قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن البيت الأبيض يشعر بـ«القلق العميق» لما يحدث في مصر، مؤكدة أن القاهرة لعبت دوراً حيوياً في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الأربعاء، أن «دينامية التغيير» في مصر جاءت بشكل جذري، مضيفةً أنه في مرحلة ما بعد مبارك، انتقل الكفاح من ميدان التحرير إلى المجال السياسي والاقتصادي للمصانع، حيث ينظم العمال المظاهرات والإضرابات للتعبير عن المطالب السياسية والاقتصادية، على حد سواء.
وأوضحت الصحيفة أن الثورات تشكل «تهديداً محتملاً للنظام العالمي كله»، وقالت إن تلك الاحتجاجات تعكس الضغوط الاقتصادية مع القمع السياسي في الدول العربية. وأضافت أن التحدي الآن هو مواجهة قوة «مبارك الصغير»، وهو النخب الاقتصادية في البلاد، قائلةً إن «الثورة تتعمق وآخذة في الاتجاه نحو فئة محددة».
وأشارت الصحيفة إلى سرعة انتقال «العملية الثورية» من بلد إلى آخر، مؤكدة أن هناك قلقا بشأن انتقال الثورة إلى المملكة العربية السعودية، وأوضحت أن الأحداث في تونس والقاهرة ألهمت حركات الاحتجاج الجماهيري في مدريد وكاتالونيا وفي الولايات المتحدة نفسها في ويسكونسن. وانتهت الصحيفة إلى أن مصطلح «الربيع العربي» تغير إلى مصطلح «الثورة»، موضحةً أن المصطلح الأول لا يشكل تهديداً على الأوضاع الراهنة في العالم.
في السياق نفسه، قالت مجلة «أتلانتيك» الأمريكية إن التاريخ القديم يقدم فرصة هائلة للثوار في مصر لتعلم الدروس، وأضافت أن هناك وجهات نظر مختلفة حول مدى تحكم الجيش في شؤون البلاد وكيف يلبي طلبات المدنيين.
وأشارت المجلة، في تقريرها الأربعاء، إلى أن مصر تفتقر إلى «شخصية كاريزمية» مثل جمال عبدالناصر، وأن كل ما هو موجود على أرض الواقع بعض المؤسسات بجانب جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري.
ونصحت المجلة بالعودة إلى قراءة التاريخ لإيجاد إجابات للأسئلة التي يطرحها الواقع المصري، لافتة إلى أن هناك قدرا من «الانسجام والتشابه» بين مصر القديمة ونظيرتها الحديثة فيما يتعلق بالنقاط المصيرية التي واجهتها مصر على مدى القرن ونصف القرن الماضي.