أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حالة الطوارئ القصوى في مختلف المحافظات الجنوبية في الوجه القبلي للتصدي لاحتمالات دخول دودة الحشد الخريفية، والتي يصفها خبراء الزراعة بالحشرة الفتاكة التي تأتي على الأخضر واليابس، وتسبب انهيارا في إنتاجية المحاصيل الزراعية في حالة هجومها على هذه المحاصيل خاصة الذرة والأرز والذرة الرفيعة ومحاصيل الخضر والقطن، فضلا عن تهديدها إنتاجية أكثر من 80 محصولا زراعيا في العالم.
وكلف الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الأجهزة الفنية التابعة للوزارة ومديريات الزراعة بمحافظات الوجه القبلي، للتصدي للحشرة الفتاكة، في حالة وصولها من السودان إلى مصر، مشددا على ضرورة تنفيذ التوصيات الفنية المتبعة لمواجهة دود الحشد الخريفية لحماية الإنتاج الزراعي من مخاطرها وتشكيل لجان فنية للمرور على المزروعات بمختلف محافظات الصعيد.
وقال الدكتور ممدوح السباعي، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، إنه في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الزراعة للتصدي لدودة الحشد الخريفية في حالة دخولها للبلاد المصرية نظمت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، مشيرا إلى أنه تم توفير المصائد اللازمة لتحديد مناطق تواجدها في حالة وصولها إلى البلاد من خلال برنامج مكافحة تم اعتماده بمعرفة لجنة مبيدات الآفات.
الدورة التدريبية لفراشة «دودة الخريف الجياشة»، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة FAO تحت عنوان «التعرف على حشرة الخريف الجياشة» بحضور 35 مهندسا وباحثا من مديريات الزراعة بمحافظات شمال وجنوب الصعيد الفيوم- بني سويف- المنيا- أسيوط- سوهاج -قنا- الأقصر- أسوان.
وأضاف «السباعي» أنه تم تنفيذ برامج تدريبية على كيفية الكشف الحقلي عن الإصابة باستخدام تطبيق المحمول mobile application كأحدث تكنولوجيا تستخدمها الزراعة للتعامل مع الحشرة الجياشة في حالة دخولها للبلاد بغرض تسهيل الفحص الحقلي وتسجيل البيانات إلكترونيا يأتي هذا في إطار حرص وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي على حماية المحاصيل الزراعية من غزو الآفات المهاجرة التي تهدد الأمن القومي للبلاد.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات أن البرنامج التدريبي تناول محاضرات تدريبية، وآخر عمليا بالحقل على نموذجين مختلفين وكان النموذج العملي الأول في الحقول الواقعة ناحية المريس غرب الأقصر على محصول الذرة باعتباره المحصول المفضل لدى الآفة، خاصة مع تحميله على زراعات فلفل والنموذج العملي الثاني بدير الشايب بمحافظة الأقصر على محصول الذرة أيضا، ولكن غير محمل على زراعات أخرى بهدف التنوع في النماذج الحقلية ومعرفة أهمية تحميل الزراعات وتأثيرها على حشرة الحشد الخريفية، وتم تركيب بعض المصايد الفرمونية في حقول الذرة العملية التي تم التدريب عليها كنموذج عملي للمصايد الفرمونية.
يأتي ذلك بينما كشف تقرير رسمي أصدرته وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لتنفيذ برنامج مشترك للتعرف على دودة الحشد الخريفية التي تهدد 80 محصولا بمشاركة إخصائيي المكافحة في 8 محافظات بجنوب مصر، بالإضافة إلى المشاركين من الإدارة المركزية لمكافحة الآفات والباحثين من المحطات البحثية بالأقصر وقنا وسوهاج، عن توفير كافة المعلومات المتعلقة بدودة الحشد الخريفية وسلوكها وأضرارها وأعراض الإصابة بها، والتدريب الحقلي على كيفية التعرف على الآفة وأعراضها والكشف عنها ونشر وإدارة المصائد الفرمونية.
وشدد التقرير على أن دخول الآفة سيكون له بالغ الأثر السلبي على المحاصيل الزراعية المصرية، وهو ما يتطلب القيام بما يلزم من حملات توعية بين المزارعين والمهندسين الزراعيين وكل من له صلة بمواجهة هذه الآفة الخطيرة، وأعداد المتدربين لتدريب المستويات التالية في الإدارات الزراعية، وتوعية المزارعين بكيفية مواجهة آفة دودة الحشد الخريفية بإجراءات احترازية تتخذ لمنع دخولها البلاد.
ولفت التقرير إلى وضع الاستراتيجية اللازمة لرصد وحصر ثم التعامل مع هذه الآفة الفعالة وقيام منظمة الفاو بإمداد وزارة الزراعة في مصر بالمستلزمات الأساسية لبرامج الحصر والرصد مثل المصائد الفرمونية، مشيرا إلى أنه يمكن للمزارعين القيام بها لمواجهة دودة الحشد الخريفية هو تفقد حقولهم وتفحص الزراعات بشكل منهجي ودائم وإبلاغ الجهات المسؤولة في حال الاشتباه في ظهور الآفة واتباع توصيات الجهات المحلية في مكافحة تلك الآفة.
وأوضح أن ذلك يساعد صغار المزارعين على تفهم دور العديد من العوامل الحيوية والطبيعية في زيادة أو تقليل الأثر الضار لدودة الحشد الخريفية، وتطوير طرق مبتكرة وفعالة لإدارة الآفة، وتوفير البيانات الأساسية والضرورية للتعامل مع الآفة، ومساعدة المزارعين والإخصائيين الزراعيين على تسجيل بيانات الفحص والرصد ومشاركتها من الآخرين حول العالم.