قالت وزارة البترول إن رسم الحدود البحرية مع قبرص انتهى من فترة، مشيرة إلى أنها قامت بالتأكد من أن اكتشافات الغاز الأخيرة التى أعلنت عنها قبرص لاتدخل ضمن الحدود البحرية المصرية، سواء الدولية أو المعروفة باسم المنطقة الاقتصادية.
وقال وزير البترول، المهندس عبدالله غراب، لـ«المصرى اليوم» إن الحدود المرتبطة بين مصر وقبرص وتتعلق بدولة ثالثة مثل اليونان وتركيا هى التى يتبقى تحديدها، مشيراً إلى أن القانون الدولى ينص على ضرورة اشتراك الدول الثلاث فى رسم وتحديد الحدود، بما يضمن حقوق كل طرف وهو ما تسعى إليه الحكومة المصرية منذ فترة.
وتسبب رفض تركيا الجارة الشمالية لقبرص لجهود نيقوسيا فى التنقيب عن النفط والغاز فى المياه العميقة فى البحر المتوسط، بحجة أنها لا تملك الحق في هذه المنطقة فى تأخر رسم الحدود البحرية المشتركة بين مصر وتركيا وقبرص واليونان.
وأعلنت قبرص عن اكتشاف احتياطيات تقدر بما بين 5 و8 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، أمام سواحلها الجنوبية خلال الأسبوع الماضى، وهو أول اكتشاف من نوعه للجزيرة، والذي قد يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز على مدى عقود.
وقال وزير البترول إن المناطق التى تم اكتشاف الغاز فيها فى قبرص، قريبة للغاية من المنطقة التى كانت تعمل فيها شركة «شل» العالمية فى المياه العميقة فى البحر المتوسط، والمعروفة باسم حقل «نميدا»، مضيفا أن هذه الاكتشافات ترتبط بأبعاد اقتصادية وفرتها الحكومة القبرصية للشركة الأمريكية، مما ساهم فى تحقيق هذه الاكشافات.
وأوضح وزير البترول أن الحكومة عليها تغيير النظرة المرتبطة بسعر الغاز، الذى تدفعه للشريك الأجنبى فى المياه العميقة مثل البحر المتوسط، مضيفا أن الشركات لا تقبل فى الوقت الراهن ضخ استثمارات ضخمة فى قطاع الغاز دون الحصول على عائدات ملائمة.
وأشار إلى أن العالم لا يعترف حاليا بسعر رخيص للغاز، خاصة فى ظل ارتفاع نفقات عمليات الاستكشاف، مشيرا إلى ضرورة دراسة تجربة نيقوسيا فى إبرام تشجيع الشركات العالمية على التنقيب عن الغاز، والتى قدمت لها حوافز تتفق مع طبيعة ومخاطر التنقيب فى هذه المناطق.
وتشكو شركات البترول العاملة فى مصر من عدم مناسبة السعر الذى تقره هيئة البترول فى اتفاقيات الغاز المبرمة، والمحدد بـ 2.65 لكل مليون وحدة حرارية، بسبب ارتفاع نفقات التكلفة، فيما تؤكد الهيئة أن هذا السعر متغير ويرتبط بنوعية ومنطقة استخراج الغاز من المياه حسب درجة عمقه.
كان الرئيس القبرصي «ديميتريس كريستوفياس» قد أعلن أن عمليات الحفر التي تنفذها شركة «نوبل إنرجي»، ومقرها الولايات المتحدة أظهرت أن المنطقة الواقعة جنوب الجزيرة تحتوي على 7 تريليونات قدم مكعب من الغاز في المتوسط.