استبعد خبراء ومحللون ماليون حدوث اكتتابات جديدة في البورصة خلال العام الحالي 2012، بسبب استمرار الاضطرابات السياسية والاقتصادية، مشددين على أن هذه الاضطرابات تؤثر سلباً على ثقة المستثمرين في سوق المال.
وأكد الخبراء أن نجاح أي اكتتاب في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية مشروط بتحديد سعر أقل للطرح من سعر السوق، مع وضع ضمانات للاكتتاب واختيار التوقيت المناسب للطرح.
وقال محمد سعيد، مدير إدارة الاستشارات والنظم بشركة «آي دي تي»: «إن الاضطرابات السياسية والاقتصادية في مصر أثرت سلبياً في ثقة المستثمرين في سوق المال، الأمر الذي دفع عدداً من الشركات، التي كانت تخطط لطرح عام أولي في السوق، إلى إعادة تقييم خططها».
وأضاف «سعيد» أن الانخفاض في أحجام التداول في البورصة المصرية أدى إلى عزوف العديد من الشركات عن طرح أسهمها في البورصة المصرية.
ومن جانبه، استبعد هاني توفيق، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر، وجود أي طروحات جديدة خلال العام الجديد، نتيجة افتقاد السوق السيولة النقدية المتداولة فيها.
وقال «توفيق»: «إننا سنشعر بأن عندنا بورصة معقولة في حالة عودة التداول على الأقل ما بين مليار ومليار ونصف يومياً».
وقال وائل عنبة، رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ: «إن نجاح أي طرح خلال المرحلة المقبلة يستلزم وضع سعر بمضاعف ربحية أقل من مضاعف ربحية السوق، لتصبح جذابة لعدد كبير من المستثمرين».
وشدد «عنبة» على أن المساهمين ما زال يسيطر على أذهانهم ما حدث في عام 2005 من اكتتابات كبيرة، مثل أموك وسيدي كرير والمصرية للاتصالات.
من جانبه، أكد الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، أن سوق الأوراق المالية في مصر تعد أداة تمويل فعالة، لكنها معطلة، بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وهو ما يدفع الشركات إلى الانكماش وصرف النظر عن التوسع.
وأوضح «الفقي» أن اللجوء للاقتراض البنكي يعد خيارًا صعبًا في الوقت الراهن ومع زيادة المخاطر، وهو ما يدفع البنوك إلى وضع شروط وضمانات صعبة للغاية.
وشهدت السوق المصرية طرحاً واحداً خلال عام 2011 لشركة العبوات الطبية نهاية نوفمبر الماضي، وبطرح 10.8% من رأس مالها.
وشهد عام 2010 طرح 3 اكتتابات، كان أولها اكتتاب «جهينة»، ثم العبوات الدوائية المتطورة واكتتاب شركة «عامر» جروب القابضة، وهناك طروحات مؤجلة، مثل الطرح الأولي لشركة طاقة عربية، التابعة لشركة القلعة للاستثمارات المالية، وكذلك مجموعة مؤمن.