انتقد خبراء وكتاب قرار مكتب الإرشاد بمقاطعة «المصرى اليوم»، وعدم التعامل معها إعلامياً، واتهامها بأنها تتعمد نشر أخبار كاذبة عن الجماعة بغرض التشويه، واعتبروا المقاطعة وسيلة شبيهة لما كان يقوم به الحزب الوطنى فى التعامل مع الصحف.
قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «مقاطعة الإخوان لـ(المصرى اليوم) ستضرهم أكثر مما تفيدهم، لأن مقاطعة وسائل الإعلام لمجرد الاختلاف فى وجهات النظر موقف غير ديمقراطى، ولا يساعد على تطور الحياة السياسية، والمقاطعة فقط جائزة فى العمل السياسى».
وأضاف: «المفروض فى أى بناء ديمقراطى أن يكون هناك اتساع لتقبل الرأى الآخر»، وقال: «إذا نشرت جريدة خبراً أنا غير راض عنه فمن حقى أن أرسل رداً وينشر، وليس مقاطعتها» مشيرا إلى أنه يرى «المصرى اليوم» منفتحة على الجميع وتنشر جميع وجهات النظر، و«عندما كانت تنشر هى وغيرها أخباراً عن الإخوان فى ظل النظام السابق كانت تتعرض لمضايقات وضغوط من النظام كادت تعصف بها».
وتابع: «على جميع الأطراف السياسية والإخوان أن يتقبلوا الآخر، وأن يكونوا مستعدين للتعامل مع وسائل الإعلام بالطريقة الديمقراطية».
وقال الدكتور عمار على حسن، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن قرار المقاطعة إجراء مدنى سلمى، لكن يجب أن نسأل الإخوان هل مقاطعة الصحيفة هو عمل مجد لجماعة طرحت برنامجا سياسيا منفتحا وتقول إن صدرها وذهنها مفتوحان لكل الناس أم لا».
مشيرا إلى أن الجماعة كان من الأحرى لها أن ترد على ما ينشر داخل الصحيفة، أو تلجأ إلى القضاء، لكن بالمقاطعة تتعامل مع الصحافة الآن بطريقة «من ليس معنا فهو ضدنا»، وهذا كلام أيديولوجى مغلق يجب ألا يصدر من «جماعة» تسعى إلى أن تكون شريكا أو قائما على الحكم فى الفترة المقبلة، لافتا إلى أن نظام مبارك كان يسمى «المصرى اليوم» جريدة «الإخوان اليوم» لأنها كانت تحتضن كل أفكار الجماعة وتقوم بدور إعلامى كبير فى الدفاع عنها، باعتبارها طرفاً سياسياً مهماً، فى الوقت الذى كان فيه آخرون ينهشون فى جسد الإخوان.
وأكد أن «المصرى اليوم» احتضنت مقالات دافعت عن الجماعة دفاعا مستميتا، وكانت ترفض تحويل قياداتها إلى المحاكم العسكرية فى عهد مبارك.