ضايقنى كثيرا الخبر المنشور في جريدة «المصرى اليوم» في الأسبوع المنصرم، ويفيد بقيام بريطانيا بإغلاق قنصليتها العامة في الإسكندرية- مدينتى الحبيبة- وبيع المقر والانتقال بصفة دائمة ونهائية إلى القاهرة. وهكذا تحذو بريطانيا حذو كل من أمريكا وإيطاليا وألمانيا، التي سبقتها إلى ذلك، لتنحسر الأضواء رويدا رويدا عن العاصمة الثانية التي سبق أن خسرت أيضا تواجد المقر الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية. لا أصدق بالطبع أن يكون سبب غلق هذه القنصليات هو ترشيد النفقات. فهناك قنصليات لهذه الدول في مدن أخرى كثيرة، في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، أراها أقل أهمية من الإسكندرية. إننى أغار على مدينتى من التهميش، ومن أن تفقد شهرتها التي اكتسبتها منذ أنشأها الإسكندر الأكبر، على ضفاف البحر المتوسط. وأخشى أن تكون هناك دواع أخرى، هي سبب هذا الانتقال. ولا أعرف بالطبع ما يمكن أن تفعله الدبلوماسية المصرية في مواجهة ذلك، وهل ستقف مكتوفة الأيدى إزاء هذه التصرفات؟ وماذا سنفعل للحفاظ على تواجد القنصليات الباقية؟ أي الفرنسية والروسية واليونانية قبل أن تشاور عقلها وتغلق هي الأخرى.
مهندس/ محسن كريم- الإسكندرية