نفت الطالبات الثلاث المختطفات بعد عودتهن إلى منازلهن فى قريتى (الشيخ داوود والنزالى جنوب)، فى أسيوط، ما أعلنه بعض القنوات الفضائية عن هروبهن من امتحانات الثانوية العامة، وأكدن أنهن متفوقات وحصلن على شهادات تقدير فى مراحل التعليم السابقة، وذكرن أنهن كن مختطفات وأن المختطفين احتجزوهن فى غرفة مهجورة بها 3 أطفال آخرون للحصول على فدية مالية مقابل إطلاق سراحهن.
التقت «المصرى اليوم» رحاب على ونوال محمد العربى، طالبتين فى الثانوية العامة و(هدير) شقيقة نوال، طالبة فى الإعدادية، وقالت نوال: (خرجت أنا وصديقتى رحاب لتصوير أوراق خاصة بامتحان مادة اللغة العربية وكانت معنا شقيقتى هدير واستقللنا «توك توك» وكان إلى جوار السائق شاب آخر وطلبت منى رحاب دفع الأجرة وأثناء بحثى عن حقيبة النقود فى شنطة يدى سمعت صوتاً صادراً من «عبوة» تشبه معطر الجو أو مزيل العرق نظرت بسرعة إليه وصحت: «إيه اللى بتعمله ده؟» بعدها لم نشعر بشىء وأفاقونا داخل غرفة مهجورة، بها حمام بلدى ووجدنا 3 أطفال آخرين مختطفين فى حالة صراخ دائم، منهم بنتان فى سن أولى ابتدائى وولد فى سن الحضانة وبعد أن خرجوا من الغرفة اتصلنا بأسرنا من تليفون محمول كان معنا، سمعونا من الخارج ودخلت علينا 3 سيدات منتقبات لضربنا وأصابت شومة يدى اليمنى وتسببت فى ورم بها واسود لونها وضربن رحاب وهدير بأيديهن، وأخذن منا مشغولاتنا الذهبية، وخرجن).
ووصفت نوال الغرفة بأنه ليست بها نوافذ سوى باب، لذا لم يكن يعرفن الليل من النهار، وكن يسمعن صوت سيارات مستمراً، كان المكان قريباً من طريق سريع، كما يسمعن دائماً صوت مواش.
وتابعت: (كانت السيدات يقدمن لنا الطعام مرة واحدة فى اليوم، عبارة عن جبن قديم وطماطم وخبز، وكن يقولن لنا إن الرجال الذين معهن قاموا بخطفنا من أجل الفدية، وعندما تدفع أسرنا 50 ألف جنيه لكل منا سيطلقون سراحنا، وعندما حرر ذوونا محضرا فى قسم الشرطة، دخل علينا رجال ملثمون وضربونا بأيديهم وقالوا لنا «الفدية أصبحت 100 ألف جنيه لكل منا»، وفى اليوم التالى أتى أحدهم، وكانوا ينادونه بـ«حمدان» وأخذ الأطفال الثلاثة وقال لنا. «أسرهم لم يبلغوا الشرطة ودفعوا لنا فدية كبيرة والآن سيطلق سراحهم)، لافتة إلى أن لهجتهم كانت تشبه أهالى سوهاج أو قنا.
وتابعت نوال: «لم يجدوا فائدة من احتجازنا لدفع الفدية وأخذونى جانبا وأخبرونى بصوت خافت إننى سأخرج بمفردى لأبلغ أسرتى وأسرة رحاب بما رأيناه ليضطروا إلى الاقتراض من الآخرين وأن الفدية أصبحت 100 ألف لكل منا وقاموا برش وجهى بالبنج وعصبوا عينى حتى لا أرى شيئاً ورمونى فى مكان مظلم قريب من الزراعات وعندما أفاقنى رجل مسن سألته عن اسم المكان فقال لى نزلة عبداللاه، وسألنى: «إيه جابك هنا؟»، قلت له أنا تائهة، ثم ركبنى تاكسى ودفع أجرته وقال للسائق: «وديها موقف الأزهر»، واتصلت من موبايل أحد الركاب بوالدى وأخبرته بأننى موجودة فى موقف الأزهر وجاءت أسرتى وأخذتنى وأخبرتهم والشرطة برسالة المختطفين، وكانت الخطة هى أن أحمل 300 ألف جنيه فى جوال وأذهب بها إلى محطة بنى سويف، وأنهم سيتابعوننى لمعرفة إن كان يتتبعنى أحد من الشرطة أو أسرتىو وإذا حدث ذلك سيقتلوننى.
وأصافت: وبالفعل أعطانى رجال الشرطة جوالاً به جرائد أو أوراق باعتباره المبلغ وودعتنى أمى كأنها لن ترانى ثانية وركبت القطار، كما أبلغونى، واستقله معى بعض أسرتى وضباط بزى ملكى لكن سلاحهم كان يظهر من ملابسهم وكانت هيئتهم تدل على شخصياتهم فاتصلوا بوالدى وقالوا له إنهم غيروا الميعاد».
وأضافت هدير: «لم يخبرونا أين ذهبت نوال وظننت أنهم قتلوها أو فعلوا بها مكروهاً وأخذنا نصرخ ونضرب باب الغرفة فقاموا بضربنا بأيديهم وقامت السيدات بقص جزء من شعرى وشعر رحاب لعقابنا وقلن لنا إن أحد الرجال الذين معهم لديه ابن مريض ويحتاج مبالغ مالية لإجراء عملية جراحية وعندما تدفع أسرنا المبالغ سيخرجوننا».
وقالت رحاب: «كانوا يسألوننا وهم يضربوننا عن ممتلكات وعقارات أسرنا وحساباتهم فى البنوك وأخبرناهم بأن آباءنا يعملون مدرسين وليس لديهم أى مبالغ أو عقارات، فقالوا لنا هنشوف ده ونتأكد، ثم قرروا إطلاق سراحنا فعصبوا أعيننا دون أن يخدرونا وركبونا سيارة تحركت بنا نحو ساعتين ورمونا فى موقف الشادر فى أسيوط، أسرعنا بفك أغطية العين ووجدنا سيارة بيضاء كابينة هى التى ألقت بنا وهربت مع ظلام الليل، ومن كثرة الفزع الذى يملأ قلوبنا لم نستطع حفظ رقم السيارة، وأوقفنا شخصاً كان فى موقف الشادر وطلبنا منه مساعدتنا فقال لنا: «إيه جابكم موقف الشادر فى الساعة دى؟»، فقلنا له إننا كنا مختطفتين وأن سيارة المختطفين ألقتنا فى المكان ده وبعد عدة أسئلة كلف سيارة بأن تأخذنا إلى مقر كمين للشرطة العسكرية على الطريق السريع « أسيوط - القاهرة»، ليقرب لنا الطريق، بعدها اتصلنا بوالدينا وأتيا وأخذانا»، ونفت ما تردد فى قنوات فضائية عن هروبهن بسبب الامتحانات، قائلة: «نحن متفوقات فى الدراسة ومن الأوائل، وشهادات تقديرنا تبين ذلك».