مخططو «حرق المصحف» يعيدون النظر بعد تحذيرات بترايوس من تضرر القوات الأمريكية

الأربعاء 08-09-2010 00:00

أعلن القس تيرى جونز، راعى كنيسة «دوف وورلد أوتريتش» فى جاينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، التى تخطط لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، بإحراق نسخ من القرآن، أنه «يدرس الخيارات» فى هذا الموضوع، بعد تصاعد التحذيرات من الخطوة. قال جونز فى تصريحات خاصة لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية إن كنيسته «تنظر بجدية» إلى تحذيرات قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس، الذى توقع أن تؤدى الخطوة إلى تصاعد العنف ضد وحداته وتهديد حياة الجنود، خاصة بعد المظاهرات الغاضبة التى اجتاحت العديد من الدول الإسلامية،

وقال جونز: «كنا قد اتخذنا قراراً حازماً فى هذا الأمر، ولكننا ندرس خياراتنا بجدية ونحاول أن نعرف التداعيات التى قد تقع والرسالة الحقيقية التى نريد إرسالها». وكان بترايوس قال فى مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، إن هذا الأمر «قد يعمل على تعريض حياة الجنود للخطر، وكذلك جميع الجهود فى أفغانستان».

يأتى هذا التحذير فيما تستعد كنيسة مركز «دوف وورلد أوتريتش» فى جاينسفيل بفلوريدا، لإحياء ذكرى هجمات الحادى عشر من سبتمبر السبت المقبل عبر تنظيم «يوم عالمى لحرق المصحف».

وحذر بترايوس من أن حرق المصحف «هو بالضبط السلوك الذى تستخدمه طالبان وقد يتسبب فى مشكلات خطيرة، ليس هنا فحسب، أى أفغانستان، وإنما حيث نتواجد فى كل أنحاء العالم، وحيث توجد جاليات وتجمعات إسلامية».

وتصر الكنيسة على أن هذا الحدث، أى حرق نسخ من المصحف، «ليس عملا وديا ولا تعبيرا عن الكراهية»، لكنه تحذير ضد دعوات التهديد الذى يشكله الإسلام.

وصرح أحد مساعدى بترايوس، الفريق ويليام كالدويل، لبرنامج «غرفة الأحداث» الذى تبثه شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية بأن حرق المصحف «بدأ يثير بالفعل الكثير من الجدل والقلق» بين الأفغان.

وأضاف كالدويل، المسؤول عن جهود حلف «الناتو» لتدريب القوات الأفغانية: «نحن نشعر إلى حد كبير بأن هذا الأمر قد يعرض سلامة رجالنا ونسائنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية فى هذه البلاد للخطر». وأكد أن «هذا التصرف على وجه الخصوص سيعرض فى الواقع سلامة جنودنا الشبان هنا للخطر، وسيقوض مهمتنا التى نحاول تحقيقها هنا». بينما اعتبر قس الكنيسة تيرى جونز أن مخاوف بترايوس «ليست فى محلها». وقال فى بيان لصحيفة وول ستريت جورنال: «علينا أن نوجه رسالة واضحة إلى المتطرفين الإسلاميين. لن نبقى أسرى الخوف والتهديدات».

وتظاهر مئات الأشخاص فى كابول، أمس الأول، للإعراب عن احتجاجهم على خطط حرق المصحف فى ذكرى هجمات سبتمبر. وردد المتظاهرون هتافات «يحيا الإسلام» و«الموت لأمريكا»، كما طالبوا بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان وهم يحملون لافتات عليها كلمات «الموت لأوباما».

وأصدرت السفارة الأمريكية فى كابول بيانا أدانت فيه خطط حرق المصحف، مشيرة إلى أن واشنطن قلقة بشكل بالغ إزاء المحاولات المتعمدة لإهانة الجماعات الدينية أو العرقية.وقالت السفارة إن «حكومة الولايات المتحدة لا تسمح بأى حال بمثل هذه الأعمال التى تنم عن عدم احترام للدين الإسلامى وتشعر بقلق بالغ بشأن المحاولات المتعمدة للإساءة إلى أعضاء جماعات دينية أو عرقية».

وفى غضون ذلك، تقتصر احتفالات المسلمين فى أمريكا بعيد الفطر هذا العام على إقامة صلاة العيد، وذلك بسبب حلوله فى ذكرى هجمات سبتمبر. وقال رشيد مخدوم، عضو مجلس المديرين فى مركز الجالية الإسلامية فى منطقة «سيلفر سبرينج»، إن حوالى 8 : 10 آلاف مسلم اعتادوا على الاحتفال بهذه المناسبة بأداء الصلاة وتناول الإفطار والتكبير.

 وأشار إلى أن المسلمين حريصون بشكل خاص على عدم إقامة أى احتفالات يوم 11 سبتمبر، وهو يوم المأساة ولابد من مراعاة ذلك. وقال إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية فى واشنطن، إن البعض يروج إلى أن المسلمين سيحتفلون يوم 11 سبتمبر لأنه «يتناسب مع أجندتهم المليئة بالكراهية» وهؤلاء يمكن أن ينتهزوا هذه الفرصة.كان مجلس المنظمات الإسلامية فى واشنطن قد دعا أعضاءه الـ147 إلى تجنب الاحتفالات لتفادى إقامتها فى 11 سبتمبر، وشجعت القيادات الإسلامية المسلمين على التوضيح لأصدقائهم وجيرانهم غير المسلمين أن حلول العيد فى هذا التوقيت مجرد صدفة.