مروة قناوي تضرب عن الطعام لأكثر من عشرة أيام للمطالبة بالقصاص في قضية مقتل ابنها

كتب: ميرا ماجد الأربعاء 10-04-2019 17:24

قررت مروة قناوي، والدة الطفل يوسف العربي، 13 عاما، الذي قُتل قبل عامين برصاصة طائشة أثناء تواجده بالقرب من أحد الأفراح بمدينة السادس من أكتوبر، الإضراب عن الطعام اعتبارًا من يوم 31 مارس، مطالبة بالقبض على اثنين هاربين متهمين بقتل ابنها.

وقالت مروة قناوي، لـ«المصري اليوم»: «قررت البدء في اضرابي عن الطعام بعدما سلكت كل الطرق القانونية الممكنة أملا في عقاب قتلة ابني ولكن للأسف جميعها باءت بالفشل»، مضيفة: «قمت من قبل بتقديم عدة بلاغات للنائب العام ومثلها لوزير الداخلية ضمن محاولات أخرى عديدة، ولكني لم أتلقى أي رد».

وأوضحت «قناوي» أن الإضراب نجح بالفعل في جذب انتباه الكثيرين من ضمنهم وسائل الإعلام المختلفة إلى قضية مقتل يوسف ابنها مما يعزز أملها في تحقيق العدالة، مؤكدة: «كان هناك كثيرين لا يعلمون قصة يوسف من قبل ولكنهم شرعوا في متابعتها باهتمام عقب إعلاني بالاضراب عن الطعام عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك».

وقصت «قناوي» الحادث الأليم الذي وقع في عام 2017 موضحة بأن «يوسف» كان بصحبة مجموعة من أصدقاؤه في ميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر حينما سقط فجأة على الأرض دون إدراك المحيطين به عن سبب إغماؤه، تلقت حينها مكالمة من أصدقاء يوسف يخبرونها بسقوط ابنها المفاجيء وإسراعهم به إلى المستشفى، وعقب إجراء الفحوصات الطبية اللازمة ليوسف الذي كان في حالة حرجة أشبه بالموت الإكلينيكي عند وصوله إلى المستشفى، وأوضح الأطباء أن «يوسف» أُصيب برصاصة في مكان قاتل بالمخ وظل في غيبوبة استمرت 12 يومًا قبل وفاته.

وأوضحت تحقيقات النيابة فيما بعد أنه هناك أربعة متهمين في قضية مقتل الطفل يوسف، استنادا إلى مقاطع مسجلة لهم بالصوت والصورة أثناء إطلاقهم أعيرة نارية احتفالاً بخطوبة أحدهم والتي وقعت بالقرب من مكان تواجد يوسف. وأكدت والدة الطفل القتيل تزامن استخدام المتهمين أسلحتهم مع سقوط يوسف وسط أصدقاؤه.

جدير بالذكر أنه بعد 8 شهور من وقوع الحادث، نظمت «قناوي» وقفة سلمية أمام البرلمان المصري مناشدة إياه بالتحرك في قضية مقتل ابنها واتخاذ إجراءات عاجلة فيها.

وأشارت «قناوي» إلى حكم المحكمة الذي صدر العام الماضي بحبس ثلاثة من المتهمين 7 سنوات، من ضمنهم خمس سنوات من أجل حيازة أسلحة غير مرخصة وممنوعة التداول، بالإضافة إلى الحبس سنتين للقتل الخطأ، بينما حكمت المحكمة على المتهم الرابع بخمس سنوات فقط، وذلك لثبوت أن سلاحه غير قاتل.

وقالت «قناوي»: «القانون يمنع حيازة أسلحة الرشاش الآلي وذلك لدواعي أمنية حيث أن هذا النوع مصنف ضمن الأسلحة شديدة الخطورة»، كما ذكرت أن هناك متهمين من الأربعة يقضون حالياً عقوبة الأحكام الصادرة بحق كل منهما.

وكشفت «قناوي» عن هوية المتهمين الهاربين مؤكدة أن أحدهم ضابط شرطة والاخر ابن لعضو برلماني قائلة أن نفوذهم القوي هو السبب الأساسي وراء التباطؤ في القبض عليهم وتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم. كما اضافت أنهما متهربين من العدالة منذ قرابة عام الآن ولم يمثلا أمامها حتى الآن.

وفي هذا السياق، اشارت قناوي إلى تحديث لافت وهو أن النائبة البرلمانية أنيسة حسونة تقدمت بطلب إحاطة لرئيس البرلمان على عبدالعال موجها لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بشأن عدم تنفيذ الحكم الصادر ضد المتهمين بقتل الطفل يوسف بميدان الحصري. واعتبرت قناوة أن تلك الخطوة ايجابية ولكنها منتظرة تحرك قانوني ملموس من جانب الدولة.

وبشأن رد فعلها تجاه حكم المحكمة، علقت مروة «صُدمت أن عقوبة ازهاق روح إنسان اقل من عقوبة ارتكاب الجريمة الأخرى» كما أكدت أنه من الفترض أن تكون روح الانسان هي الأكثر قيمة على اللاطلاق.

محاربة ضرب النار في المناسبات

إلى جانب حربها في الدفاع عن حق ابنها يوسف، كثفت قناوي جهوده لوقف اطلاق النار في المناسبات تلك العادة المتحذرة في المجتمعات العربية.

قالت «مروة» «منذ حوالي أربعة شهور قمت بتأسيس حملة بعنوان لا لضرب النار بالمناسبات ومن خلالها قمنا بتأسيس عدة ورش في أماكن مختلفة خصوصاً المدارس»
كما أطلقت مفكرة بأسم يوسف والتي بربحها المحدود تدعم الورش والنشاطات المنندة بضرب النار في المناسبات. كما أشارت «قناوي» إلى شغفها الجم بالجيل الصاعد الجديد لافتة أنه من السهل ادراكه ضرورة الاحتفال السلمي المجرد من أي مخاطر كاطلاق النار. وبخصوص تلك الورشة، فهي نشاطات فنية تستهدف الأطفال لتوعيتهم بخطور العنف في الاحتفالات وأنه هناك طرق أخرى آمنة وايضاً ممتعة كالموسيقى وغيرها.

واختتمت قناوي باشارتها إلى مشروعها القادم وهو فيلم وثائقي يندد بضرب النار في المناسبات ويضم قصص حقيقة مشابهة إلى قصة يوسف. كما أضافت أنها اصطدمت بقصص مخيفة عن أشخاص قتلوا ذويهم المقربين اليهم نتيجة إطلاق النار العشوائي في المناسبات.

المطالبة بحق يوسف

مروة قناوي وابنها يوسف