أولاً قبل أي تحرك سياسي ضخم، خاصة أن القضايا الدستورية صارت تتسم بالتخبط وعدم الوضوح، «فقد تم تعديل دستور معطل أسقطته شرعية الثورة، وبعد تعديله جرى إعادة تعطيله وإصدار إعلان دستوري»، مضيفا: «الدستور مش قرآن والإعلان الدستورى مش قرآن، تغير الظرف قد يستدعي تغير خريطة التحرك السياسي»، فى إشارة إلى إمكانية تعديل مسار الخريطة السياسية بحيث يصير إقرار الدستور سابقاً على إجراء الانتخابات البرلمانية.
وأكد البرادعي أن الفساد الفكري النابع من الإعلام، أخطر من الفساد السياسي والاقتصادي، وأنه في دولة يستمد 60% من سكانها معارفهم من التليفزيون فإن دور الإعلام المرئي خطير لما له من قدرة واسعة على التأثير في الرأي العام وتوجيهه نحو وجهات محددة، على حد تعبيره.
«شرف الذي أحرج الجيش»
انتقد عدد من الكتاب في مقالاتهم المنشورة بصحف القاهرة الصادرة صباح الثلاثاء، تصريحات رئيس الوزراء، لصحيفة الأهرام، والتي عبر فيها عن اعتقاده الشخصي، بأن الدستور يجب إقراره قبل الانتخابات البرلمانية.
وقال الكاتب الصحفى سليمان جودة، في صحيفة «الوفد»، «شرف يحرج الجيش»، واعتبر تصريحات رئيس الوزراء عصام شرف، «أمرا عصيا على العقل، وتبدو فوق أي منطق»، حيث رأى أن تصريح رئيس الوزراء برأيه الشخصي في هذه القضية، «يجب ألا يتضارب مع موقعه كرئيس وزراء في حكومة أتى بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أعلن أنه يرى ضرورة عقد الانتخابات أولاً»، ونوه جودة، إلى ضرورة وجود خط فاصل بين رأي شرف الشخصي وبين مسؤوليته في موقعه الرسمي، مطالبا إياه بالاحتفاظ بآرائه وعدم التصريح بها مادام في موقعه.
في صحيفة «الأهرام»، وصف الكاتب الصحفي أشرف العشري، في مقاله، عصام شرف بـ«رئيس الحكومة العاجزة»، وأضاف العشري في مقال حمل عنوان «أين هؤلاء من المحاكمة؟»، أن خمسة أشهر مرت ولم تتحقق «نجاحات الثورة» بعد، مشيراً إلى أن الغالبية من المصريين ترى أن حكومة شرف تماثل حكومات العجز والفشل المتعاقبة فى عهد مبارك فالفقر فى ازدياد ونفس الأزمات والمظاهرات قائمة والانفلات الأمنى والفوضى قائمين.
واتهم العشرى عصام شرف، بأنه لا يمتلك دهاء أو حكمة السياسيين، مضيفاً أن أصوات الإخوان والسلفيين ترهبه وتزعجه، وأن أغلب من في الوطن وخاصة شباب الثورة مستاؤون من اختطاف التيار الديني للثورة.