أحمد السقا في حوار لـ«المصري اليوم»: أتحدى نفسي بلعب دور «الصعيدي» في «ولد الغلابة» (حوار)

كتب: علوي أبو العلا الأحد 05-05-2019 23:34

يعود الفنان أحمد السقا في مسلسله «ولد الغلابة» الذي ينافس ضمن الماراثون الدرامى الحالى، إلى الشخصية الصعيدية للمرة الثانية، بشكل مغاير عما قدمه في فيلمه «الجزيرة»، ومن خلال شخصية مدرس تاريخ يحمل القيم والثقافة، بحسب وصفه، وأكد السقا أن العمل اجتماعى بعيد عن الأكشن، مشيرًا إلى أنه تردد في تقديم الشخصية في البداية لما تحمله من تحدٍ كبير، إلا أنه قرر أن يخوضه، وأشار في حواره لـ«المصرى اليوم» إلى أنه اجتهد في تقديم الشخصية كى تنال إعجاب الجمهور الذي يعد هو الحكم في من سينجح بالماراثون الرمضانى ويتصدر المشاهدة.. واعتبر«السقا» أن تقديم الدراما الصعيدية ليس للعب في المضمون لما حققته تلك النوعية من الأعمال من نجاحات سابقة، مؤكدا أن المضمون هو العمل الجيد الذي يبذل فيه مجهود كبير، وتحدث عن صعوبات تصوير المسلسل الذي كان في لوكيشنات خارجية ما سبب له إرهاقا كبيرا، خاصة أن الشخصية تحمل وجهين مختلفين سيلحظهما الجمهور. وأشار إلى أنه تفاجئ بردود الأفعال منذ طرح بروموهات العمل ووضع اسم المسلسل على مقاهى و«تكاتك»، ما أعتبره مؤشراً على تحقيق النجاح لدى الجمهور.. وإلى نص الحوار:

أحمد السقا فى مسلسل ولد الغلابة

■ في البداية.. ما الذي أثار حماسك لتقديم مسلسل «ولد الغلابة» في موسم رمضان؟

- بداية، موافقتى على المسلسل كانت بسبب الحدوتة، فالفيديو أو الدراما التليفزيونية عبارة عن حدوتة يتم سردها بطريقة جيدة لتقديم الحد الأدنى من الغرض منها، وهو تسلية الناس وإمتاعهم وجذبهم، وعندما عُرضت علىّ القصة وجدت الحدوتة لطيفة وبها نوعًا كبيرًا من تحدى الذات، وطوال عمرى لا أتحدى أحدًا ولا أسعى لذلك، بل دائمًا أتمنى النجاح للجميع وأن يكرمهم الله ويكرمنى وسطهم، لكننى وجدت في هذا العمل الصعيدى الثانى في حياتى، اختلافا عما قدمته من قبل في فيلم «الجزيزة» بجزءيه الأول والثانى، فأنا تخيلت بأننى وصلت للسقف في الفيلم، وهذا هو التحدى الحقيقى أن أقدم عملا صعيديا آخر، ولن أخفى عليك بأننى كنت خائفا وقدمت رِجلا وأخرت الأخرى في تقديم العمل، حتى اتخذت القرار، وأعتقد أن المسلسل سيُحدث تأثيرا جيدا عند الجمهور.

■ ذكرت أن شخصية الصعيدى في المسلسل مختلفة عما قدمته من قبل في «الجزيرة» بجزءيه، فكيف ذلك؟

- كشخصية مختلفة تمامًا، الصعيدى في المسلسل إنسان، وفى الفيلم إنسان آخر، كل منهما له فكر وتحكمه عادات وتقاليد، وهذا له أخلاق والآخر له أخلاق، هذا يتحدث بشكل والآخر يتحدث بشكل مختلف، كما أن السلوك، حتى شكل «المشية» والحديث والمبادئ أيضًا، لها تأثيرات كثيرة على الشخصيتين اللتين قدمتهما، حتى العائلة والصراع الدرامى كانا خطين في الفيلم، أما في المسلسل لدينا أكثر من 4 خطوط درامية للصراع.

■ من هو عيسى؟

«عيسى» من صعيد مصر، مدرس تاريخ وحامل علم وثقافة ومبادئ وقيم وأخلاق، والحياة تمخض فيه وتفرمه في متاعبها، فيتعامل معها، ويسير بجانب مواز له أنه صاحب القيم والمبادئ، ونراه بسلوكين وطريقتين مختلفتين.

■ ما طبيعة الصراع الذي سيقع فيه عيسى؟ وهل تجسد بشخصيته الخير في هذا الصراع؟

- أي دراما في الدنيا قائمة على الصراع بين الشر والخير، وهذا هو ألف باء الدراما، ومن التيمات الدرامية المعهودة، وفى الحياة تجد صراع الخير والشر قائمًا، وفى المسلسل ستجد ذلك.

■ لماذا يقال إن الدراما الصعيدية تمثل اللعب في المضمون والنجاح بسبب الجماهيرية الكبيرة التي تحققها هذه الأعمال؟

- من وجهة نظر النقاد أو الصحفيين قد يكون صحيحًا، لكن كممثل لا أفكر في ذلك، سواء المضمون أو غير المضمون، فالمضمون من وجهة نظرى هو العمل الجيد الذي يُبذل فيه مجهود كبير.

■ هل تقديمك لشخصية الصعيدى كان بطلب منك، أم المشروع هو الذي فرض نفسه؟

- الكاتب أيمن سلامة والمخرج محمد سامى قدما لى تيمة وقصة المسلسل العام الماضى، وبعد ذلك قدما الـ30 حلقة وقرأتها وتحمست للعمل، ووافقت على تقديمه.

■ قبل عرض المسلسل، تلقيت ردود أفعال على 3 بروموهات طرحتها قناة mbc مصر.. فهل اعتبرت ذلك مؤشر نجاح؟

- شاهدت الكثير من ردود الفعل منذ طرح أفيش المسلسل واسمه على محال وأكياس سناكس وتكاتك، وربنا يديم حب الناس لأنه نعمة كبيرة لا يُدفع فيها فلوس، هذه الردود أحسستنى بالتقدير فقط للمجهود المبذول ولكن الحكم بعد المشاهدة للجمهور.

■ ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

- الإرهاق، لأن تصوير المسلسل كله لوكيشانات خارجى، وكان مرهقًا جدًا من هنا إلى سنة مقبلة، فنحن في المسلسل لا يوجد «شوت» في الاستديو، بل كل المشاهد كانت تصويرًا خارجيًا، وجلسنا في لوكيشن خارجى يبعد عن القاهرة 150 كيلو، نذهب له يوميًا لمدة شهر رايح جاى.

■ «ولد الغلابة» أول عمل يجمعك بالمخرج محمد سامى دراميًا، فكيف رأيت التعاون معه؟

- ما رأيته من محمد سامى بشكل شخصى أنه مخرج مجتهد وشاطر و«بتاع شغل»، ودماغه شغاله 24 ساعة، ولديه طاقة غريبة أن يعمل يومًا بكامله ويتابع مع المؤلف والممثلين والإنتاج والديكور ولا يمل، فهو مخرج «أخطبوط» في الشغل.

■ وكيف وجدت التعاون مع المنتج صادق الصباح؟

- وفّر لى الإمكانيات مثله مثل أي مسلسل في مصر، الظروف التي نعمل فيها مثل الظروف التي تعمل فيها كل مسلسلات مصر، وبفضل الله أظهرنا وقدمنا «شغل كويس»، ولم يكن لدينا عامل ضغط، وصادق الصباح وأنور الصباح وفرا لنا كل الإمكانيات ولم يقصّرا نهائيًا، وهذا معروف عن صُناع الدراما في مصر، وليس في مسلسلى فقط، فمصر هي أم الدراما العربية وجميع منتجيها لم يقصروا وأكفاء.

■ في «ولد الغلابة».. من هم الغلابة الذين يظهر أحمد السقا «ولدهم»؟

- «الغلابة» معنى عميق هنا، فالغُلب ليس فقرًا وقلة حيلة فقط، الغُلب طيبة زائدة، وإنسان في حاله يراه الجميع «غلبان»، إنسان متسامح جدًا، ومن الممكن أن يكون معنى مميزًا أو سيئًا.

■ في المسلسل من يكونون؟

- الغلابة هم محدودو الأفق.

■ هل اللهجة الصعيدية في «ولد الغلابة» مختلفة عن اللهجة الصعيدية التي قُدمت في «الجزيرة» بدور «منصور الحفنى»؟

أحمد السقا مع المؤلف أيمن سلامة والمخرج محمد سامى

- طبعًا، اللهجة هنا متغيرة في الاستايل والأداء والنطق.

■ وصولك لهذه الطريقة من الكلام أو الشخصية كيف كونتها؟

- هناك مؤلف محترف كاتب للشخصية ومخرج محترف، وهما أيمن سلامة ومحمد سامى، وأزعم بأنى لدى «شوية خبرة»، وفى أول مشهد عندما وقفت أمام الكاميرا عرفت كيف سألعب الشخصية بطريقة كلامها وأسلوبها.

■ عندما طرح البرومو والأفيش وظهرت بـ«طاقية» فقط قيل إن تلك الملابس ريفية وليست صعيدية التي يميزها ارتداء العمامة، فما ردك؟

- الطاقية والعمامة أو ما يقال عليها «التلفيحة» هي رتب في الصعايدة، الطاقية وحدها رتبة والطاقية ومعها الكوفية رتبة أخرى، والطاقية بلفة واحدة من العمامة رتبة ثالثة أعلى، أما الطاقية والعمامة معها لفتان رتبة مختلفة أعلى، والطاقية بثلاث لفات رتبة أيضًا، وكلما كبر في السن يزداد العدد في اللفات الخاصة بالعمامة، لأن معناها أنه يحمل كفنه على رأسه، وعندما تشاهد شخصية «عيسى» في «ولد الغلابة» بطاقية فقط، لك أن تتخيل رتبته «غلبان».

■ هل المسلسل يُصنف كعمل أكشن؟

- المسلسل به لعبة شطرنج، فهناك الأمور الطبيعية لدى الشخصية التي تقدم، ولكن لا توجد منظرة أو شىء على عكس طبيعة الشخصية، لأن تقديم شىء «أوفر» يكون عدم ذكاء، والمسلسل دراما اجتماعية ليست خالية من الأكشن إلا الذي تتحمله طبيعة الأحداث المقدمة به.

■ هل تدخلت في اختيار فريق العمل من الممثلين المشاركين؟

- نهائيًا، من الممكن أن أطرح وجهة نظر ولكن لو وجدت خطأ من الأساس في الاختيار أتحدث، وأنا راض تمامًا عن فريق العمل.

■ تردد أنك الأعلى أجرًا في موسم رمضان 2019، والنجم الاستثناء في ذلك، على الرغم من الأزمات التي مرت بها صناعة الدراما هذا العام.. كيف شاهدت ذلك؟

- «الصيت ولا الغنى»، لا يوجد شىء اسمه استثناء، هناك ما يسمى استراتيجية جديدة وضعت في الدراما المصرية، وكلنا نتحرك من خلالها ونمشى عليها، ونشاهد التجربة والتجارب الأخرى، وما ينجح نسير به وما لا ينجح نستبعده، نحن في صناعة، وليس كاميرا توضع ويحدث ما يحدث، فهناك صناعة كبيرة ودورة لرأس المال.

■ قلت إن المنافسة لا تشغلك.. ولكن ألا يشغلك تصدرك للمنافسة؟

- أحب النجاح وسط الجميع، والمسلسلات كلها ونجاحها للصالح العام ولصالح الصناعة في مصر، باعتبارنا أم الدراما في العالم العربى والشرق الأوسط، فقد أصبحت لدينا مسلسلات يتم دبلجتها بالصينى والتايلاندى وجنوب شرق آسيا، ووصلنا لمرحلة كبيرة وراقية في صناعة المسلسلات التليفزيونية.

■ لو حقق «ولد الغلابة» النجاح هل لديك مخطط لتقديم جزء ثان منه؟

أحمد السقا فى مسلسل ولد الغلابة

- لا أخطط لشىء وعمرى ما خططت، أترك الدنيا تسير، ولا أعاند القدر أبدًا.

■ دائمًا كل نجوم الدراما يقولون على أنفسهم إنهم «رقم 1» في رمضان، والأعلى مشاهدة، فبماذا تفسر ذلك؟

- الواحد هو الله، ودائمًا أفرح لفرحة زمايلى وأقولها من قلبى، وليس من العيب أن يشاهد كل منهم أنه رقم واحد، وعلى كل منهم أن يفرح وهذا من حقه، من الممكن أن نتفق ونختلف في أساليب التعبير بالفرحة أو الحزن، وطريقة التوصيل من يفعلها هو المسؤول عنها وليس لى دخل بها.

■ ماذا تتمنى في النهاية؟

أن يكرمنى ويكرم الناس كلها وأنا في وسطهم، لا على يمينهم ولا على يسارهم.