الضغوط النفسية والاجتماعية التى خلفتها الثورات العربية وما قبل هذه الثورات فى العقود الأخيرة هو عنوان حملة أطلقها الدكتور، رامز طه، استشارى الطب النفسى، لعلاج الأثر السلبى الناتج عن الاعتصامات الجماهيرية الكاسحة والمظاهرات التى تمثل طوفاناً كاسحاً فى كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، حيث بلغت شدة وعنف المواجهات بين الحكومة والجماهير حدوداً قاسية فى استخدام أساليب القمع والتعذيب، وإن تفاوتت شدتها من مجتمع لآخر.
الهدف من الحملة، كما يقول رامز، هو تخفيف الهموم والضغوط ونشر الوعى بمخاطرها والانفعالات السلبية الناجمة عنها، مؤكداً أن الأنظمة التى ثار عليها الناس كانت تستخدم التعذيب فى قمع المظاهرات بهدف تحطيم الفرد وتدمير شخصيته لنشر مزيد من الخوف والرعب فى كل أوساط وفئات المجتمع.
وطالب رامز بأن يكون العام المقبل عام المساندة لكل ضحايا الثورات العربية من قبل وباء الضغوط الذى ترك أثراً فيما بين 50 و80٪ من الشعوب التى ثارت ضد أنظمتها، لافتاً إلى أن له تجربة فى معالجة الاضطرابات التى خلفها الغزو العراقى للكويت، واستفاد بشكل كبير من تجربة حرب فيتنام، وقال إن خطورة هذا المرض تكمن فى أن اكتشافه لا يكون إلا بعد فترة، ويظل كامناً بالجسم لحين علاجه، حيث يؤدى إلى خلل فى الجهازين الهرمونى والعصبى ويؤثر عضوياً على الجسم.
وأضاف أن الحملة التى أطلقها تقوم حالياً بنشر أساليب وفعاليات إغاثة وتأهيل ضحايا التعرض لصدمات وضغوط شديدة خلال ثورات الربيع العربى فى مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن، وتحديداً كل من أصيبوا بالاضطرابات التالية للصدمات العنيفة أو التحرش والاغتصاب.