«كارنيجى»: الثورة المصرية «تتعثر».. و«النخبة العسكرية» ارتكبت أخطاءً سياسية

كتب: فاطمة زيدان الخميس 16-06-2011 13:52

نشر معهد «كارنيجى» للسلام الدولي تقريرا، جاء فيه أن الثورة المصرية بدأت «تتعثر»، بعد أربعة أشهر من تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، مضيفاً أن كثيرا من المصريين بدأت تظهر عليهم بوادر نفاد الصبر والقلق.

وأضاف المعهد، في تقرير كتبه ناثان براون، الأستاذ بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، ونشر الأربعاء، أن المشهد السياسي في مصر طغت عليه في الفترة الأخيرة حالة من «غياب التوافق وتراجع الحماس»، في ضوء التوقعات «غير الواقعية» التي أدى إليها الانتصار الساحق للثورة في فبراير الماضي.

ولفت المعهد إلى أن هناك تطورين مهمين في الواقع المصري الحالي يثيران القلق، أولهما الأخطاء السياسية التي ارتكبتها النخبة العسكرية الحاكمة في مصر، والتي جاءت نتيجة قلة الخبرة السياسية وليس سوء النوايا، وتسببت في المضي قدما في عملية انتقال «سيئة» للسلطة، أما الثاني فهو الفجوة السياسية العميقة بين القوى السياسية الإسلامية وغير الإسلامية التي ظهرت في أعقاب الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس الماضي.

ورأى المعهد أن الاختلاف في الرأي بين القادة السياسيين أمر ضروري لإعطاء المصريين خيارات ديمقراطية متعددة، إلا أن المشكلة بالنسبة لمصر هي نمو الشكوك بشكل عميق بين جميع القوى السياسية، وذلك في ظل الحديث عن «الاتفاقات السرية التآمرية»، والحصول على تمويل أجنبي، و«الأجندات الخفية».

من ناحية أخرى، أعرب المعهد عن تفاؤله بالمستقبل السياسي في مصر، مؤكدا أنه على الرغم من كل ما سبق فإن مصر ستكون «أكثر تعددية وديمقراطية» في المستقبل.

ولفت التقرير إلى أن المجلس العسكري لا يريد الاحتفاظ بالسلطة، لكنه يرغب في الحفاظ على مركزه المتميز في المجتمع المصري، وعلى صوت قوي فيما يتعلق بالأمن الخارجي، والإبقاء على شؤونه في مأمن من العملية السياسية.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لديها من الأسباب لتنظر إلى الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأشهر القليلة الماضية بـ«ارتياح كبير»، مرجعاً ذلك إلى سقوط النظام، وكونهم أصبحوا جزءاً كبيراً من بناء النظام السياسي الجديد، فضلاً عن تأسيسهم لحزب سياسي للمرة الأولى في تاريخهم.

وتابع: «ستكون هناك تحديات حقيقية في الفترة المقبلة أمام الجماعة، خاصة أن التقدم الذي أحرزوه في الفترة الأخيرة أثار مخاوف كثير من المصريين والذعر بين عدد قليل منهم»، مشيراً إلى أنه بعد الثورة، أصبح قادة الجماعة  يشعرون بأنهم يعملون في بيئة إعلامية معادية.

وختم المعهد تقريره قائلاً إن «الأخطاء السياسية للحكومة الانتقالية والفجوة المتزايدة في الهيكل السياسي المصري أزالا بريق ثورة 25 يناير»، مؤكداً أن التجانس النسبي في المجتمع، وقوة مؤسساته، وحماس ما بعد الثورة يمكن أن يجعل من هذه المشكلات عوامل تعقيد لكنها لن تكون قاتلة.