أكد جمال سليمان أن السرية التى فرضها على الفيلم الإيرانى «يوم الحرية» الذى يشارك فى بطولته وأخرجه أحمد رضا درويش ليست لها علاقة بمضمون العمل، وإنما احتراما لاتفاق أبرمه مع الشركة المنتجة، موضحا أن «يوم الحرية » يعد ثانى تجاربه فى السينما الإيرانية بعد فيلم «المتبقى» عام 1995 إخراج سيف الله زاد.
وقال سليمان لـ«المصرى اليوم»: لا أستطيع حاليا الكشف عن الشخصية التى أقدمها فى الفيلم، وكل ما أستطيع قوله إننى كنت مرشحاً لأحد الأدوار الرئيسية، ولكن بعد تأجيل تصوير الفيلم بسبب ظروف خاصة بالشركة المنتجة اعتذرت عن الدور وارتبطت بمسلسل «الشوارع الخلفية». ثم عادت الشركة وتحدثت معى مرة أخرى وتم ترشيحى لدور آخر استغرق تصويره حوالى 10 أيام فى إيران.
أكد أن الفيلم يعد من أهم ما أنتجته السينما الإيرانية فى الوقت الحالى، ووصلت ميزانيته إلى 23 مليون يورو، ويشارك فى بطولته ممثلون من سوريا والكويت وإيران. كما استعانت الشركة بخبرات عالمية فى المونتاج والموسيقى.
وأضاف سليمان إن الفيلم تبدأ أحداثه بموت معاوية بن أبى سفيان وينتهى بموت الحسين، ويناقش شرعية السلطة فى الإسلام، وعدم مبايعة الحسين ليزيد وعملية التوريث، كما يتعرض لبعض تفاصيل هذه الحقبة والتى لم تتعرض لها الدراما من قبل، موضحا أن ذلك من أسباب حماسه الشديد للمشاركة فى الفيلم. وقال: الفيلم يتحدث عن نظام الحكم فى الإسلام وشرعية الحاكم وهى الشرعية التى كلفتنا كثيرا من الدماء من وجهة نظرى، وكنت أرى أن صبغ هذا الخلاف بالشرعية الدينية وخروجه من الإطار السياسى كان سببا رئيسيا فى العديد من الانقسامات التى أدت إلى تعدد المذاهب، لدرجة أن بعض هذه المذاهب بدأت تطعن فى شرعية المذاهب الأخرى، ولو كنا نظرنا للخلافات التى نشبت حول السلطة بأنها شأن سياسى لما حدث هذا التحزب الدينى.
وحول طبيعة تناول الإيرانيين لهذا الخلاف رغم أن معظمهم من الشيعة وهو ما قد يثير القلق لدى السنة قال: الحسن والحسين من أحفاد رسول الله ولها مكانة كبيرة لدى أهل السنة توازى مكانتها عند الشيعة، وأعرف جيدا مكانة الحسن والحسين فى قلوب المصريين وبالنسبة لى كفنان لا أقبل أن أكون طرفا فى هذا الصراع، وأعتبر نفسى طرفا معاديا لكل المذاهب، وعندما أقبل على عمل يحمل حالة من الجدل أفضل أن أعزل نفسى وأقرأ العمل وكأنه مجرد رواية، وإذا وجدت أنها تقول الحقيقة وقريبة مما هو متداول وتهتم بالمشاعر الإنسانية، أحترمها لأنه من الخطأ أن نقيم مسبقا صناع هذه الموضوعات وهويتهم إذا كانوا شيعة أو سنة أو سلفيين أو مسيحيين، ولكنى أقيم الفيلم كعمل فنى، وإذا أسقطت ذلك على المادة الفنية سأكون طرفا فى النزاع.
وعن رأيه فى ظهور الصحابة والأنبياء فى الفيلم رغم اعتراض الأزهر على ذلك قال: لا أعترض على ظهور الصحابة والأنبياء شرط أن يكون هذا الظهور بشكل جاد لأنه لا يجوز التعرض لمثل هذه الشخصيات التى تعيش فى ضمير أمة بنوع من الاستخفاف أو بشكل تجارى قد يستفز مشاعر الجماهير، وأعتقد أن ذلك يتوقف على العمل نفسه لأننى عندما شاهدت مسلسلاً مثل «يوسف الصديق» وبعده «مريم» لم أشعر بأى نوع من الحرج أو الاستهجان، بالعكس خلقت لدى مثل هذه الأعمال مشاعر من الاحترام والتقدير لهذه الشخصيات لأنها ظهرت بمستوى فنى عال، لذلك لم أنزعج شخصيا من ذلك ولكنى لست فى موضع الإفتاء، وقد أكون متحفظاً على ظهور النبى على الصلاة والسلام، وفى سوريا حاليا يتم التجهيز لمسلسل «الفاروق» تأليف وليد سيف، وإخراج حاتم على، ويظهر خلاله عدد كبير من الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم، وأثق بأن فريق العمل سيقدم عملاً ينال كل الاحترام والتقدير.
وحول رأيه فى السينما الإيرانية قال: معظم الأفلام الإيرانية ذات مستوى عال، لذلك تتواجد بقوة فى المهرجانات الدولية ونجحت خلال السنوات الأخيرة فى تحقيق طفرة كبيرة، وقدمت للعالم مخرجين كباراً مثل عباس كيار وستامى وجعفر بناهى.
وأوضح جمال سليمان أن فيلم «يوم الحرية» من المقرر عرضه فى أوروبا ودول شرق آسيا مع بداية موسم الصيف وسيترجم إلى الفرنسية، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة لديها رغبة شديدة لعرض نسخ من الفيلم فى الدول العربية ولكن لم يحسم هذا الأمر حتى الآن.
وعن مسلسله الجديد «سيدنا السيد» المقرر عرضه فى رمضان المقبل قال: قمنا مؤخرا بإجراء معاينة فى الصعيد مع المخرج إسلام خيرى شلبى والمنتج جمال العدل والمؤلف ياسر عبدالرحمن لتحديد بعض الأماكن والتعرف على بعض التفاصيل، ويجرى حاليا استكمال كتابة السيناريو، ومن المقرر أن نبدأ جلسات العمل نهاية الأسبوع الأول من يناير الجارى لتحديد موعد نهائى للتصوير والاتفاق على الممثلين المشاركين فى البطولة خاصة أن المسلسل من جزئين ويتناول مرحلة تاريخية كبيرة.