رغم الذكرى الأليمة والجروح التي مازالت تدمي أجساد وقلوب مصابي وعائلات شهداء تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، أثناء احتفال رأس السنة 2011، فقد أصر هؤلاء على الاحتفال بشهدائهم، وهم مازالوا ينتظرون القصاص من الفاعل المجهول.
وقال القمص مقار فوزي، كاهن كنيسة القديسين بالإسكندرية، إن «تذكار السنة بالنسبة لنا له معاني للفائدة الروحية. نعتبره عيداً، ولا تنذكر الأوجاع، خاصة أن الحادث كان صعبًا». وأضاف «كلنا عيّدنا في ذكرى الشهداء بينما تتطلع أعيننا إلى السماء».
وتحدث فوزي، عن محاولات حثيثة لتحريك القضية والكشف عن الضالعين فيها لتقديهم إلى العدالة، لكنه أقر بأن هناك صعوبات تكتف ذلك، مشيرًا إلى أن هناك غموضاً يحيط بالمسألة و«لا توجد خيوط، النظام السابق مع الثورة ضيعوا أوراقًا كثيرة، والنظام السابق لم تكن لديه نية التحقيق أصلاً».
وأبناء الشهداء في المقابل، لديهم شكوكاً كبيرة حول أن تسفر التحقيقات عن كشف أي نتائج ملموسة تفسر غموض القضية.
وقال نادر فوزي، نجل أحد الشهداء الذين سقطوا في الحادث «لن نستطيع القول إن التحقيقات لم تبين شيئًا، مبدأ التحقيق أصلاً غير موجود، أنت لا تعلم هل هي سيارة مفخخة أم رجل يرتدي حزامًا ناسفًا؟».
وأسفر الحادث عن سقوط 21 شهيدًا وأكثر من 100 مصاب، مازال 17 منهم يعانون تداعيات إصابتهم حتى الآن.
وقال الدكتور مينا جان، الطبيب في مستشفى مارمرقس في الإسكندرية، إن هناك ما بين 20 و 30 حالة مازالت مصابة جراء الحادث حتى الآن، بينهم 17 حالة حرجة.
ومازال هاني وجيه، يسير مستخدمًا عكازًا طبيًا بعدما فتت شظية عظام فخذه وساقه.
وقال هاني، «بعد ما حدث لم يعد أحد يشعر بالخوف، الكل يطلب الاستشهاد»، وتحدث عن إصابته موضحًا «استقرت صامولة داخل عظم الفخد وفتته وثبتت، وصامولة أخرى دخلت قصبة القدم وخرجت من الخلف».
وتسبب التفجير أيضًا في ثقب طبلة أذنيه اليمنى واليسرى.