جرائم في المسجد.. «قتل» و«اغتصاب» و«إرهاب» و«سرقة» (تقرير)

دماء لطّخت محراب الصلاة خلال 8 سنوات
كتب: نورهان مصطفى السبت 06-04-2019 13:44

على أطراف منطقة فيصل الشعبيّة، أغرقت أشعة الشمس الذهبيّة، زُقاق يونس، الواقع بجانبُه، مسجد «الرحمة»، كانت الأجواء هادئة حتى تسلّل أحدهُم وقتل إمام المسجد، أثناء صلاة الجمعة، إذ وصفهُ بـ«إبليس بنفسه»، سدّد إليه عدة طعنات بسكينٍ حاد، أصابهُ في أنحاء متفرقة من جسده، لطّخ أرض المسجد، حيثُ طهر الشعائر الدينية، بالدماء، ولطّخ ذاكرة المصلين بمشاهد عُنف لن تمحى من ذاكرتهم بسهولة.

«وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ».. آية من سورة البقرة، إذ جرَت العادة في السنوات البعيدة، أنّ المسجد مثله كمثل باقي الأماكن المقدسة، إذ يُستخدم كملجأ أو مأمن للجميع، وكان من السُنن المتداولة، أن الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثًا، يلجأ إلى الحرم أو المسجد، كي لا يتم المساس بهِ، وإذا اعتدى عليه، يكون المُعتدي قد ارتكب جرمًا لا يُغتفر.

خلال السنوات الأخيرة، تكرّر ارتكاب جرائم داخل المساجد، دون الاعتداد بحرمة الأماكن المقدسة، إذ جاء آخرها، عندما قتل رجُل إمام المسجد.

«المصري اليوم» ترصُد عددًا من الحوادث التي جرَت داخل المساجد، خلال 8 سنوات، من 2011 وحتى 2019.

مارس 2011

ألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض على عاطل، بتهمة قتل إمام مسجد بمنطقة الـ 3 طوابق بفيصل أثناء أداء صلاة الظهر بالطابق الثاني بالمسجد بمفرده واستولى على حافظة نقوده.

بالعثور على جثة المدعو عبد المحسن إسماعيل، 65 سنة، بالمعاش مقيم شعائر بمسجد نور المصطفى بالـ 3طوابق داخل المسجد بالطابق الثانى انتقل إلى مكان الواقعة العميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية.

وبسؤال نجله، أقر بأن والده كان يؤدى صلاة الظهر بالطابق الثانى، ودخل عليه شخص مجهول وتعدى عليه بسكين حتى لفظ انفاسه الأخيرة واستولى على حافظة نقوده وبها 500 جنيه وهاتفه المحمول وفر هاربًا.

يوليو 2012

في أجواء حارّة من العام 2012، تم إلقاء القبض على ميكانيكي، 52 عامًا، لاتهامه باغتصاب طفلة 5 أعوام، داخل دورة مياه أحد المساجد.

قال المتهم «حسن. س»، من داخل حجز مصر القديمة حينها: «شعرت بحالة من عدم الاتزان عندما شاهدت الطفلة (ياسمين) تلهو أمام عيني، وأنا أقف أمام مسجد في منطقة مصر القديمة، ناديت عليها باسمها فحضرت دون تفكير، فجذبتها إلى الداخل بعد أن تأكدت من عدم وجود أحد داخل المسجد، دخلت بها دورة المياه، ولم أكن أقصد أن أفض بكارتها، كنت أريد أن أداعبها، لكنني فقدت السيطرة على نفسي، وتعاملت معها كأنثى كبيرة.

وتابع في تصريحات صحفية: «بكت الطفلة كثيرًا، وطلبت مني أن أتركها تعود إلى أسرتها فكتمت أنفاسها حتى لا يسمعها أحد، ونسيت أنها طفلة وأنني متزوج ولدي طفلان في عمرها الصغرى 5 أعوام، والكبير 7 أعوام، وفكرت فقط في قضاء حاجتي منها، وهددتها بألا تتحدث إلى أحد بشيء».

مارس 2015

تم حبس موظف بالمعاش، 4 أيام، على ذمة التحقيقات، بتهمة اغتصاب طفل مصاب بمرض التوحد، داخل دورة مياه أحد مساجد مدينة سفاجا. تبين من تحقيقات النيابة العامة، أن المتهم، 68 عاما، استدرج الطفل، 10 سنوات، لإحدى دورات المياه وجرده من ملابسه، واغتصبه.

سبتمبر 2015

ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، القبض على خادم مسجد، لاتهامه مع شخص في قتل نجله داخل مسجد بالمرج بسبب سرقة هاتف محمول.

قام الأب، إبراهيم، 57 سنة، خادم مسجد الرحمة، بقتل نجله، كريم، 14 سنة، عامل، مُصاب بكدمات وسحجات بالجسم ولم يعلل سبب الوفاة.

قال الأب المتهم أمام ضباط المباحث، بأنه لم يقصد أبدًا قتل نجله وأنه كان يريد تأديبه فقط بسبب سرقته لهاتفه المحمول داخل المسجد، وأن كذب الطفل السبب وراء اعتدائه عليه ولو كان اعترف له بالسرقة لكان سامحه، وعندما بدأ يعتدى عليه داخل مسجد تدخل أحد الأشخاص واعتدى عليه بالضرب أيضا حتى فوجئ بإبنه يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل المسجد.

ديسمبر 2015

وفي ديسمبر 2015، اكتشف أهالي شارع الجيش في مدينة دمنهور بالبحيرة استيعابها، وذلك بعدما تحول مصلى السيدات إلى وكر لممارسة الدعارة، بعد أن تحول عامل المسجد إلى «قواد»، يسهل للراغبين في المتعة ممارسة أفعالهم داخل بيت الله مقابل حصوله على 50 جنيهًا.

ديسمبر 2015

في ديسمبر 2015 أيضًا، قررت نيابة بندر الفيوم حبس طالب ثانوي 4 أيام على ذمة التحقيق، لاتهامه بمحاولة اغتصاب طفلة داخل دورة مياه مسجد بمدينة الفيوم، حيث حاول طالب الثانوي اغتصاب طفلة في الثامنة من عمرها بعدما استدرجها إلى دورة مياه مسجد دار الرماد الشرقي، إلا أن الطفلة صرخت بقوة واستغاثت بالأهالي الذين أمسكوا بالطالب.

إبريل 2016

قام سائق توك توك المتهم باغتصاب طفلة، 3 سنوات، داخل حضانة مسجد ابن تيمية بطنطا.

وأثبتت التحقيقات تربص سائق التوك توك بالطفلة، قبل تسلله إلى الحضانة والاعتداء عليها في أحد أركان الحضانة بعد كتم أنفاس الطفلة لدى اغتصابها.

قضت محكمة جنايات طنطا الدائرة الثالثة، بالسجن المشدد 15 عاما مع الشغل.

يوليو 2017

تم اكتشاف جرائم كان يقوم بها «ستورجي» في حلوان، إذ اعترف المتهم، خلال التحقيقات، بأنه كان يستدرج الأطفال من الشوارع بدعوى شراء حلوى لهم ويدخل بهم دورات المياه الخاصة بالمسجد لممارسة الرذيلة معهم في الفترة ما بين صلاتي العصر والمغرب.

وكشفت التحقيقات أن إمام المسجد شك في المتهم بسبب تردده كثيرًا على دورات المياه دون أن يشارك في الصلاة، فراقبه ذات يوم، وتبين أنه يستدرج بعض أطفال المنطقة إلى دورة المياه، فألقى القبض عليه، وأبلغ ضباط المباحث الذين حضروا واقتادوه إلى القسم، وحرروا له المحضر اللازم وأحالوه للنيابة للتحقيق.

نوفمبر 2017

أثناء أداء صلاة الجمعة، اقتحم إرهابيون مسجد الروضة، في قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد، شمال سيناء.

كان الهجوم دمويًا ومُفزعًا، إذ خلَّف 305 شهداء و128 مصابا، وتم تصنيفُه بأنه «أكثر الحوادث الإرهابية دمويّة في تاريخ مصر».

إبريل 2018

قتلَ شاب طفلة، عُمرها 4 سنوات، أثناء ذهابها للمسجد لحفظ القرآن الكريم، خوفًا من فضحها لهُ، عقب فشله في الاعتداء عليها. بدأت الواقعة عندما عثر أحد عمال مسجد بقرية «برطس» في الجيزة، على جثة طفلة صغيرة بمذبوحة وملقاه داخل حمام المسجد، إذ قالت أسرتها، إنها ذهبت لحفظ القرآن الكريم، ولم تعُد.

وفحصت الأجهزة الأمنية كاميرات المراقبة المجاورة بمحيط الحادث، وتم التوصل لمرتكب الواقعة، شاب في العشرينيات، ذو سمعة سيئة في القرية.

أكتوبر 2018

فوجىء المصلون عقب خروجهم من مسجد التقوى، بقرية «أشمنت» بمركز ناصر بمحافظة بني سويف بوجود شاب مذبوح داخل المصلى الخارجي للمسجد وغارقا في دمائه، وعلى الفور قام الأهالي بإبلاغ مركز شرطة ناصر.

وجدوا فيما بعد، جثة القتيل، ويدعى أيمن على وديع 25 سنة، حيث تبين من مناظرة الجثة أن الشاب حصل على طعنة في الرقبة وطعنتين في البطن، إذ حاول المسئولين عن الحادث، كشف الغموض المُحيط بهِ.

فبراير 2019

خلال صلاة الجمعة، بمسجد العميد وائل حجاج، بقرية غيط الشعير، في محافظة أسيوط، أطلق مسلّحون النيران على المصلين، أثناء الصلاة، إذ قال شهود عيّان إن مسلحين أطلقوا وابلا من النيران ما أدى لمقتل اثنين وإصابة ثالث وهروب المصلين وإمام المسجد.

وتبيّن أن السبب «خصومة ثأريّة»، بسبب النزاع على قطعة أرض.