إسماعيل شبانة.. أول من سدد ضريبة شهرة أخيه (بروفايل)

كتب: ماهر حسن السبت 30-03-2019 06:03

كان إسماعيل شبانة أكبر إخوته وكان مطرباً ومدرساً للموسيقى فى وزارة التربية، وهو الذى نعرفه من خلال صوته المميز والأصيل فى أغانى فيلم «سيد درويش».

مسيرة فنية حافلة قدمها العندليب، إلا أن الجميع نسوا أو تناسوا واحدا من أهم داعميه، بل كان إنزواؤه الإرادى أمام تصاعد نجومية شقيقه، ليبدو أنه أول وأكثر من دفع ضريبة شهرة أخيه الأصغر، ربما لأنه لم يكن يتمتع بملكة الحضور الجماهيرى أو لأنه التزم الغناء الشرقى الأصيل، وربما لأنه كان مؤهلا لأن يكون نجما بصوته المتفرد، والذى يفوق جمال صوت عبدالحليم، وربما أيضا لأن «حليم» استأثر بجيل شاب وربما- لآخر مرة- لأنه بغنائه لثورة يوليو صار ابنا شرعيا بكرا وفنانا عبر عن أحلامها وتطلعاتها وانتصاراتها وانكساراتها، ومثل الضمير الغنائى الوطنى لها.

إسماعيل شبانة، شقيق العندليب، صاحب محطات مهمة وبارزة فى مسيرته، دعم شقيقه «حليم»، وهو الذى ألحقه بمعهد الموسيقى، كما كان الناصح الأمين له طيلة فترة حياته، ولد إسماعيل فى عام 1919، وتوفى عام 1985، وتخرج فى معهد الموسيقى، واعتُمد مطرباً بالإذاعة عام 1944، ومن دفعته المطربون عبدالغنى السيد، كارم محمود، عباس البليدى وعبدالعزيز محمود.

ورغم ما يثار حول: هل اختار الانزواء الإرادى، أم شهرة أخيه طغت على شهرته فاعتزل الغناء؟ فإن هناك أسبابا أخرى أعاقت استمراره واستمرار وجوده فى ساحة الغناء العربى من بينها أن «شبانة» عاش أسيراً لمدرسة وصوت سيد درويش، وغنائه لون الطرب الشرقى والموشحات، على عكس «حليم» الذى تعلّم من «درويش» طريقة تفكيره فى التعبير عن أحلام الناس البسطاء والطبقات الشعبية، فغنى للطالب والعامل والفلاح والجندى، وفيما قدّم «إسماعيل» أغانى قليلة عن الثورة، استطاع «العندليب» أن يعبر عن فكرها وتطلعاتها، حتى إنه تفوق على أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، فى هذا المجال كونهما سبق أن غنيا لمرحلة ما قبل الثورة، فكان «حليم» أكثر إقناعاً للشارع، ولم يكن «إسماعيل» وحده من بدأ التراجع فى تلك الفترة، بل كثير من المطربين الذين اشتهروا فى مرحلة الأربعينيات، وما قبلها مثل كارم محمود، وشفيق جلال وعبدالعزيز محمود، وكان «شبانة» متديناً ومحافظاً بطبعه، وهذا من الأسباب التى جعلته مبتعداً عن أجواء السهر والمجاملات.

أما عن عطاء إسماعيل شبانة الفنى، فتحتل الصدارة الأغانى التى تغنى بها فى فيلم «سيد درويش» بطولة كرم مطاوع وهند رستم، ومن يعود لهذا الفيلم سيتأكد أن «شبانة» ظُلم إعلاميا.

وقدّم شبانة أغانى عديدة للإذاعة المصرية، من أشهرها «لو كنت تعرف قد إيه بفرح بقربك»، وأغنية جميلة نادراً ما تذاع للملحن عبدالعظيم محمد «لو غبت عنى ولو شوية..ابقى افتكرنى واسأل عليّا»، وتعاون «شبانة» مع الكثير من الملحنين، مثل محمد إسماعيل فى «أفكر فيه وينسانى»، ومحمد صادق «أحب الحياة»، ومحمد عمر «يا حلو طمنى»، وحلمى بكر «افتح لها يا قلبى بابك» ومن ألحان أحمد صبرا الذى تربطه به علاقة المصاهرة والنسب غنى «المشمش»، و«أحلام الجزيرة»، وغنى من ألحان أحمد صدقى «العيون الخضر»، وزكريا أحمد «دارى العيون»، وبليغ حمدى «أشكى لكم منه ليه».