أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن القيادة السياسة الحكيمة التي تقود مسيرة البلاد في الوقت الراهن عازمة على إحداث إصلاحات في مجالات عدة منها التعليم والإصلاح السياسي والثقافي، مشيرًا إلى أن مجال الصحة يحظى باهتمام بالغ من جانب الدولة، نظرًا لكونه حقا أصيلا من حقوق الإنسان في كل دولة مهما كانت ظروفها وأوضاعها الاقتصادية.
وأضاف الوزير، خلال كلمته، اليوم الخميس، بمؤتمر «الصحة وحقوق الإنسان»، بحضور الدكتور محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور أحمد السبكي، مساعد وزير الصحة لشؤون الرقابة والمتابعة، والدكتور محمد العماري، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، والدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأمين عام المؤتمر، أن الدولة حريصة على الارتقاء بالقطاع الصحي على غرار الدول المتقدمة مثل بريطانيا التي توفر التغطية الصحية والاجتماعية للمواطنين لديها حرصًا منها لمنع انتشار الأوبئة والأمراض داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية البشرية ستكون القضية المحورية خلال الفترة المقبلة تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تحرص على الاهتمام ببناء قدرات الإنسان المصري.
وقال «معيط»، خلال كلمته بالمؤتمر، إن «القيادة السياسية والحكومة المصرية يساندان بقوة منظومة التأمين الصحي الشامل الذى يعد نظاما صحيا تكافليا يضمن تقديم الخدمات الصحية بمختلف مستوياتها بجودة عالية، وبالتالي تخفيف أعباء النفقات الصحية التي يتحملها المواطن مع اكتمال تطبيق المنظومة».
وفي السياق ذاته، قال الوزير إن «منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة تعد بمثابة بوابة العبور نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بمجال الرعاية الصحية واستراتيجية ورؤية مصر 2030»، مشيرًا إلى أن المنظومة تكفل للمواطنين من مختلف فئات الشعب المصري من القادرين وغير القادرين الحصول على كافة خدمات الرعاية الصحية الشاملة.
وأكد الوزير أن مصر من أوائل الدول التي كان لديها نظام تأمين صحي شامل ولكن تطبيقه كان غير جيد نظرًا لوجود خلل في المنظومة القائمة على تنفيذه ولكن النظام الجديد قد تلاشى هذا الخلل من خلال شمول الأسرة ككل وليس فردًا فقط وهذا من مزايا النظام الصحي الجديد، مشيرًا إلى أن المبادرات التي تطلقها الدولة ومنها مبادرة القضاء على قوائم الانتظار للعمليات الجراحية تمثل جزء من استراتيجية متكاملة تستهدف صحة المواطن وسوف تستكمل هذه الجهود بإطلاق تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
وأضاف «معيط» أن أي منظومة جديدة تواجه العديد من التحديات، ولكن بتكاثف الجهود جميعًا وبدعم الحكومة والقيادة السياسية ستزول جميع الصعوبات، مشيرًا إلى أن الدولة نجحت في تخطي الكثير من الصعاب خلال الفترة الماضية، وذلك بعد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي كان له آثار إيجابية في خفض العجز الكلي والدين العام، وكذلك انخفاض معدل البطالة وبالتالي أصبح لدينا فائض يعاد ضخه مرة أخرى للمواطنين للعمل على زيادة المرتبات والمعاشات وإقامة سكن اجتماعي واتخاذ إجراءات تكفل تمويلا مستداما من الرعاية الصحية الشاملة لتمكين تقديم الخدمات بتكلفة معقولة.
وألقى الدكتور أحمد السبكى، مساعد الوزير لشؤون الرقابة والمتابعة، كلمة نيابة عن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، مؤكدًا أن الحق فى الصحة نص عليه الدستور فى مادته الـ18، معتبرًا أن مصر تعيش فترة تاريخية تشهد اهتمامًا بالغًا من القيادة السياسية بملف الصحة، وتضع مشروع التأمين الصحى الشامل على رأس أولوياتها، باعتباره الطريق الأمثل نحو الإصلاح الصحى المتكامل.
وطالب محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، بدعم منظومة التأمين الصحى الشامل لإنجاحها، خاصة أن ما تم إنجازه فى مجال الصحة أمر إيجابى للغاية، وثمّن جهود الحكومة فى مجال الحقوق الاجتماعية والصحية، واصفًا تلك الخطوات بأنها «طوق نجاة لمصر» خلال عملية المراجعة الدورية الشاملة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك بين أوساط المجتمع الدولى، ولاسيما مع وجود بعض الدول التى تتربص بها.
ولفت الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس، إلى ضرورة الاهتمام بالأطباء بدرجة أكبر وتوفير الأمان الوظيفى لهم لتمكينهم من ممارسة عملهم بشكل أفضل.
وأوضح أن محاولات تشويههم المستمرة تضر بالاقتصاد المصرى لتدمير السياحة العلاجية، التى تتفرد بها مصر، والتى كانت رائدة لها، مضيفًا: «الأخطاء الطبية واردة وتحدث فى كل دول العالم، وبمعدلات أعلى من مصر، وفقًا للإحصاءات الدولية، وهناك أهمية كبرى لقانون المسؤولية الطبية لتقنين الأمر».
وقال الدكتور محمد العمارى، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الحق فى الصحة أمر نص عليه الدستور والمعاهدات الدولية، فضلًا عن أنه أساس تنمية الإنسان.
وأضاف: «هذا المؤتمر تتلاقى فيه الرؤى حول أهداف مشتركة تعمل على الارتقاء بمنظومة الصحة بشكل كامل، وقانون المسؤولية الطبية فى قلب أولويات لجنة الصحة، كما أن قانون التأمين الصحى الشامل حلم سعى الجميع لتطبيقه من خلال مظلة حماية صحية للجميع لضمان مستوى صحى أفضل على جميع المحافظات».
وأشاد «العمارى» بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على قوائم الانتظار للمرضى وتوفير الأدوية والأمصال والمسح الشامل لمرضى فيروس «سى» وصدور قانون التأمين الصحى الشامل.