أسند المجلس الأعلى للإعلام رئاسة لجنة الدراما التابعة إلى مجدى لاشين، رئيس التليفزيون الأسبق، بعد اعتذار الفنان محمد صبحى عن عدم رئاسة اللجنة، وهو ما قوبل بتبادل للاتهامات بين «الأعلى للإعلام» وبين «صبحى»، الذي أكد أن هناك أسبابًا كثيرة دفعت لرفضه رئاسة اللجنة التي رشحه لها «الأعلى للإعلام» قبل أشهر، بعد استقالة اللجنة السابقة التي رأسها المخرج محمد فاضل، بكامل أعضائها قبل أشهر بسبب ما سمّته «تضاربا في الاختصاصات بين لجنة الدراما، ولجنة الرصد فيما يتعلق بتقييم الأعمال الرمضانية خلال شهر رمضان الماضى».
وفى حين أكد «صبحى» أن عدم عقد مؤتمر صحفى من قبل «الأعلى للإعلام» برئاسة مكرم محمد أحمد لبيان اختصاصات ومهام اللجنة، فإن «الأعلى للإعلام» أوضح أنه لم يعترض على إقامة مؤتمر صحفى، وأكد أن ظروفا طارئة لسفر مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام خارج مصر حالت دون عقد المؤتمر.
وأشار مصدر بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن المجلس لم يرفض تنفيذ مطالب الفنان محمد صبحى ليتولى رئاسة لجنة الدراما بالمجلس، والمتمثلة في تنفيذ مؤتمر صحفى لعرض دور وأهداف اللجنة، ولكن حدثت ظروف طارئة لسفر مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس خارج مصر، تلاها ظروف خاصة بـ«صبحى» نفسه، وعقب ذلك فوجئنا به يبلغنا باعتذاره عن عدم رئاسة اللجنة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«المصرى اليوم»، إن كافة لجان المجلس يعتبر دورها تنظيميًا وليس رقابيًا، وهو ما كان يعلنه الفنان محمد صبحى باستمرار عن دور لجنة الدراما، مشيرًا إلى أن مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس، وأحمد سليم، الأمين العام حاولا إثناءه عن فكرة الاعتذار عن عدم رئاسة اللجنة، إلا أنه رفض ويبدو أنه كان متخذا قراره بشكل مسبق ونهائى.
وأوضح المصدر أنه بعد إصرار الفنان محمد صبحى على التمسك بقراره بالاعتذار عن عدم رئاسة اللجنة، تم إسنادها إلى مجدى لاشين عضو المجلس.
من جانبه كشف الفنان محمد صبحى عن أن اعتذاره عن عدم رئاسة لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى للإعلام جاء بسبب ثباته على موقفه الرافض لاحتكار الفن والإعلام والثقافة، والذى لم يستجب له الأعلى للإعلام بحسب تأكيده، ما دفع بمكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لإعلان اعتذار «صبحى» عن رئاسة لجنة الدراما بالمجلس، واختيار مجدى لاشين لتولى المنصب.
وأكد «صبحى» في تصريحات لـ«المصرى اليوم» أنه حين عرض عليه رئاسة لجنة الدراما كان الاتفاق بينه وبين مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام على إعلان «المجلس» رفضه لاحتكار الدولة للفن والإعلام والثقافة، لأن ذلك يصب في مصلحة الجميع، مشيرا إلى أن «الأعلى للإعلام» لم يقم بإعلان ذلك، ولذلك كان رفضه لرئاسة اللجنة.
وتابع «صبحى» أن اعتذاره عن عدم تولى المنصب كان للعديد من الأسباب، وقال: كان اتفاقى مع مكرم محمد أحمد منذ اجتماعنا الأول على أن عمل اللجنة ليس رقابيًا، وأن هناك أجهزة منوطة بممارسة تلك المهام، أبرزها الرقابة على المصنفات الفنية، وأن دور لجنة الدراما يكمن في الحفاظ على شرف المهنة وتطويرها.
وأضاف: لدى موقف صارم ضد احتكار الدولة للفن والإعلام والثقافة، وهذا ما تفهمه جيدًا مكرم محمد أحمد وقتما عرض على المنصب، وطلبت منه تنظيم مؤتمر صحفى يتم الإعلان خلاله عن ضرورة رفع الدولة عن الفن والفكر والثقافة والإعلام لأن ذلك لا يصب في صالح الجميع على الإطلاق، ليس كل الفنانين يتقاضون أجورا بالملايين، والآلاف من الممثلين جالسين في منازلهم دون عمل، وكذلك العمل والفنيين والمهندسين من صوت وإضاءة وديكور وغيره.
وتساءل «صبحى»: كيف لشركة إنتاج وحيدة ومنتج وحيد أن يقوم بإنتاج 15 مسلسلًا منفردًا بالشاشة والعرض، ووكالات الإعلانات، وكذلك حصل على التليفزيون المصرى، كيف لأى منتج أن يعمل في هذا المناخ الرافض لأى إنتاج من خارج هذا الكيان.
وتابع: في السابق كانت السوق مفتوحة وكان يتم إنتاج أكثر من ٥٠ مسلسلا من شركات مختلفة، بينما الآن أصبح الوضع مختلفا، وأنا من أوائل من طالبوا بوجود وزير للإعلام عقب الثورة باعتباره منصبا سياسيا ويتولى تنظيم أمور الشاشات.
وأضاف صبحى: بينما يجلس عدد كبير من الفنانين المثقفين في بيوتهم لعدم وجود فرصة لهم للعمل، ففى الوقت الذي يحاول فيه أي فنان إيجاد فرصة يجد كل القنوات مغلقة بسبب بيع المسلسلات المنتَجة لكافة القنوات من شركة واحدة فقط، وهو ما يقتل روح التنافس الفنى الشريف.
وأوضح: أعلنت ذلك أمام «مكرم» ووافقنى الرأى، واشترطت أن يكون عملى بعقد تطوعى دون مقابل مادى، وانتظرت 3 شهور لم يتواصل معى أحد، تفهمت وقتها الرسالة بأنهم لم يستطيعوا تنفيذ ما طلب، وفوجئت أثناء حضورى فعاليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى أن تواصلوا معى وطلبوا منى الاجتماع لتشكيل اللجنة ومناقشتها والإعلان عنها دون تنفيذ ما طلبت، فأبلغتهم اعتذارى ورشحت لهم رئيس هذه الشركة التي تتحكم في الفن والإعلام والتليفزيون والثقافة بديلا لى.
وتابع صبحى لـ«المصرى اليوم»، إنه فور اتفاق مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس معه على رئاسة اللجنة، طلب أن يعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه خطة عمل اللجنة باعتبارها منظمة لعمل الدراما المصرية في إطار القيم والمعايير وليس الرقابة عليها في ظل وجود جهاز للمصنفات الفنية يتولى مسؤولية الرقابة منذ سنوات.
وأكد «صبحى»: هذه الأزمة والصدام ليس نتاج موقف شخصى معى، ولكن للأسف لم أجد فنانا واحدا يقف إلى جانبى ويؤيدنى في الرأى ويعلنه، وأنا أمارس شغلى في «مكانى» ولا يستطيع أحد اعتراضى، ولكننى كنت أتمنى عودة الريادة لمصر في الإبداع من خلال تلك المجالات، فكيف يكون ذلك باحتكارها وتقييدها بتلك الطريقة، أتحدث لصالح البلد.
وشدد «صبحى»: رفضت أن أكون رئيسا للجنة حتى أتحكم بالقول والقرار فيما تتم إذاعته وما يتم رفضه، وإذا تعامت مع المنطق بمبدأ الشر، لكنت قبلت المنصب ورفضت المسلسلات التي يصورها من يحتكر رقابيًا.
وأشار «صبحى»: كان من المفترض أن يتم محاربة المسلسلات التي يتم تصويرها قبل حتى كتابة نصف الحلقات، وألا يصح إلا الصحيح كما تعلمنا من أساتذتنا ألا يتم البدء في تصوير أي عمل إلا بعد كتابة حلقاته كاملة، وحصولها على موافقة رقابية حتى تكون الصورة مكتملة، لأن التصوير على الهواء والاعتماد على الارتجال ليس فيه إبداع على الإطلاق، ويعتبر من وجهة نظرى خدش لشرف الفن، وتابع: أنا كذلك رافض لمنهجية الإقصاء التي يتعرض لها الكثيرون من زملائى حاليًا، لمجرد الشللية أو اختلاف في الرأى، وكان من المفترض أن يتم وضع قواعد وأسس للمهنة لحمايتها، من جانب اللجنة وزيادة رقعة ومساحة الأعمال الجيدة، توجيه المبدع لمناقشة مواضيع بعينها مرفوض.