فألهمها فجورها وتقواها

كتب: اخبار السبت 04-05-2019 02:08

رمضان فرصة لمراقبة النفس، والعودة في صفوف الصالحين، والانغماس في رحاب الله والتفكر والتدبر في آياته العظيمة. أهدانا الله هذا الشهر للرجوع إلى قواعده الدينية، والصوم عن المعاصى، وغلق الفم عن كل ما هو سيئ وردىء. والتعود على الاستقرار النفسى، وتذوق هواء التقوى صباح مساء. إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين. أما النفس فتظل حرة لصاحبها. إما أن تكون مطيعة لرب العباد، أو تكون ذات شهوة عارمة، لما هو منافٍ لكلام الله. فإذا قبض الصيام بيده النفس عن ارتكاب المعاصى، تحاول هي جاهدة باستفزاز وتحريض صاحبها، على اقتراف الممنوع والنوازع الشهوانية. إلا من ثبتها الله وأعانها. فكان الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم يقولون، حين يعودون من الجهاد. رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. وهذا دليل على ثقل جهادها. ويقول الشاعر، نفسى والدنيا والشيطان والهواء، كيف الخلاص وكلهم أعدائى؟ فقدم الشاعر النفس عن الدنيا وما فيها، من شهوات شيطانية، لأنها تظل عدوا لصاحبها. إما أن يجاهدها فتكون صالحة، أو يتركها فتصبح طالحة. ويقول الله تعالى في كتابه العزيز *وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*. أي علمها وأعلمها المعصية والطاعة. فالقرار يعود لأنفسنا. فلا الأمر يتعلق بأيام الله ولا أماكنه، إنما يتعلق بتهذيب وإصلاح، وضبط النفس. حتى يتقبل منا الله شهرا كريما خالصا لوجهه.

أحمد على- القاهرة