حكايات الشعراوي مع الرؤساء.. اختلف مع السادات بسبب «زوجته» و«الراقصة»

كتب: ندى حسام الإثنين 15-04-2019 16:08

يُقاس مدى نجاح العالِم، بمدى تأثير علمه في الناس، وكان الشيخ محمد متولي الشعراوي، خير مثال على ذلك.

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الشيخ محمد الشعراوي، والذي ولدَ في 15 أبريل 1911.

ترك الشيخ الشعراوي علمًا واسعًا، ويظل حتى الآن علامة من علامات الدين ليس لبلاغته ولا لفصاحته، فهناك من هو أبلغ وأفصح، لكن لإخلاصه في القول وأسلوبه «الوسطى» البسيط الذي ساعد على وصوله لكل فئات المجتمع، كما عُرفَ عنه أنه لا يخشى أحد ولا يجامل، إذ ظهر ذلك في مواقفه مع الرؤوساء الذين عاصرهم فكان له دور في حياة كل شخص منهم.

«المصري اليوم» ترصُد أشهر مواقف الشيخ الشعراوي مع رؤساء مصر، بدءً من جمال عبدالناصر وحتى محمد حسني مبارك.

جمال عبدالناصر

عُرف عن الشيخ الشعراوي اهتمامه بالسياسة، لذلك نجد أن هناك علاقات ربطته بالرؤساء والزعماء، بدءًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ كانت تميل علاقتهم للاختلاف، فمثلاً عندما اختلف الشيخ الشعراوي مع عبدالناصر بخصوص تدريس الطب والهندسة في جامعة الأزهر، إذ كان يرى الشعراوى أن الأزهر أنشئ فقط من أجل دراسة العلوم الدينية.

كان هذا الصدام الأول بينهما، لكن بعد مرور أعوام من وفاة عبدالناصر، فوجئت الصحافة باتصال من مساعدى الشيخ الشعراوى ليلحقوا به إلى قبر جمال عبدالناصر، إذ ذكر حينها، أنه رأى في المنام، رؤية تقول: «قد أتاني عبدالناصر في المنام ومعه صبي صغير وفتاة صغيرة، والصبي ممسكًا بمسطرة هندسية كبيرة والبنت تمسك سماعة طبيب، ويقول لي (ألم يكن لدي حق أيها الشيخ؟) فقلت له (بلي يا عبدالناصر أصبت أنت وأخطأت أنا)».

وبعد نكسة يونيو 1967، حدث خلاف بين جمال عبدالناصر والشعراوى، ففى الوقت الذي كانت يبكي فيه المصريين على الهزيمة، سجد الشعراوى شكرا لله على الهزيمة، إذ برّر ذلك، قائلاً، حسبْ برنامج «من الألف للياء»: «فرحت لأننا لم ننتصر فكيف ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية».

وأكمل أن هذه الهزيمة حدثت بسبب الأخطاء التي ارتكبها جمال عبدالناصر، فكان لابد من تصحيحها وكانت الهزيمة هي الثمن.

محمد أنور السادات

كان علاقة الشعراوي قوية بالرئيس الراحل أنور السادات، خاصةً بعدما عينهُ السادات وزيرًا للأوقاف، لكن لأن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، تشوّهت علاقة السادات والشعراوي فيما بعد.

بدأ الخلاف عندما طلبت جيهان السادات من الشعراوي أن يحضر مؤتمرًا لسيدات الروتاري في رمضان، لكنه اشترط أن ترتدى السيدات الحجاب، لكن عندما وصل إلى المقر، وجد السيدات دون حجاب، فيما ارتدى جميعهنْ ملابس قصيرة، فغضب الشعراوي، الأمر الذي اعتبره السادات إهانة لحرمه.

وفي موقف آخر، دعا السادات جميع الوزراء إلى حفلة، وكان من ضمنهم الشعراوي، كوزير للأوقاف.

وخلال الحفل، غضب الشعراوى من أداء الراقصة نجوى فؤاد، فأدار ظهره للمسرح، لاحظ السادات ذلك، فأرسل لهُ مندوبًا يطالبه بالعودة إلى مقعده، فرفض الشعراوي طلب السادات وغادر.

ورغم كل المواقف التي حدثت بين الشعراوي والسادات، إلا أن السادات كان يقدّر الأول كثيرًا، وعندما طلب منه الإسرائيليين وقف برنامجه التلفزيونى، لأنه كان يخصص حلقات كاملة عن تفسير آيات الجهاد في القرآن الكريم، رفض ذلك بشدة.

محمد حسنى مبارك:

يُمكننا وصف العلاقة التي ربطت بين الشعراوي والرئيس السابق حسني مبارك، بأنها «علاقة قوية».

ومن أكثر المواقف التي أكدت ذلك، عندما نجا مبارك من حادث الاغتيال في أديس بابا 1995، إذ قال الشعراوي حينها: «يا سيادة الرئيس إني أقف على عتبة دنياي، مستقبلا آخرتي ومنتظرا قضاء الله فلن أختم حياتي بنفاق ولن أبرز عنتريتي».

وأضاف: «إذا كنتَ قدرَنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله علينا».

«ينشر هذا الموضوع بالتعاون مع مركز التدريب بالمصري اليوم»