ثلاث مراحل عاشتها. بدأت بالفقر وانتهت به. وما بينهما مرحلة رفاهية، لم تتجاوز أربع سنوات. فعمرها 33 عاما ونصف العام. لم تذق فيها السعادة والراحة، إلا في تلك السنوات الأربع. ورغم أنها اعتادت الفقر أكثر، إلا أن تعودها عليه وهى بطولها، مغاير تماما، عندما تعيشه وهى تعول طفلتين لا ذنب لهما في المأساة التي يعشنها، سوى أن والدهما مات. وكأن المأساة تتكرر للمرة الثانية في حياتها. فقد توفى والدها أيضا وهى طفلة، وكانت في الصف الثانى الابتدائى، فتركته. إنها «ر. ر. محمد»، من إحدى عزب بولاق الدكرور، بمحافظة الجيزة. من أسرة بسيطة جدا. بعد وفاة والدها لم تجد من يعولها، فإخوتها الثلاثة أيضا لم يكونوا أفضل حالا منها. فكل منهم يجرى على توفير لقمة عيشه. عندما اشتد عودها بدأت تشق طريقها هي أيضا لتوفير لقمتها. فكانت تعمل في البيوت. وللأسف أصابها المرض. فأصبحت مريضة سكر وغضروف وهى في ريعان شبابها. حتى كان عمرها 26 عاما. رآها رجل يكبرها بـ25 عاما أثناء عملها في أحد المنازل بأرض اللواء. وكان سودانى الجنسية، وميسور الحال. حيث كان يعمل مديرا تجاريا ما بين مصر والسودان.
.