المراقبون العرب يتوجهون إلى ثلاث مدن سورية بعد زيارة حمص

كتب: رويترز الخميس 29-12-2011 10:15

 

 

يتوجه مراقبون عرب لثلاث مدن سورية أخرى، الخميس، للتأكد مما إذا كانت القوات الحكومية ملتزمة بخطة السلام، بعد أن احتشد محتجون يطلبون الحماية عند الوفد الذي توجه إلى حمص، محور الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

كانت بداية بعثة جامعة الدول العربية مثيرة للجدل عندما قال رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إنه لم ير شيئا «مخيفًا» في أولى جولاته في حمص، وبعثة الجامعة العربية هي أول مشاركة دولية على الأراضي السورية منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس الماضي.

وقال الدابي لاحقًا إنه يحتاج لمزيد من الوقت لتقييم الوضع في المدينة التي قصفتها القوات الحكومية في الأيام السابقة للزيارة، وزار المراقبون حمص يوم الثلاثاء لفترة قصيرة ثم عادوا، الأربعاء، بمصاحبة مسؤولين من الجيش، مما أثار استياء المتظاهرين الذين احتشدوا حول سيارتهم.

وتوجه المراقبون أخيرًا إلى منطقة بابا عمرو، واحدة من أكثر المناطق تضررًا ليروا المنازل المهدمة ويسمعون من الناس الذين فقدوا أصدقاء وأقارب، وعرضت عليهم إحدى الأسر طفلًا ميتًا، ومن المرجح أن يروا، الخميس، مشاهد مماثلة في درعا وحماة وإدلب، وهي المدن التي تعرض فيها المتظاهرون المناهضون للأسد لقمع عنيف.

وقال الدابي إن البعثة مازالت في أيامها الأولى، وأضاف: «فريقنا 20 شخصًا وسيستمرون لوقت طويل في حمص».

ويقول نشطاء في المعارضة إن الحكومة ستهدر الوقت وستتحايل على البعثة لتحقيق أغراضها، لكن واشنطن حثت على إمهال الدابي فرصة.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية في واشنطن: «نحن بحاجة لجعل هذه البعثة تعمل، لنتركهم يؤدون عملهم ثم يعطونا تقييمهم». وإذا لم تتمكن البعثة من إثبات مصداقيتها بأن تدخل إلى كل المناطق دون قيود، وإذا لم تتمكن من سماع شهادات لا تفرض عليها رقابة، فإن بعثة الجامعة العربية ربما لا تتمكن من إقناع كل الأطراف بأنها قادرة على القيام بتقييم موضوعي للأزمة.

وسقط أكثر من خمسة آلاف شخص، تقدر الأمم المتحدة أنهم لقوا حتفهم في سوريا منذ مارس في حمص من جراء نيران الأسلحة الآلية أو القناصة أو انفجارات المورتر أو قصف الدبابات أو التعذيب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا، إن أربعة جنود قتلوا في هجوم لمنشقين على الجيش في طريق قرب قرية داعل بمحافظة درعا في الجنوب مهد الانتفاضة.

ويقول الأسد إنه يحارب إرهابيين متشددين مدعومين من الخارج، ويقول إن أكثر من ألفي فرد من قوات الأمن قتلوا.

وظلت سوريا تقاوم التدخل الخارجي لشهور، لكنها أذعنت للضغوط من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية الشهر الماضي، ووافقت على السماح للمراقبين العرب بالدخول لمشاهدة انسحاب القوات من المدن المضطربة.

لكن القتل لم يتوقف سواء قبل أو خلال أول يوم من بعثة المراقبة ويتوقع نشطاء في المعارضة أنه لن يتوقف بعد رحيل المراقبين خلال شهر، وسينتشر نحو 200 مراقب لسماع شهادات ومقابلة ضحايا العنف في أنحاء البلاد.