دعا وزير الخارجية السودانى على كرتى الإسلاميين فى مصر إلى دراسة علاقة الإسلاميين بالسودان مع المسيحيين فى الدولة. وأكد أن حالة التعايش الدينى فى السودان مثال ينبغى على الجميع دراسته، منوها بأن الرئيس السودانى عمر البشير يشارك المسيحيين سواء كانوا أقباطا أو غيرهم أعيادهم فى كنائسهم.
وقال «كرتى»، فى لقاء مع عدد من الإعلاميين المصريين والمهتمين بالشأن السودانى، الاحد بمناسبة عيد الاستقلال فى بلاده: «إن إخوتنا فى مصر يحتاجون إلى دراسة علاقة الإسلاميين فى السودان بالأقباط والمسيحيين بصفة عامة»، مضيفاً: «نحن نحضر مناسبات المسيحيين فى كنائسهم ومازلنا نتعايش مع مسيحيين لا يستخدمون ديانتهم للإضرار بالآخرين».
وأكد أن الأقباط لم يعانوا فى السودان، وقال: « نحن نكن لهم كل الاحترام وعلاقة الإسلاميين بالأقباط نموذج من الممكن أن نقدمه للعالم».
وشدد «كرتى» على أن مشكلة السودان ليست مع المسيحيين وإنما مع الصليبيين، موضحا أن الصليبية فكرة سياسية تريد أن تستخدم الكنيسة لاستعمار حديث فى السودان وعزله عن المكون العربى.
وقال: «نحن عانينا كثيرا ومازلنا نعانى، وكنا نقول إننا ضحية لمؤامرة كبيرة، ولم يصدقنا الأخوة العرب والمصريون».
وقارن «كرتى» بين التغيير الذى حدث فى مصر وليبيا، موضحا أن التغيير لم يكن سهلا فى ليبيا وكان ثمنه غاليا جدا وراح بسببه ضحايا «كثيرون» ودمار كامل فى هذا البلد، وتسبب فى خلل كبير جدا فى دولة لم تكن فيها مؤسسات على مدى 40 عاماً.
وقال: «إن الآثار الاقتصادية فى مصر هى الثمن الكبير الذى تدفعه مصر لهذا التغيير»، مضيفاً أن الاوضاع فى مصر مستقرة وهى بلد مؤسسات.
وتابع : فى تقديرى فإن استعادة مصر «عافيتها» ستكون «أسرع»، ولن تنهار الدولة، والخوف الآن يظهر فى بعض تصريحات المسؤولين من الآثار الاقتصادية، متوقعا أن تعود الأمور للاستقرار بعد الاستقرار السياسى وإجراء الانتخابات وتسليم السلطة.
وأشار «كرتى» إلى أن الأوضاع الاقتصادية فى مصر ستتعافى قريبا خاصة وأن مصر تمتلك بنية تحتية ضخمة، موضحا أن هناك إمكانية، لأن تستفيد مصر من الإمكانيات الاقتصادية فى السودان، وقال «إن السودان فى انتظار مصر أن تلتفت إليه».
وأضاف «أن السودان فى انتظاركم والشعب السودانى فى حاجة إلى شريك، ونأمل ألا يكون هذا الشريك من خارج المنطقة وأن يكون هو مصر».
وحول التواجد الإسرائيلى فى جنوب السودان، قال وزير الخارجية السودانى على كرتى «كان هناك تواجد إسرائيلى فى جنوب السودان قبل انفصال الجنوب لكنه كان فى الخفاء، وأصبح الآن معلناً وعبر مؤسسات معروفة».
وأشار «كرتى» إلى أنه «من الأفضل أن يكون وجود إسرائيل فى جنوب السودان معلنا ومعروفا حتى يساعدنا فى معرفة ماذا تريد تل أبيب».
ولفت «كرتى» إلى ضرورة زيادة التواجد العربى والمصرى فى جنوب السودان لمحاولة مراقبة وإضعاف دور إسرائيل فى الجنوب.
وأكد وزير الخارجية السودانى أن الخرطوم تمتلك استراتيجية واضحة فى التعاون مع جنوب السودان، وقال «ولكن لم يأتى الأن الوقت المناسب لإعلان هذه الاستراتيجية لأن الطرف الآخر فى جوبا غير راغب حتى الآن فى التعاون مع الخرطوم.
وأضاف: «سياستنا ليست مبنية على عداء مع جنوب السودان وإنما مبنية على التعاون».