تكريم سعيد شيمي في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة

كتب: سعيد خالد, علوي أبو العلا الخميس 11-04-2019 21:06

شهدت فعاليات أول أيام الدورة الـ 21 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، أمس الأربعاء، ندوة تكريم مدير التصوير سعيد شيمي، بحضور عدد كبير من صناع السينما، من بينهم المخرج محمد عبدالعزيز، وعمر عبدالعزيز، ومحسن أحمد، وأحمد عاطف، وهاشم النحاس، وانتشال التميمي، وناصر عبدالرحمن، وهالة خليل، ومحمود عبدالشكور، وأدارت الندوة الناقدة فايزة هنداوي.

وقال «شيمي»: «حققت في حياتي بقدر المستطاع معظم أهدافي، وجيلنا صنع سينما يعتز بها، وقدم أفكارًا مهمة وتصدى لقضايا كثيرة، لم يكن هذا الأمر بسهولة، كان يقال علينا جهلة، خريجي معهد السينما، أنا مخرج هاوٍ ومصور محترف».

وأضاف: «والدي توفي بعد حصولي على الثانوية العامة، وقلت لخالي أنا حابب أدخل معهد السينما وقالي إنت عاوز تبقى ممثل، وتقدمت للمعهد دون علمه، وكتبت في الرغبات آداب تاريخ جامعة القاهرة وبالفعل التحقت بها، في أوائل الستينيات كان معهد السينما هو الذي يعلم السينما ويمنحك المهارات الحرفية».

وتابع: «درست التصوير في مدرسة تصوير فوتوغرافي في أمريكا عن بعد، كنت وقتها أدرس في كلية الآداب، وساعدني في ذلك محمد خان، واستفدت جدا من هذه المدرسة، ولكن قطعت المراسلات بيننا بعد حرب 67، وبعدها التحقت بمعهد السينما».

وأضاف: «ثم تعلمت التصوير تحت الماء لأني كنت مشهورًا بها وقت الطفولة، وتأثرت بها كثيرا بعد النكسة، وبعد احترافي العمل السينمائى، عملت مع محمد حسيب تحت عنوان (استغاثة من العالم الآخر) وكان هناك (شوت) تحت الماء، ثم صورت فيلم إعدام ميت، وقتها تعلمت الغوص، واكتشفت هذا العالم المبهر، وهنا جاءني فكرة فيلم الطريق إلى إيلات، وذهبت وقتها إلى المخابرات الحربية وطلبت قصصًا للضفادع البشرية، وتحدثت معهم وتعرفت عليهم، واكتشفت أن أحدهم كان من أصدقائي في الدراسة، واكتشفت صعوبة الفكرة بسبب الميزانية، وذهب للتليفزيون وقتها وممدوح الليثى تصدر لإنتاجه وأخرجه على عبدالخالق».

وقال المخرج محمد عبدالعزيز: «سعيد شيمي يستحق هذا التكريم لعشقه الدائم للسينما، ولديه جرأة وطموح شديد، اقتحمت واقترحت زوايا صعبة على أي مصور يذهب لها، كتبت مؤلفات مهمة فيما يتعلق بالثقافة الكتابية».

وأكد عمر عبدالعزيز: «علاقتنا تعود لأوائل الثمانينيات في فبراير 81، الهاند كاميرا كان اختراع، وكان يوفر لنا لأنه أدخل حالة جديدة على الحركة في التصوير السينمائي في مصر، مريح لكل مخرج يتعامل معه، وكان فيلمه الحب فوق هضبة الهرم يعد نقلة نوعية في السينما فيما يتعلق بالتصوير السينمائي».

بينما قال المخرج هاشم النحاس: «سعيد شيمي رائد في تحويل الكاميرا من البلاتوه إلى الشارع، وكان بمثابة نقلة نوعية للسينما المصرية غير مسبوقة، كان رائدًا في تحقيق مدرسة السينما الواقعية، وسانده في ذلك محمود عبدالسميع، ويعتبر رائدًا في التصوير تحت الماء وسيظل رائدا فيه لم ينافسه احد، وكذلك هو غير كل السينمائيين وخاصة المصورين، لم يفصل نفسه في تقديم صورة سينمائية، ولكنه كتب لأهم كتب عن فنون التصوير، بدءا بكتاب التصوير تحت الماء، لم أكن أتصور أنه سيفتح شهيته لتأليف 37 كتابًا حتى الآن، وهو ما لم ينافسه فيه أحد».

وقال المخرج أحمد عاطف: «كان لي الحظ أن أول فيلم روائي في حياتي كان مدير تصويره الأستاذ سعيد شيمي هو فيلم (عمر 2000)، كان لدي خيال وطموح، احتوى السيناريو في وصف الصورة لوحات للفنانين تشكيليين عالميين».

وأضاف: «ليس مجرد مدير تصوير، يفكر في الصورة بشكل إبداعي مختلف، يكبرني سنا وخبرة، لكنه ساعدني كثيرا في تكوين الرؤية وتحقيق أحلامي، دائما ما كان يضع لي حلولًا، وكان وقتها يعاني من النقرص وكانت الكاميرا ثقيلة جدا في هذا التوقيت، وكان من المفترض تصوير مشهد صعب وان شوت، أصر على تصويره بيده وضبط رؤية الإضاءة والإبداع، أعتبره بطل العالم في الإنسانية مع تلامذته وزملائه، وهو إنسان وطني يحب بلده ووطنه العربي ويعبر عن ذلك بالموقف بهدوء دون صراخ، لديه رؤية نقدية للغرب وما يمارسونه من سياسة، ودائما لديه شغف لاكتشاف كل ما هو جديد في عالم التصوير لحبه الحياة وفن السينما، وصاحب إسهامات كبيرة».

وقال مدير التصوير محسن أحمد: «تعلمنا منه الكثير، وكل رواد جيله اعتبروه مدرسة متميزة في التصوير السينمائي، وكيفية تسهيل صنع الصورة بأقل الإمكانيات من المعدات، تتلمذت على يده ولم يبخل علينا بأي معلومات».