«مش عارف أبدأ الموضوع منين، لكن تعبان وعايز أفضفض وأمنيتى أعرف ابنى مات ازاى في مدرسة الصناعات الميكانيكية جنب المحول في حوش المدرسة، ومحدش من هيئة التدريس عرف إن ابنى مات على مدار 8 أيام كاملة».. بهذه الكلمات تحدث والد الطالب جابر أحمد جابر، 17 سنة، بالصف الثانى الثانوى بمدرسة الصناعات الميكانيكية، ببنى سويف، لـ«المصرى اليوم». وقال: «ابنى خرج من البيت بشارع على مصباح في حوالى الـ7.30 صباحا، وذهب لامتحان الترم الثانى بالمدرسة يوم الثلاثاء الماضى، ولم يرجع للمنزل، وحاولنا كثيرا الاتصال على هاتفه المحمول، ولا يوجد رد، بعدها ذهبنا لقسم الشرطة وحررنا محضرا بغيابه، وذهبت للمدرسة وطلبت من المدير والمدرسين يتركونا نبحث عن ابنى في المدرسة، إلا أنهم رفضوا وقالوا مفيش حد يقدر يكون موجود في المدرسة بعد انتهاء أعمال الامتحانات، وفوجئنا بعد 8 أيام من غيابه بأن قسم الشرطة يتصل بنا، ويبلغنا أنهم وجدوا جثته بجوار محول المدرسة، وعلى الفور ذهبت للمدرسة وجدت ابنى موجودا بجوار المحول ويرتدى ملابسه التي خرج بها، وبه علامات حرق، وحصلت النيابة منى على عينة (DNA)، للتأكد من أنه ابنى، وتم نقله لمشرحة مستشفى بنى سويف العام».
وأضاف والد الطالب: «عندما سألنا زملاءه في اللجنة اللى كانوا بيمتحنوا معاه ردوا إنه حضر اللجنة الثانية في الامتحان، وخرج أول واحد»، موضحا «ابنى لم يغب عن منزله أبدا، وعايز اعرف إزاى هيئة المدرسة والمدرسين معرفوش إن ابنى مات عند المحول طوال 8 أيام، وخاصة إن الرائحة حول المحول التي وجدوا فيها الجثمان كريهة جدا».
وقال مجدى إمام، مدير إحدى الجمعيات الأهلية، وأحد جيران المتوفى: «أنا اللى نقلت جابر بعد وفاته لداخل مشرحة مستشفى بنى سويف العام، وهو كان طالبًا بالمرحلة الثانوية، وكان طيب الخلق، وعلاقته بربنا طيبة وكان دائم الصلاة وكان مجتهدا، وله شقيق في الصف الخامس الابتدائى اسمه مدحت، وشقيقة أخرى 4 سنوات، ولم نسمع عن أسرتهم إلا كل خير، كما أنه كان في المدرسة يستعين به المدرسون في الوقوف داخل كافيتريا المدرسة لأمانته وسمعته الطيبة».
وأوضح المستشار هانى عبدالجابر، محافظ بنى سويف، أنه استدعى كمال عمران، مدير التعليم الفنى بالمحافظة، ومحمد عراقى، مدير إدارة بنى سويف التعليمية، ومدير الشؤون القانونية بالمحافظة، للوقوف على المستجدات وملابسات الواقعة.
وأضاف المحافظ: «استمعت للواقعة كاملة، وحق الطالب هيرجع وأهله هيعرفوا هل هو حادث جنائى أم لا، والواقعة قيد التحقيق بالنيابة العامة، حيث أوضح مدير التعليم الفنى، أنه يوم 16 إبريل الجارى، كان آخر يوم حضر الطالب فيه للمدرسة، وتغيب في اليوم التالى من الامتحانات، وتم العثور على الطالب متوفى في غرفة محول الكهرباء أمس الأول، وعلى الفور تم استدعاء قوة من مباحث بنى سويف، والإسعاف، والطب الشرعى، وكشفت التحريات المبدئية أن الجثة لطالب بالمدرسة، ومن المرجح أن الوفاة نتيجة لصعق بالكهرباء».
وأضاف أنه تنفيذا لتوجيهات المحافظ، تم إحالة مدير المدرسة، والوكلاء، والمسؤولين عن سلامة التشغيل، والحماية المدنية، والصيانة الكهربائية، للتحقيق، للوقوف على أسباب الواقعة، وتحديد ما إذا كان هناك تقصير من عدمه، موضحا أن هذه الغرفة توجد داخل سور المدرسة، وتبعد عن المبنى بمسافة تزيد عن 100 متر.
ووجه المحافظ باستمرار متابعة ملابسات الواقعة مع جهات التحقيق المختصة، وأن تتم الإحاطة بأية مستجدات، مشددا على مراجعة غرف المحولات في كافة المدارس، والاطمئنان على توافر كافة إجراءات الحماية المدنية وفقا للنموذج الذي أعدته المحافظة، بالتنسيق مع الحماية المدنية، والذى يتم تنفيذه بشكل دورى لمتابعة الالتزام باشتراطات السلامة والصحة المهنية، خاصة في المنشآت الخدمية الحيوية.