حصلت «المصرى اليوم» على نسخة من المواصفة الجديدة للنسيج التى أصدرتها الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، وحظرت فيها استخدام الأصباغ والمعادن الضارة والمسرطنة فى صباغة الملابس والمنسوجات، كما حددت نسب استخدام آمنة لبعض أنواع الأصباغ تقع ضمن الحدود المسموح بها دوليا.
وتؤكد المواصفة الجديدة التى تنفرد «المصرى اليوم» بنشر ملخصها صحة التحقيق الاستقصائى الذى نشرته الجريدة بعنوان «ملابس مسرطنة فى أسواق مصر»، والذى كشف عن عدم وجود مواصفة تحمى المستهلك المصرى من خطورة الملابس والأصباغ المسرطنة، فيما أكد الدكتور هانى بركات، رئيس الهيئة العامة للمواصفات والجودة أن المواصفة الجديدة التى صدرت بتاريخ 15 يونيو الجارى سيتم تنفيذها بداية من 15 نوفمبر القادم بعد فترة تجريب مدتها 6 شهور وستطبق على كل الصناعات النسيجية المحلية والمستوردة.
استعان القائمون على إعداد المواصفة الجديدة بالمواصفات النسيجية للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى. وجاءت المواصفة القياسية المصرية بعنوان «معايير الصحة والسلامة للمنتجات والبيانات النسيجية» ومكونة من 5 أجزاء. الأول يخص الخيوط المصبوغة وتم حظر 9 أنواع من الأصباغ فى هذه الخيوط، ومنعت استخدام 23 نوعا من صبغات الآزو الضارة والمسرطنة والتى أشار لها التحقيق، وحددت نسبة استخدام مادة «الفورمالدهايد» فى صباغة وطباعة الخيوط بدرجة محددة وآمنة لثلاث فئات، الأولى للملابس التى تخص الأطفال، ومسموح بحد أقصى 20 جزءاً فى المليون، والثانية للملابس الملامسة للجلد ونسبتها لا تزيد على 75 جزءا فى المليون، والثالثة للملابس التى لا تلمس الجلد على ألا تتعدى نسبة الفورمالدهايد 300 جزء فى المليون. وتطابق هذه المعايير النسب التى أجرت «المصرى اليوم» على أساسها التحاليل الكيميائية التى كشفت «الملابس المسرطنة».
وفيما يخص استخدام المعادن الثقيلة فى عملية الصباغة، حظرت المواصفة نهائيا الاستعانة بمعدن «الكادميوم» فى صباغة الخيوط أو طباعتها.
وأكد الجزء المتعلق بالملابس كل المعلومات التى كشفها التحقيق الاستقصائى، حيث تم حظر 9 أصناف من الأصباغ المسرطنة، و23 نوعا من أصباغ الآزو المحظورة دوليا، كما منعت استخدام 5 مواد مساعدة فى الصباغة مسببة للسرطان، منها مجموعة من المواد وتسمى «الفيثالات» وحددتها المواصفة بألا تزيد نسبتها فى ملابس الأطفال على 1.% من وزن الملبس.
وأشارت المواصفة للمعادن المحظورة مثل «الكادميوم» والأخرى المسموح استخدامها بنسب محددة مثل النيكل بحيث لا يزيد انبعاثه على 5. «ميكروجرام» فى السنتيمتر مربع فى الأسبوع فى جميع أنواع الملابس. كما حددت المواصفة نسبة معدن الرصاص الآمنة وغير المسموح بها.
وأشارت المواصفة فى الجزء المتعلق بالأقمشة المصبوغة والمطبوعة إلى منع 9 أصناف من ألوان الصباغة تسبب السرطان فى جميع أنواع النسيج والتريكو المنتجة من غزول وخيوط مصنعة من ألياف طبيعية أو تركيبية أو صناعية أو مخلوطة، ومنعت استخدام 23 نوعا من أصباغ الآزو المسرطنة. وألزمت المواصفة المصانع ومستوردى الأقمشة بوضع «تكت» يحدد مكونات القماش بدقة.
واشترط الجزء الخاص بـ«المفروشات المنزلية والمفصلات» إجراء تحاليل على جميع أنواع المفروشات والوبريات والبطاطين والستائر بجميع أنواعها وخاماتها المستخدمة داخل المنزل وخارجه. كما تطرق للأصناف النسجية المستعملة وشملت جميع «الخرق» الجديدة والمستعملة والفضلات والأصناف البالية. وحدد نفس الأصباغ والمواد والمعادن المحظورة المشار إليها سابقا، إضافة إلى تحديد نسبة انبعاث معدن «النيكل» من المفروشات المنزلية. وألزمت المواصفة المصانع بتدوين تعليمات الغسيل والتجفيف والكى والتحذيرات المهمة التى يجب أن يتبعها المستهلك، وهى عبارة عن رسومات وبيانات توضيحية مطابقة للبيانات الموجودة بالمواصفات الأمريكية والأوروبية.
وألزمت المواصفة المصانع والمنتجين بوضع تعليمات استخدام الملابس عند غسيلها وتجفيفها وكيها، ليكون من السهل على المستهلك رؤيتها. وشملت جميع أنواع الملابس الجاهزة الجديدة والمستعملة والمطرزات للرجالى والسيدات والأطفال والبنات والصبيان باختلاف خاماتها وجميع مقاساتها.
كما حظرت المواصفة 23 نوعا من أصباغ الآزو بجانب 9 أصناف أخرى من الأصباغ، بالجزء الرابع والأخير للمواصفة والمتعلق بـ«الموكيت والسجاد» وجميع المنسوجات اليدوية وغير اليدوية التى تغطى الأرضيات. كما منعت استخدام معدن «الكادميوم»، واشترطت ألا تحتوى المنسوجات على مواد قابلة للاشتعال، وأن تخضع لاختبارات معينة لكشف ذلك.
من جهته أكد المهندس محمد شفيق رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات أن هيئة الرقابة على الصادرات ستتعامل بصرامة مع كل الملابس التى ستدخل مصر بعد تطبيق المواصفة الجديدة. وقال: «لدينا معامل وأجهزة مناسبة لإجراء التحاليل على جميع الملابس والمنسوجات، كما يوجد لدينا معامل تكشف الأصباغ الضارة المستخدمة فى الألعاب».