خلال ندوة تكريمه بـ«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية».. سعيد شيمى: جيلنا قدم سينما يعتز بها وناقش أفكارًا مهمة

كتب: سعيد خالد الجمعة 12-04-2019 21:03

«أنا مخرج هاو ومصور محترف».. كلمات تحدث بها مدير التصوير سعيد شيمى عن مشواره وأعماله خلال ندوة تكريمه بالدورة 21 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، التى أقيمت أمس الأول، بحضور عدد كبير من صناع السينما من بينهم المخرجون محمد عبدالعزيز وعمر عبدالعزيز ومدير التصوير محسن أحمد وأحمد عاطف وهاشم النحاس، وانتشال التميمى، رئيس مهرجان الجونة السينمائى، والسيناريست ناصر عبدالرحمن، والمخرجة هالة خليل، والناقد محمود عبدالشكور، وأدارت الندوة الناقدة فايزة هنداوى.

وتحدث «شيمى» عن صناعة السينما وما قدمه فى مشواره، وقال: حققت فى حياتى بقدر المستطاع معظم أهدافى، وجيلنا صنع سينما يعتز بها، وقدم أفكارا مهمة، وتصدى لقضايا كثيرة، ولم يكن هذا الأمر بسهولة، بل كان يقال علينا إننا جهلة، رغم أننا من خريجى معهد السينما. وتابع: والدى توفى بعد حصولى على الثانوية العامة، وقلت لخالى «أنا حابب أدخل معهد السينما» فقال لى «عاوز تبقى ممثل، وتقدمت للمعهد دون علمه، وكتبت فى الرغبات آداب تاريخ جامعة القاهرة وبالفعل التحقت بها، فى أوائل الستينيات كان معهد السينما هو الذى يعلم السينما ويمنحك المهارات الحرفية، وتحملت التصوير من مدرسة تصوير فوتوغرافى فى أمريكا عن بعد، كنت وقتها أدرس الآداب، وساعدنى فى ذلك محمد خان، واستفدت جدا من هذه المدرسة، ولكن قطعت المراسلات بيننا بعد نكسة 1967، وبعدها التحقت بمعهد السينما.

وعن التصوير تحت الماء قال «شيمى»: تعلمت التصوير تحت الماء، لأننى كنت مشهورا بها وقت الطفولة، وتأثرت بها كثيرا بعد النكسة، وانبهرت بها، وبعد احترافى العمل السينمائى عملت مع محمد حسيب فيلما بعنوان «استغاثة من العالم الآخر» وكان هناك مشهد تحت الماء، ثم صورت فيلم «إعدام ميت»، ووقتها تعلمت الغوص، واكتشفت هذا العالم المبهر، وهنا جاءتنى فكرة فيلم «الطريق إلى إيلات»، وذهبت وقتها إلى المخابرات الحربية وطلبت قصصا للضفادع البشرية، وتحدثت معهم وتعرفت عليهم واكتشفت أن أحدهم كان من أصدقائى فى الدراسة، واكتشفت صعوبة الفكرة بسبب الميزانية، وذهب للتليفزيون وقتها وممدوح الليثى تصدر لإنتاجه وأخرجه على عبدالخالق.

وتحدث خلال الندوة المخرج محمد عبدالعزيز الذى وجه حديثه إلى «شيمى»، وقال: «تستحق هذا التكريم لعشقك الدائم للسينما، لديك جرأة وطموح شديد، اقتحمت واقترحت زوايا صعبة لأى مصور يذهب لها، وكتبت مؤلفات مهمة فيما يتعلق بالثقافة الكتابية.

وقال المخرج عمر عبدالعزيز: علاقتى بمدير التصوير سعيد شيمى تعود لأوائل الثمانينيات، حيث كان الهاند كاميرا اختراعا، وكان يوفر لنا لأنه أدخل حالة جديدة على الحركة فى التصوير السينمائى فى مصر، وكان «شيمى» مريحا لكل مخرج يتعامل معه، وكان فيلمه «الحب فوق هضبة الهرم» يعد نقلة نوعية فى السينما فيما يتعلق بالتصوير السينمائى.

وأكد المخرج هاشم النحاس أن سعيد شيمى رائد فى تحويل الكاميرا من البلاتوه إلى الشارع، وأحدث نقلة نوعية للسينما المصرية غير مسبوقة، وكان رائدا فى تحقيق مدرسة السينما الواقعية، وسانده فى ذلك محمود عبدالسميع، وتابع «شيمى» رائد فى التصوير تحت الماء وسيظل رائدا فيه لم ينافسه أحد، وغير كل السينمائيين وخاصة المصورين، لم يفصل نفسه فى تقديم صورة سينمائية، ولكنه كتب لأهم كتب عن فنون التصوير، بدءا بكتاب «التصوير تحت الماء»، لم أكن أتصور أنه سيفتح شهيته للتأليف، مقدما 37 كتابا حتى الآن وهو ما لم ينافسه فيه أحد، وأضاف «النحاس»: سعيد بأننى فتحت له هذا الباب وانطلق فيه وكان له دور بارز به، ومن أهم كتبه الأخيرة كان «رسائل محمد خان»، وكان فريدا من نوعه تجاوز به مجال السينما إلى مجال الأدب، ودخل فى أدب الرسائل، وما كتبه يضفى على السينما كرامة وقيمة، فى وقت ما زال فيه البعض يقلل من السينما ويعتبرها البعض فنا سيئ السمعة، مثل هذه الأعمال التى كتبها سعيد شيمى منحت السينما الكرامة التى استفاد منها الكثير من السينمائيين.

وتحدث المخرج أحمد عاطف قائلاً: كان لى الحظ أن أول فيلم روائى فى حياتى كان مدير تصويره سعيد شيمى وهو «عمر 2000»، كان لدى خيال وطموح، احتوى السيناريو فى وصف الصورة وكأنها لوحات لفنانين تشكيليين عالميين، وليس مجرد مدير تصوير، يفكر فى الصورة بشكل إبداعى مختلف، يكبرنى سنا وخبرة لكنه ساعدنى كثيرا فى تكوين الرؤية وتحقيق أحلامى، دائما ما كان يضع لى حلولا، وكان وقتها يعانى من النقرس، وكانت الكاميرا ثقيلة جدا فى هذا التوقيت ومن المفترض تصوير مشهد صعب «وان شوت»، أصر على تصويره بيده وضبط رؤية الإضاءة والإبداع، أعتبره بطل العالم فى الإنسانية مع تلامذته وزملائه، كما أنه إنسان وطنى يحب بلده ووطنه العربى، ويعبر عن ذلك بالموقف بهدوء دون صراخ، لديه رؤية نقدية للغرب وما يمارسونه من سياسة، ودائما لديه شغف لاكتشاف كل ما هو جديد فى عالم التصوير لحبه الحياة وفن السينما، وصاحب إسهامات كبيرة.