ما إن تبدأ النقاط الثلاثة في التحرك
على الشاشة الزقاء
حتى أحسّ كأن أحداً يرجّنى
إلى أن تفرغى من التعليق
إلى أن تبلغ النقاط وجهتها سالمة
كأن قلبك يضع حمله
■ ■ ■
أعرف من الركض اللاهث للنقاط
أنك ترسلين نبضك لى
في الجهة الأخرى من الليل
■ ■ ■
منذ أن أحببتك
صرت قادرًا على التخمين
أعرف إن كانت الشاشة ستمطر قبلات أم دموعا
أن الكلمات ستبدأ في التعرق، مع أول لمسة منك
■ ■ ■
أن أصابعك ستخرج من الشاشة بعد قليل وتفك أزرار قميصى
صرت أعرف أن جسدك الذي ترسلينه عارياً في الماسينجر سيأتينى طازجا
من قارة أخرى
رغم البرد والمسافات
لكنى لا أعرف كيف تحولتْ روحك إلى ظل عرف الغرق في سن مبكرة
■ ■ ■
قبل أن تُطلى علىّ
كنت أحاول أن أحرّف الماضى
لأحبك بأثر رجعى
■ ■ ■
«تلك الصبية كانت هنا للتوّ
أين ذهبت»
وأظل أبحث عنك في الأزقة
وحين يحمرّ وجهك من الجرى
أغافل خدك وأمسحه بفمى
■ ■ ■
آه يا حبيبتى
ياما كنت تغافليننى وترمين ظلى في النهر
وأقفز وراءه لأنقذه
ثم أدّعى الغرق معه
أستغيث بك، لأستدرجك إلى الماء
لنتفرج على ظلينا وهما يسبحان في دعة
كأسماك الزينة
■ ■ ■
لماذا تركتنى أكبرُ وحدى
لماذا غرقت وتركتنى أعوى
كجرو فقد أمه
■ ■ ■
هكذا أتمادى في فبركة الذكريات معك
لعلى أفتح في الماضى ثغرة تسمح بوجودك
أيتها الفراشة
تعالى نختلط الآن
ما حاجتى لأن نتشارك الماضى وقد أصبح خلفنا
ومن يضمن لى، إن عدّلته، أن تظلى حبيبتى إلى اليوم
لعلى أردتك أن تنقى عمرى من الآلام
ربما أردتُ أن أمنح يدى عمرًا إضافيا
أن أصبح بـ«روحين»
أن أصل إلى اكتمالك حين تمارسين الحنين
■ ■ ■
لماذا جعلنا الله أنا وأنت قوسين متباعدين
أسأل وتقولين: لنملأ ما بينهما به
..
يا ألله
ما كان يخطر ببالى، أنا الذي تطؤنى الشكوك من كل جهة كأنى عود عشب
أن أحبك هكذا
كـ«ناى» وجد صوته
ولهذا أبدو كاملًا في فمك
■ ■ ■
خلى النور أهدأ يا إلهى، حتى لا تحترق الفراشة
■ ■ ■
لقد عرفتُ نفسى، لقد أحببتك
لكن كلماتى تنقصها الحرارة التي تنبعث من الحب
كيف أجعل الكلمة رعشة
حين تريد أن تعرفك
قولى أيتها الفراشة التي لقنتْ أصابعى النور وتركتْ بقيتى مظلمة
ما الذي يجعل الجسد يضيىء هو الآخر؟
يا إلهى
نصفى النهِم يعوقنى
أنا مهدد بجسدى يا ألله
كأن نصفى طائر
ونصفى رجل
كلما هممت أن أطير
أدخلنى القفص ثم أطعمنى لرغباته
أم أنك خلقتنى اثنين
لا أعرف من منهما أنا
كيف أفضّ المعارك بينى وبينى
لأجتاز لحمى بقفزة واحدة
مثلما فعلت حبيبتى
أريد أن أنتج من رماد معاركى
من الدوار الدائم
حقيقتى
سأقتفى ظلك يا حبيبتى
سأطير إليك أنا هذه المرة
عبر الفضاء الحقيقى
سآخذ معى روحى
شهقتى
كأنها رسالة
كأنها تعليق تحت السماء.