قال الدكتور عماد أبوغازي، وزير الثقافة، إن الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عصام شرف تعمل في اتجاهات عدة لإعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي، كما تعمل على تهيئة المجتمع للمرحلة السياسية الجديدة كإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وصياغة دستور جديد في مصر.
وأوضح في حديث لصحيفة «النهار» اللبنانية، نشر الأحد، أنه رغم الوضع الانتقالي للحكومة، فإنها تضع مشاريع وبرامج على المدى الطويل، قد تستفيد منها الحكومات المقبلة.
ولفت إلى أن «ثورة مصر التي أسقطت رأس النظام والكثير من أركانه نجحت في إدخال تعديلات على بعض مواد الدستور وإطلاق ربيع مصري وعربي عام»، معتبرًا أن الثورة حققت نجاحاتها الأولى في وقت استثنائي في سرعته وبحجم غير مسبوق في تاريخ الثورات المصرية في المشاركة الشعبية وبريادية آليات حدوثها.
وشدد الدكتور عماد أبوغازي على الطابع الفريد لثورة 25 يناير لانطلاقها من خارج مؤسسات الدولة إلا أن قيام الجيش بمساندتها كان «حاسما» في نجاحها.
وأوضح وزير الثقافة أنه لدى مقارنة الثورتين، التونسية والمصرية، بغيرهما من الثورات العربية الأخرى الراهنة في ليبيا واليمن وسوريا، «يظهر الدور الحاسم للجيشين التونسي والمصري في الحيلولة دون انزلاق المؤسسة العسكرية والسلطة الديكتاتورية إلى استعمال العنف ضد المحتجين».
ووصف ما يعرف بـ«موقعة الجمل» بـ«حماقة النظام المصري» الذي ينتمي إلى ما يمكن تسميته بعصر «الإقطاع الجماهيري» أو عصر الصيد والقنص متجسدا في هجومه بالخيول والجمال على الميدان لإنهاء الثورة.
كما وصف الأنظمة المتسلطة بأنها «نمور من ورق»، ذلك أن «الرعب السلطوي الذي تبثه في العروض العسكرية وشبه العسكرية يصبح شديد الهشاشة، ما أن يكسر الشعب حاجز الخوف يدرك هذا الإحساس».
وأوضح أن الرعب الديكتاتورى ينتشر انتشارا «فرديا» بين الناس، لكنه ينكسر حين يجد الأفراد أنفسهم بين الجموع، لكن «الأنظمة الاستبدادية لا تتعلم من أخطائها وغالبا ما يشعل سبب تافه الاحتجاجات والثورات ضدها».
ونبه وزير الثقافة إلى أن الأنظمة السياسية التي تستمر ثابتة وجامدة ومغلقة لمدة طويلة لابد من أن تشيخ وتفقد قوتها قبل أن يفاجئها المجتمع ويفاجئ نفسه بالاحتجاج والثورة عليها، معتبرا أن النظام المصري أخذته «الشيخوخة» منذ مدة طويلة وأصبح غير قادر على تجديد شبابه التسلطي.