شارك عشرات الآلاف، وممثلو 59 دولة فى مراسم تكريم بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، لضحايا الاعتداء الإرهابى، الذى نفذه يمينى متطرف استهدف مسجدين وخلّف 50 قتيلاً.
وحضرت المراسم، رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة جاسيندا أرديرن ونظيرها الأسترالى سكوت موريسون، إلى جانب العشرات من ممثلى الحكومات من أنحاء العالم للمشاركة فى مراسم التأبين التى أقيمت فى متنزه هاجلى قرب مسجد النور.
وبثّ التليفزيون الوطنى الينوزيلندى مراسم التكريم التى حملت عنوان «نحن متّحدون»، فيما التزم الآلاف الصمت وهم وقوف، أثناء تلاوة 50 اسما استشهد أصحابها بالرصاص فى مسجدين، ودعا المتحدثون إلى خروج البلاد من المأساة وهى تتحلى بقدر أكبر من الطيبة والتسامح.
وكان بين الحضور، المغنى يوسف إسلام المعروف باسم كات ستيفنز، حيث غنى «قطار السلام».
وقالت أرديرن: «التحدى الذى أمامنا الآن هو أن يكون أفضل ما فينا واقعا يوميًا، لأننا لسنا محصنين ضد فيروسات الكراهية والخوف وغيرها. لم نكن كذلك قط»، مضيفة «يمكننا أن نكون الأمة التى تكتشف العلاج، لذا أقول لكل واحد منا ونحن نمضى من هنا.. لدينا عمل ينبغى أن نقوم به».
وقالت إن على العالم أن ينهى موجة التطرف، وهو ما يحتاج جهدا على مستوى العالم.
وقالت رئيسة بلديّة كرايست تشيرش، ليان دالزيل، إنّ هذه المجزرة «كانت هجومًا ضدّنا جميعًا»، مضيفة «إنّ هذه الأفعال المستوحاة من الكراهية كانت تهدف إلى تفريقنا وتمزيقنا، لكن على العكس من ذلك، وحّدتنا فى التعاطف والحبّ الذى نشعر به تجاه بعضنا البعض، بغضّ النظر عن أماكن ولادتنا».
وقال فريد أحمد، زوج «حسنة»، إحدى ضحايا الحادث، إنه كرجل مؤمن، سامح القاتل لأنه لا يريد أن يحمل «قلبا يغلى كالبركان».
وتابع وسط تصفيق الحضور: «أريد قلبا مليئا بالحب والحنان، مليئا بالرحمة ومتسامحا، لأن هذا القلب لا يريد فقدان أرواح أخرى»، داعيا إلى العمل معا من أجل السلام.
وأحيطت المراسم بإجراءات أمنية مشددة فيما لا تزال نيوزيلندا فى حالة تأهب أمنى مشدد. وقال مفوض الشرطة مايك بوش إنها أحد أضخم عمليات التأمين التى نفذتها الشرطة على الإطلاق.