اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء يتحدث لـ«المصري اليوم» فى احتفالات تحرير سيناء: لدينا سياسات تسويقية عالمية لجذب السياحة

كتب: أسماء قنديل الثلاثاء 23-04-2019 19:31

37 سنة مضت، وراية مصر الخفاقة تعلن للعالمين حرية كامل التراب الوطنى في سيناء من دنس الاحتلال، لتقفز سيناء مرارًا وتكرارًا إلى صدارة الأحداث بجذبها أنظار العالم، بما يتجسد على أراضيها من ملحمة للبناء جعلت من جنوب شبه جزيرة سيناء واحة عالمية للرفاهية.

وتبدو محافظة جنوب سيناء في عيدها القومى ملحمة بناء تجمع بين ثراء التراث وإغراء الطبيعة اللذين امتزجا بعبقرية التحديث.

حول الشكل والمضمون لاحتفالات المحافظة بعيدها القومى وما طرأ من تطوير على أراضيها.. كان هذا الحوار مع اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء:

■ كيف تسير خطط إعادة تأهيل المرافق العامة بمدن المحافظة؟

- لدينا إنجازات نفخر بها في كل المجالات (الصحة والتعليم والإسكان والشباب والرياضة)، أمّا السياحة فقد شهدت تطورًا كبيرًا في بنيتها الأساسية، خاصة في مدينتى شرم الشيخ وسانت كاترين، وتم تعزيز ذلك باستنباط أنماط سياحية جديدة لم تكن معروفة من قبل، مثل السياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات، مع اتباع سياسات تسويقية عالمية شاركت فيها كل مؤسسات الدولة، باعتبار القطاع ذاته قاطرة التنمية الاقتصادية الشاملة للوطن.

■ وبشأن ما تم إنجازه فعليًا على أرض الواقع للمواطن السيناوى.

- تعمل محافظة جنوب سيناء منذ فترة طويلة على إعادة تأهيل المرافق العامة بمدنها كافة، لما تحتويه من مقاصد سياحية متنوعة، ثقافية وترفيهية ودينية وعلاجية، بمساعدة العديد من الخبراء والمبدعين العالميين، عشقًا لمدن المحافظة وطبيعتها الخلابة، خاصة مدينة السلام «شرم الشيخ» التي اكتسبت شهرة عالمية مؤخرًا، بما استقبلته من مؤتمرات وفعاليات دولية عديدة، واستقبلنا كذلك خلال ملتقى مصر الدولى للنحت والرسم 35 فنانًا من أشهر النحاتين والتشكيليين على مستوى العالم، وحلّقوا بإبداعاتهم المتنوعة لتجميل المدينة بالرسم على القوارب وفى الشوارع والميادين.

■ ماذا عن شبكة الطرق؟

- أنجزت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة شبكة طرق وكبارى ضخمة في وقت قياسى، نظرًا لما تسهم به في إحداث التنمية وتيسير حركة النقل والسياحة بين جنوب سيناء وباقى المحافظات، وتجنب معاناة المواطنين من حوادث الطرق الدولية المتكررة يوميًا بخسائرها البشرية والاقتصادية الفادحة، وباتت لدينا شبكة طرق قوية جدًا، في مقدمتها الطريق الدولى الجديد الذي يربط بين نفق الشهيد أحمد حمدى وشرم الشيخ بطول 334 كيلومترا، وبتكلفة نحو 5 مليارات جنيه، وهو شريان استراتيجى للتنمية بالمحافظة، لقدرته على تيسير حركة نقل الركاب والبضائع في زمن لا يتجاوز 4 ساعات من النفق إلى مدينة شرم، خاصة مع إنشاء النفق الموازى لـ«الشهيد أحمد حمدى»، ما يسهم في إنهاء مشكلة انتظار السيارات عند عبور النفق وتحقيق طفرة في السياحة الداخلية، بالإضافة إلى ذلك، تجرى دراسة عمل محاور جديدة لتجنب قطع الطريق وعمل مداخل لمدن خليج السويس، وهو ما يعنى الخير الوفير لتنمية هذه المدن وسهولة الوصول إليها.

■ ومشروع الجلالة؟

- لدينا موازنة لتطوير ورفع كفاءة الطرق بشرم الشيخ، ومنها الطريق الأوسط الذي أطلق عليه اسم جلالة الملك سلمان، وبه فرع الجامعة التي تحمل اسمه أيضًا، وهو مزدوج بطوال 11 كيلومترا، ويتكون من اتجاهين، كل اتجاه يضم 4 حارات مرورية، يتسع عرض كل حارة لـ 30 مترًا، وبينهما جزيرة وسطى بعرض 50 مترا، إضافة إلى طريق خدمة بكل اتجاه مكوّن من حارتين، وممشى للدراجات بعرض 3 أمتار، وكوبريين أحدهم معدنى والآخر خرسانى لربط حركة المرور بين الطريق الدائرى وطريق السلام.

■ ما يميز مدن جنوب سيناء «الهوية السياحية».. ما الجديد في هذا الإطار؟

- أقمنا قاعة مؤتمرات كبرى لاستيعاب 4 آلاف فرد و10 قاعات فرعية تستوعب كل منها 500 فرد، ليصبح إجمالى السعة الاستيعابية 9 آلاف فرد، فضلًا عن القاعة القديمة، ليكون لدينا قرية مؤتمرات يمكنها استضافة كبرى الفعاليات العالمية، بالإضافة إلى إقامة ممشى سياحى وتطوير مطار شرم الشيخ ليضارع بل يتفوق على العديد من مطارات العالم في إجراءات الأمان وراحة المسافرين، وتم تأسيس مضمار السباقات العالمية للهجن، وتنفيذ مشروع «الهوية البصرية» بشرم الشيخ لتكون جنوب سيناء ثانى المحافظات بعد الأقصر تفعّل فكرة المشروع بالتعاون مع الجامعة الألمانية، إلى جانب العديد من مشروعات البنية التحتية والمرافق الأساسية التي جسّدت الرخاء والرفاهية على أرض المحافظة، والبدء في إعداد وتنفيذ خططنا لمشروعات مستقبلية عديدة، مثل مارينا عالمية لليخوت خلف قاعة المؤتمرات الجديدة على مساحة مليون مترمربع، وهو ما يوفر أفضل الفرص لجذب السائح عالى الإنفاق.

■ هل ترى نتائج إيجابية لتغيير الصورة الذهنية العالمية عن المقاصد السياحية بعد فترة عدم الاستقرار التي أثرت على معدلات الزوّار؟

- بذلنا ولا نزال نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف، والنتائج مبشرة للغاية، وأرقام معدل الإشغالات المرتفعة خير دليل على ذلك، إذ أحدثت مؤتمرات الشباب والمنتديات العالمية التي جرت فعالياتها برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى صدى عالميا بالغ الأثر في تحقيق ما نصبو إليه من توصيل رسائل واضحة إلى كل العالم بأن مصر آمنة وواحة حقيقية للاستجمام والرفاهية.

■ الطبيعة الصحراوية قد تكون عائقًا أمام خطط نشر العمران وجذب كتل سكانية.. كيف يمكنكم التغلب على ذلك؟

- جنوب سيناء هي سادس أكبر محافظة بمساحة تتجاوز 33 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانها نحو 100 ألف مواطن فقط في 9 مدن رئيسية، وتم التخطيط لتلبية احتياجات التنمية بهدف توفير أفضل الظروف الممكنة لحياة المواطن وتحفيزه للمشاركة بفاعلية في عملية التنمية والتطوير من خلال خطة تشمل توفير المرافق الأساسية الجاذبة للسكان والمنشطة للاستثمار والعمران، لذا قام الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا بافتتاح محطة تحلية مياه بقدرة 30 ألف متر، وتم الانتهاء من 4 محطات أخرى وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الكويت لدعم العمل في 4 محطات جديدة، ومن المقرر تسلمها خلال العام المقبل ليكون الإجمالى 8 محطات، وهو ما يدعم بقوة الاستثمار في جميع المجالات.

ويجرى إنشاء منطقة حرة للتجارة العالمية على مساحة مليون متر مربع بنويبع بتكلفة 40 مليون جنيه، تزامنًا مع أعمال التطوير في الميناء بتكاليف بلغت 350 مليون جنيه ليكون حلقة الوصل بين المشرق والمغرب العربى، بما لذلك من إيجابيات متوقعة بشأن إعمار سوريا والعراق، ولدينا خطط مستقبلية بالتنسيق مع وزارة النقل لمد خط سكك حديدية مع بورسعيد.

■ وفيما يتعلق بالخدمات الصحية التي تمثل واحدة من أهم الخدمات التي يسعى إليها المواطن.. هل من جديد؟

- أرسلنا القوافل الطبية إلى مختلف أنحاء المحافظة، حتى الوديان والجبال حيثما تتواجد التجمعات البدوية لتقديم الخدمة الصحية للأهالى والبدو، بالإضافة إلى إرسال حملات المدارس والمعاهد والكليات بالتعاون مع وزارة الصحة، بينما تم دعم كل من مستشفى أبورديس والطور بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وكذلك رفع كفاءة مستشفى طابا كاترين وندب طواقم أطباء جدد، ويجرى حاليًا رفع كفاءة مستشفيات (دهب ونويبع وأبوزنيمة) برعاية ودعم المستمرين وشركات السياحة بالمحافظة، وتمت زيادة مراكز الإسعاف بالطرق إلى 50 مركزًا، وتعزيز قدرات كوادر التمريض الحالية، وزيادة عدد مدارس التمريض إلى 5 مدارس.

■ ماذا عن الخدمات التعليمية المقدمة؟

- ما أنجز في آخر 4 سنوات يوازى 50% مما تم عمله في 3 عقود مضت، إذ تم إنشاء 11 مدرسة ذات الفصل الواحد للبدو بالوديان النائية، وإنشاء مدارس أخرى حتى المرحلة الثانوية بالتنسيق مع وزارة التربية التعليم، لتشجيع الأهالى على تعليم الأبناء من الجنسين، كما أنه من المقرر افتتاح جامعة الملك سلمان هذا العام بتكلفة 300 مليون دولار قرضا من المملكة العربية السعودية، لتنتشر كلياتها في 3 مدن (الطور وشرم ورأس سدر) بإجمالى 7 كليات كمرحلة أولى تصل إلى 12 كلية في المرحلة الثانية، منها (الطب والهندسة وعلوم البحار والسياحة والألسن والزراعة والطب البيطرى).

■ هل تشهد احتفالات المحافظة بعيدها القومى افتتاح مشروعات جديدة؟

- سيتم قريبًا افتتاح المركز الثقافى الإسلامى بمسجد الصحابة بالسوق القديم في مدينة شرم الشيخ بحضور وزير الأوقاف، وهو المسجد الذي أقيم لتوفير مكان للعبادة ونشر سـماحة الدين الإسلامى لدى الأجانب من زوّار مدينة السلام، بينما يهدف المركز الثقافى الجديد من خلال عقد برامج تدريبية للعمل على نشر ثقافة العقائد ودعم علاقة الإسلام بكل الأديان، فضلًا عن التيسير على زوار المسجد من السيّاح في الحصول على كل المعلومات الثقافية والدينية والمعمارية والسياحية والاجتماعية من خلال الدعاة الجدد الدارسين اللغات والترجمة خريجى أقسام اللغات (الإنجليزية والفرنسية والألمانية) بجامعة الأزهر.