أجرت «المصرى اليوم» مناظرة هاتفية بين مسؤولين سوريين، أحدهما عضو البرلمان السورى، آلان بكر، والآخر هو عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية التابعة للمعارضة، بدر جاموس، حول قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
قال آلان بكر إن قرار ترامب بشأن الجولان تزامن مع مؤتمر لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية «إيباك»، وقرب الانتخابات الإسرائيلية، والتحضير للانتخابات الأمريكية 2020، بما يعنى أن ترامب يحاول من خلال هذا الاستعراض أن يقدم خدمات مقابل دعمه لاحقاً في الانتخابات الرئاسية، وأشار «بكر» لـ«المصرى اليوم» إلى أنه لابد من الإشارة إلى أن الدولة السورية ومواطنيها في الداخل وفى الجولان المحتل سترد بقوة إن حاول الاحتلال إعطاء القرار أي مفعول أو أثر قانونى.
ومن جانبه، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية، التابعة للمعارضة، بدر جاموس، إنهم رفعوا مذكرة عاجلة للأمم المتحدة لتطبيق القرارات التي تؤكد أن الجولان المحتل أرض سورية، مؤكدا أن استخدام السلاح ليس حلا لإعادة الجولان، بل سيزيد من العنف، وأضاف «جاموس» الذي يترأس وحدة العلاقات الخارجية في هيئة التفاوض لـ«المصرى اليوم»، أن وحدة الصف العربى والسورى هي الوحيدة القادرة على وقف قرار ترامب حول الجولان، مؤكدا أن القرار سيؤجج الصراع العربى- الإسرائيلى ولن يصل به إلى حل. وأوضح «جاموس» أن إعلان ترامب في هذا التوقيت من أجل إنقاذ دعمه من قبل اللوبى الصهيونى في واشنطن، كما يشكل ضمانة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
البرلمانى السورى آلان بكر: شعار «الأرض مقابل السلام» سقط وما أُخذ بالقوة لا يُسترَدّ إلا بالقوة
■ في البداية ما العواقب التي قد تقع لسوريا وإسرائيل بعد قرار ترامب؟ وكيف تصفون القرار؟
- عندما نتحدث عن قرار ترامب، لابد لنا من أن نوضح نقطتين مهمتين، الأولى: تزامُن هذا القرار مع مؤتمر «إيباك» الصهيونى وقرب الانتخابات الإسرائيلية والتحضير للانتخابات الأمريكية، بما يعنى أن ترامب يحاول من خلال هذا الاستعراض أن يقدم خدمات مقابل دعمه لاحقًا في الانتخابات الرئاسية، ولابد من الإشارة إلى أن الدولة السورية ومواطنيها في الداخل وفى الجولان المحتل سيردون بقوة في حال حاول المحتل إعطاء القرار أي مفعول أو أثر قانونى، والنقطة الثانية: نُذكِّر أن قرار مجلس الأمن رقم 479 لعام 1981 أكد بطلان وإلغاء قيام سلطات الاحتلال بفرض قوانينها وهويتها على الجولان المحتل.
■ كيف سيكون الرد على إسرائيل بعد قرار نتنياهو بأنهم لن يتركوا الجولان أبدًا؟
- نتنياهو يقول ما يشاء، تصريحاته ليست بالجديدة، وممارساته تجاه الجولان المحتل ومحاولات تهويده لم تتوقف يوماً، ونحن واضحون في مسألة الجولان، وحماية أرضنا ليست مرهونة بفلاشات إعلامية، ولدى سوريا مراحل متتالية لمكافحة الإرهاب، ونحن نؤمن بأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترَدّ إلا بالقوة.
■ هل يضع هذا القرار المشهد الإقليمى والدولى على لائحة الانفجار؟
- هناك تصريحات كثيرة صدرت منذ إعلان ترامب تحذر من تبعات هذا الإعلان، فهو قد نصّب من نفسه وصياً يهب ما لا يملك، والقرار لن تكون عواقبه محمودة بعد إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، واليوم قرار الجولان، وهذه الخطوات ستؤدى إلى تبعات سياسية وأمنية خطيرة في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
■ لماذا لم يتجرأ أي رئيس أمريكى للاعتراف بالجولان تحت سيادة إسرائيل وقام به ترامب؟
- المسألة ليست مسألة جرأة أو عدم جرأة، وإنما الموضوع برمته يتعلق بميزان للعلاقات الدولية وتوازن القوى حول أي ملف معقد بالعالم، وواشنطن- رغم دعمها المطلق للكيان الصهيونى- تدرك نقطتين، أولاهما أنها ليست القوة الوحيدة المتفردة بقرارات العالم، والثانية أنها ستهدد مصالحها في أي مكان في العالم.
■ ترامب يصر على الوقوف ضد المجتمع الدولى بقراراته، فكيف تستغلون ذلك لصالحكم؟
- نحن لسنا صيادى فرص، حقوقنا ومصالحنا ليست قابلة للمساومة أو التفاوض، كل ما قمنا به سابقاً هو تحذير الآخرين من مغبة اتخاذ خطوات مماثلة.
■ إسرائيل وأمريكا تريدان تغيير الوضع القانونى للصراع العربى- الإسرائيلى على حدود 1967 بالقوة، فهل الحرب هي الحل لاسترجاع الجولان؟
- كنا ملتزمين خلال العقود الماضية بالجهود الدولية لإحلال السلام، مع تمسكنا بحقوق الشعوب وحقها في الحرية ورد الاحتلال عن أراضينا المقدسة، وذكرنا مراراً أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا عند تعثر هذه الخطوة، ومسألة تحرير الجولان ليست مرتبطة بقرار ترامب، وإنما هي قضية مركزية وأولوية نصر عليها، مع إيلاء حفظ السلم والأمن الدوليين أهمية كبرى.
عضو الهيئة العليا للمعارضة بدر جاموس: قدمنا مذكرة للأمم المتحدة لوقف القرار والهضبة لن تعود بقوة السلاح
■ في البداية، كيف تنظر المعارضة لقرار ترامب الذي يضرب بقرارات الأمم المتحدة حول الجولان عرض الحائط؟
- الأمر بكل المقاييس مرفوض، ويجب على الأمم المتحدة التحرك لتأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها بحسب قرارات المجتمع الدولى، لأن هذا القرار يؤدى إلى عدم الاستقرر في المنطقة، خاصة أن ترامب ألغى دور الأمم المتحدة وقراراتها حول الجولان، ودعنا نرى مدى فعالية بيان الاتحاد الأوروبى برفضه القرار أيضًا.
■ ما هو الرد المناسب على إسرائيل، هل المقاومة بعد قرار نتنياهو بأنهم لن يتركوا الجولان أبدًا؟
- الرد المناسب ليس في المقاومة، فنحن رأينا بريطانيا وروسيا وأيضًا الاتحاد الأوروبى ترفض قرار ترامب، ولكن الرد المناسب هو تفعيل قرارات تلك الدول ومساندتها لسوريا، لأن القرار سيؤدى إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
■ هل ستحاولون إيجاد حل لوحدة الصف السورى حتى مع النظام من أجل تحرير الأرض العربية، خاصة أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال إن المقاومة هي الحل؟
- الأمر ليس وحدة مع النظام، ولكن وحدة الدول العربية، فالمقاومة ليست حلا، والنظام السورى على سبيل المثال منذ 40 عاما لم يستطع تحرير الجولان، فأين هي المقاومة في سياسة الذين يتحدثون عنها؟ فالمقاومة هي البحث عن تحسين الاقتصاد والصحة والتعليم، وليس حمل السلاح من أجل تحرير أرضنا، وطالبنا بالتوصل لحل مع النظام ولكنه يرفض حتى تطبيق قرارات الأمم المتحدة للحوار بيننا، فكيف أيضًا يريد النظام أن تطبق إسرائيل وأمريكا قرارات الأمم المتحدة في قراراتها حول الجولان؟
■ هل تتواصلون مع جهات دولية من أجل وأد القرار؟
- نعم أرسلنا مذكرة للأمم المتحدة من قبل المعارضة رسميا نطالبها فيه بتطبيق قراراتها حول الجولان، لوأد المساعى الأمريكية في تكريس احتلال إسرائيل عليها بقرار السيادة.
■ هل يضع هذا القرار المشهد الإقليمى والدولى على لائحة الانفجار؟ ولماذا جاء هذا القرار في هذا التوقيت تحديدا؟
- أولًا: المنطقة ستنفجر أكثر مما هي عليه والصراعات ستطول وكره العرب لإسرائيل سيزيد، فأمريكا لا تفكر في حل، فهى تدفع المنطقة لمزيد من الحروب، وثانيا: قرار ترامب جاء في تلك الفترة لخدمة اللوبى الصهيونى لمساندته في قضاياه في أمريكا، وأيضًا لمساندة نتنياهو في انتخاباته المقبلة هذا كل ما في الأمر.
■ ترامب يصر على الوقوف ضد المجتمع الدولى بقراراته فكيف تستغلون ذلك لصالحكم؟
- ترامب يضع واشنطن في صراعات مع العالم والكونجرس نفسه يرى أن ترامب لم يخدم واشنطن، بل يزيد من عزلة الولايات المتحدة في أي قرار تتخذه في العالم.
■ وأخيرا.. هل ترى أن ثمة انفراجة في العلاقات بين السعودية والإمارات والنظام بعد شجبهما قرار ترامب؟
- لا أعتقد ذلك، فهذا القرار لا يعنى أنه سيكون هناك تقارب، والنظام لا يريد ذلك والكل يعلم ذلك.