الرئيس العراقي في قمة تونس: نحتاج لحوار صريح لتعزيز العمل المشترك

كتب: سوزان عاطف الأحد 31-03-2019 18:38

أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الحاجة إلى حوار صريح بين قادة الدول العربية والسعي معًا من أجل تعزيز قيم التفاهم والعمل المشترك.

وقال «صالح» في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية بدورتها الـ30 في تونس، الأحد، إنه «وسط هذه التحولات علينا ان نتشاور ونتحاور وبلداننا في اشد الحاجة إلى الحوار الصريح بين قادتها وبحاجة إلى السعي معا من اجل تعزيز قيم التفاهم والعمل المشترك ضمن اهداف التطوير والتنمية وستكون السعادة اكبر لشعوبنا اذا رجعنا لهم ونحن متفقون على خارطة طريق تتضمن اتفاقات وتفاهمات على منهج مشترك لمعالجة تحدياتنا الكثيرة واذا ما نجحنا في ذلك فعلا فهذا يعني بلوغنا قاعدة حقيقية لتفاهم المسؤول».

وأشار إلى أنه «يجب الإقرار بان التحديات خطيرة ومتعددة لن ينبغي إدراك أن فرص مواجهة التحديات ومخاطرها مازالت قائمة ولا زال ممكنا العمل بمسؤولية عالية لاجتياز الأزمات وهي أزمات مشتركة لا يمكن المفر منها، ولا ينبغي لأي بلد من بلداننا التفكير بانه في منأى عنها أو عن آثار هزاتها الارتدادية».

وأضاف رئيس الجمهورية«العراق خارج لتوه من حرب ضد الإرهاب وقد ضحينا بالغالي والنفيس في مواجهة الإرهاب ودحره»، مبينا أن«الانتصار العسكري المتحقق من الخلافة المزعومة تطور مهم وإنجاز كبير وكان انتصاراً عراقياً بامتياز»، مستدركاً: «هذا الانتصار العسكري يجب ان يستكمل بعمل دؤوب لاستئصال الفكر المنحرف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب واعادة اعمار المدن المحررة وعودة النازحين إلى بلادهم، من هذا المسعى يأتي العمل المشترك والتعاون الإقليمي والدولي لمنع ظهور الإرهاب مجدداً ولاجتثاث تمويله وفكره».

وأكد أن «العراق يمثل منطلقاً لمثل هذا العمل ومثل هذه المنظومة المطلوبة»، موضحاً ان«تواصلنا وزيارتنا المتبادلة لدول المنطقة تؤكد اننا لسنا بعيدين كثيرا عن أدارك متنامي حول ضرورة التعامل بجدية وبتنسيق مع التحديات القائمة والقائمة».

وزاد صالح، أن «العمل على التكامل الاقتصادي العربي وبناء نظام قائم على الاستفادة من الصناعات وتطوير قطاعات الزراعة والارتقاء بالعمالات المتطورة وسيكون في مقدمة صيغ التعبير عن إدراك أهمية العمل على إيجاد الحلول».

ولفت إلى أنه «لدينا خزين في الموارد البشرية والطبيعية وواقع جغرافي حيوي نحتاج إلى التعاون والاتفاق على الرؤى لترجمة الغزين إلى واقع مفيد ونافع لشعوب منطقتنا، ويحتاج إلى سعي مخلص من اجل بناء مصرفي متكامل لتنشيط الاقتصاد وقد يحتاج هذا التكامل المنشود إلى سعي مخلص من اجل بناء نظام مصرفي متكامل يساعد على ترشيق القطاع الخاص ومكافحة البطالة خاصة لدى الشباب وتوفير فرص العمل لهم».

وبين رئيس الجمهورية، أنه «من المؤسف أن ثقافة المعادلة الصرفية في التعاملات السياسية بين دول المنطقة اخرت كثيراً فرص العمل المشترك بيننا، فيما أن العمل المشترك والمنتج وترسيخ الثقافة الربحية على أساس المصالح المشتركة هو وحده يبدد سوء التفاهم السياسي ويقوم المسارات السياسية في صالح شعوبنا».

وأوضح أن «المبدأ الأساس في العلاقات العراق الدولية وخصوصا لجواره الإسلامي وعمقه ومتداه العربي هو مبدأ العمل المشترك على أساس مصالح الشعوب والبلدان»، مشيرا إلى أن «العراق يطمح لدور واعد ليكون نقطة لقاء لا نزاع.. لن نكون طرف في أي محور؛ لكننا سنكون مع أي جهد يعمل لترسيخ السلام والتنمية والتفكير بمستقبل متقدم وعادل للجميع».

وأكمل صالح أن «هذه خلاصة تجربة دفعنا الكثير من اجل بلوغها الكثير من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية خلال العقود الماضية، هذه خلاصة تجربة اكدت لنا ان لا مستقبل للمنطقة وشعوبها من دون التفكير بالمستقبل بمسؤولية واحترام لمصالحنا ومصالح جيراننا واصدقائنا».

وأردف بالقول: «مازالت فلسطين شاخصة ومأساة الشعب الفلسطيني في مقدمة اهتمامات العرب والمسلمين جميعاً، نعلن أن العمل بمختلف السبل في اطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الشأن يشكل ضرورة عمل عربي مشترك من اجل انهاء هذه المعاناة وتامين حق الشعب الفلسطيني، وليس بعيدا عن هذا التصور التأكيد على رفضنا الصريح والقاطع بقرار الحاق الجولان فهي ارض سورية محتلة».

واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: «نؤكد موقفنا القاضي بضرورة تسوية المشكلات في البلدان الشقيقة في سوريا وليمن وليبيا بما يعزز الأمن والسلام وحقوق شعوب هذه البلاد ويساعد في القضاء على بؤر التطرف والإرهاب، كما نؤكد ايضاً على موقفنا الداعي من اجل عمل عربي مشترك أمنيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا لاجتثاث الإرهاب وتفاقمه وتمويله، وإذ نقدر الدور المخلص للجامعة العربية في الحفاظ على فرص التعاون والعمل العربي المشترك فاننا مع أي جهد في الارتقاء عمل الجامعة في ضوء هذه التحديات».