نفى أحمد الغيط، وزير الخارجية، ما تداولته بعض المواقع الإسرائيلية عن زيارة جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى واشنطن، واصفاً من رددوا هذا الكلام بأن «لديهم هوس»، مشددا على أن نجل الرئيس لم يكن له دور سياسى إطلاقا خلال زيارة الولايات المتحدة.
وقال أبوالغيط، فى حوار مع الإعلامية رندة أبوالعزم، أذيع مساء أمس على قناة العربية: «هذه ليست المرة الأولى التى يصطحب فيها الرئيس نجله معه»، منوها بأن «جمال يبدى اهتماماً كبيراً بأحوال الرئيس مبارك، فهو ابنه، ويقدر يدخل عليه فى أى وقت ويرعاه»، معتبرا أن «البعض يخلق قصة من لا شىء، لأن لديهم هوسا أن يكتبوا، زى اللى كتب فى مقال إن الرئيس مبارك يعرض القدس عاصمة لدولتين، أمال نعمل إيه نحن نقول القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فهذا معناه أن الغربية عاصمة لإسرائيل».
وبسؤاله عن الحوار الذى دار بين الرئيسين المصرى والأمريكى عن الموضوعات الداخلية وحقوق الإنسان والانتخابات المقبلة فى مصر، قال وزير الخارجية: «ليس لدىَّ علم عن هذا، لكن صدر بيان أمريكى بعد اللقاء بأنهم يأملون فى دور نشط للمجتمع المدنى المصرى، والسؤال هو من يرفض هذا المجتمع ، وصدر أيضا أنهم يرحبون بالكثير من التطورات الداخلية على المسرح المصرى، ونحن من جانبنا أيضا نطالب بأن يحق للمسلمين بناء المساجد فى أى موقع بالولايات المتحدة طالما لا يتعارض مع القانون، هذا موقف أنا أضعه وإذا اعترض على أمريكى أو مسؤول أمريكى فهذا حقه».
وبسؤاله عن موقف الدول العربية فى حال تعرض الفلسطينيين لضغوط أمريكية لاستكمال عملية المفاوضات، قال أبوالغيط: «الجانب الأمريكى متفهم الحاجة لوقف الاستيطان، وبالتالى لا نريد أن نستبق الأحداث»، منوها بأن هناك اجتماعا أو أكثر سيتم فى الفترة المقبلة على المستوى القمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أحدهما يوم 14 من الشهر الجارى، وربما سيعقد اجتماع آخر يوم 15 قبل الوصول إلى الجمعية العامة وسنرى إلى أين ستسير الأمور». وحول تصوره بشأن مفاوضات الاتفاق حول غزة، فى ظل عدم وجود مفوضين من حركة حماس، قال وزير الخارجية: «غزة وضع فلسطينى يعقد الكثير من المسائل وسوف يحتاج إلى معالجة، وأتصور أن القيادة الفلسطينية المتمثلة فى الرئيس محمود عباس عليها أن تمضى فى المفاوضات مع إسرائيل، وأن تصل إلى اتفاق شامل فى خلال العام». وبسؤاله عما إذا كانت الاتصال بين الجانب المصرى و«حماس» متوقف الآن، قال أبوالغيط: «نعم ونحن فى وزارة الخارجية المصرية لا نتصل بتنظيمات فلسطينية، ولكن نتصل بمنظمة التحرير أو بالسلطة الفلسطينية، والمعلومات المؤكدة المتوفرة لدىَّ أنه لا يوجد حوار مع حماس، وجهود المصالحة متوقفة إلى حد كبير، ولكن لو المسائل بدأت تتحرك سنعاود هذه الجهود». واستطرد أبو الغيط: «عندما تأتى دولة خارجة عن القضية الفلسطينية مثل إيران، وهى ليست دولة ليست عربية ولكنها دولة إسلامية لها اهتمامات بالقضية الفلسطينية، وتقرر أن تلك المفاوضات فاشلة ويجب أن تفشل ، فلمصلحة من هذا؟! بالتأكيد لمصلحة إيران».
فى سياق متصل، أكد وزير الخارجية، فى مقابلة مع برنامج (وجهة نظر) مع الإعلامى عبداللطيف المناوى على التليفزيون المصرى، أمس الأول، أن يوم 26 سبتمبر الجارى سيكون أول الاختبارات لجدية إسرائيل فى التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه استمع إلى الكثير من النوايا الطيبة من المسؤولين الإسرائيليين، «إلا أنها يجب أن تترجم إلى مواقف تفاوضية نراها على الأرض».
وقال أبوالغيط: «يوم 26 سبتمبر الجارى الذى يوافق نهاية قرار تجميد الاستيطان سيكون أول الاختبارات لجدية إسرائيل فى الوصول إلى تسوية، ومن الممكن أن يهدد هذا اليوم بنسف المفاوضات. وألمح أبو الغيط إلى إمكانية أن يتوقف الفلسطينيون عن المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين فى حال عدم تمديد قرار تجميد الاستيطان، والاستمرار فى عمليات البناء بالمستوطنات.
وحول وجود جدية لدى إسرائيل لإنجاح المفاوضات المباشرة وإقامة دولة فلسطينية، قال وزير الخارجية: «استمعت إلى الكثير من النوايا الطيبة، سواء من الرئيس شيمون بيريز أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو الكثير من الوزراء الإسرائيليين باستثناء وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، لأننى لا أتصل به ولا أتحدث معه».