مصـــر الحائرة.. (ملف خاص) في نهاية عام الثورة

كتب: علاء الغطريفي السبت 31-12-2011 18:46

مصر المتحررة من قيد مبارك ونظامه مازالت تعيش أوضاعا معيشية صعبة ويحمل مواطنوها مشكلات جمة معظمها يتعلق بأساسيات فى الحياة، ومسؤولوها ينتظرون مساعدات شروطها مجحفة من الخارج لتدوير عجلة الاقتصاد، واحتياطياتها النقدية فى خطر، وشارعها مختلف حول طوق النجاة.

سيناريوهات التغيير الماثلة، بعضها رومانى أو أوكرانى وبعضها الآخر باكستانى أو جزائرى أو سودانى وأفضلها بعيد المنال لأن التوافق غائب، والمتشائمون يتذكرون النموذج الفرنسى للثورة لأنه مغموس بالدم وماحدث أيضا فى الثورتين البلشفية والصينية.

الأم تبحث دوما عن ابن ليكون سندا ونصيرا من غوائل الزمن والخطوب، وعندما يتعدد الأبناء ويختلفون، فإنها تسعى لأكثرهم برا ولأوفقهم نضجا وأرجحهم عقلا لتضع فيه المسؤولية وتمنحه القربى، وفى لحظات المخاض احتارت الأم فى البحث عن الناضج الذى يهديها السبيل فى الطريق الوعرة المعقدة المتشابكة التى تحوطها الأخطار والأنواء والمتربصون.

هكذا مصر مؤخرا منقسمة بين أبنائها، دخلت نفق الحيرة رغم الاتفاق فى يناير الذى علا على المصالح والأغراض، فالأبناء يتبادلون الاتهامات ويسعون إلى التعريض ببعضهم البعض، ويتنافسون ويتخالفون ويتعادون على خلفية الهوى، رغم أنهم لأم واحدة وأرض واحدة.

مصر الأم تدور حول الشرعيات الثلاث التى تشكلت بعد ثورة يناير العظيمة، فشرعية التحرير «الثوار» تنافس شرعية القوة «المجلس العسكرى» وشرعية صناديق الانتخاب «الإسلاميون» ووجه مصر القادم ومستقبلها القريب والبعيد تحددها معادلة الصراع بين الثلاثة، فإذا كان التوافق منهجا فالعبور من المأزق سيكون أقرب من حبل الوريد، وإذا كان الخلاف والعداء حاضرا فإن سيناريو الفوضى يلوح فى الأفق.

وإذا كانت مصر حائرة بالثلاثة «التحرير والعسكرى والصناديق»، فإنها تنتظر الحكمة لأنها المخرج من نوات التغيير وعواصف التحول، وسيناريوهات الأسود والرمادى. وعددنا الخاص اليوم محاولة للتشخيص والقراءة لاكتشاف السبيل الآمن للانتقال إلى الديمقراطية.

أقرأ في الملف

»

التحرير..شرعية الثورة والدم

اللواء حمدى بخيت: شرعية الجيش مصدرها الثورة والدستور

العسكرى والإسلاميون والثوار.. وطن واحد و3 ألسنة

 

 

الشرعيات الثلاث.. ما لها وما عليها

 

 

 

«العسكرى»  والمتظاهرون والقوى السياسية قليل من «الوفاق».. كثير من «الشقاق»

إسرائيل تشيد بـ«العسكر».. وتتحفظ على «الميدان».. وتخشى «الإسلاميين»