زي النهاردة : سقوط غرناطة «آخر معاقل الإسلام فى الأندلس»

كتب: ماهر حسن الأحد 01-01-2012 15:42

بعدما دب الضعف فى أوصال الدولة الإسلامية فى الأندلس أخذ القشتاليون يتربصون بها ويتحينون الفرصة للانقضاض على ما تبقى من دولة الأندلس فسقطت ولايات الأندلس الشرقية والوسطى وقرطبة وإشبيلية وغيرها فى قبضتهم ولم يبق سوى بضع ولايات صغيرة جنوبا، وأهمها غرناطة التى قدر لها أن تحمل راية الإسلام لأكثر من قرنين، حتى انقض عليها الملكان فرديناند الخامس وإيزابيلا وحاصراها فى 30 أبريل 1491 وأتلفا زروعها وقطعا وسائل الاتصال بها، وحالا دون أى مدد لها، ومر أهالى غرناطة بمعاناة قاسية خلال فترة الحصار وانقطع الأمل فى نجدتهم، وتداعت أصوات بعض القادة بضرورة التسليم حفاظا على الأرواح، وكان أبوعبدالله محمد ملك غرناطة وبعض وزرائه يتزعمون هذه الدعوة ، وضاع كل صوت يستصرخ البطولة والتضحية، وتم اختيار الوزير أبى القاسم عبد الملك للتفاوض مع الملكين وانتهى التفاوض بمعاهدة للتسليم وافق عليها الملكان فى 25 نوفمبر 1491، وعلى هامش التفاوض عُقدت معاهدة سرية مُنح فيها أبوعبد الله وأسرته ووزراؤه منحاً خاصة وتسربت أنباء المعاهدة السرية وعمت بين الناس الدعوة إلى الدفاع عن المدينة، وخشى الملك أبوعبدالله محمد الصغير إفلات الأمر من يديه فاتفق مع ملك قشتالة على تسليم غرناطة قبل الموعد المقرر تحديدا فى مثل هذا اليوم 2 يناير1492 إلى فرديناند الخامس وإيزابيلا، ودخل القشتاليون قصر الحمراء، ورفعوا فوق برجه الأعلى الصليب الفضى الكبير الذى كان يحمله الملك فرديناند، وأعلن المنادى من فوق البرج أنّ غرناطة صارت للقشتاليين لتطوى آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين فى الأندلس.