على مدار الموسم مر الثنائي محمد صلاح وساديو ماني، نجمي ليفربول الإنجليزي، بالعديد من المحطات، تألق في بعضها الأول وخفت نجم الثاني، ثم تألق الثاني وخفت نجم الأول، وأسال كلاهما الكثير من الحبر وامتدت المقارنات بين الثنائي حتى فيما يتعلق بالانتقالات وتحديدًا إلى ريـال مدريد الإسباني الذي يبدو مستعدًا لتكوين فريق «جلاكتيكوس» جديد يجمع أبرز النجوم العالمية، وبين ربط البعض بين «صلاح» والميرنجي، تشير تقارير أخرى إلى رغبة زين الدين زيدان في تدعيم صفوفه بـ«ماني»، في ظل تألقه اللافت في الفترة الأخيرة وتراجع مستوى الأول في نظر الكثيرين، وأصبح السؤال الأبرز في كثير من الصحف البريطانية هو أيهما نجم الفريق هذا الموسم، هل لا يزال الفرعون المصري يحافظ على مكانته التي اكتسبها الموسم الماضي، أم تحولت الدفة نحو الأسد السنغالي؟
ربما للإجابة على هذا التساؤل ولتكوين رأي حقيقي يجب النظر إلى أرقامهما طوال الموسم على عدة أصعدة. ويرصد موقع «ترانسفير ماركت» تلك الأرقام.
وفيما يتعلق بالمشاركة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، فإن محمد صلاح يتفوق في عدد مشاركاته بـ 31 مباراة مقابل 29 للسنغالي، إذ بدأ الأول أساسيًا في 97% من مباريات فريقه بمجموع 95% من الدقائق الممكنة، بينما شارك «ماني» أساسيًا في 90% من مباريات فريقه في البطولة بمجموع 88% من الدقائق الممكنة.
وبالنسبة لعدد الأهداف فقد سجل الثنائي العدد نفسه في الدوري الإنجليزي بـ 17 هدفًا لكل منهما، إلا أن السنغالي يتفوق في معدل التهديف حيث يسجل معدل 0.58 هدف في المباراة، مقابل 0.54 في المباراة لـ«صلاح». أما من ناحية صناعة الأهداف، فصنع النجم المصري 8 أهداف في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، مقابل هدفين فقط صنعهما «ماني». وتبلغ نسبة مساهمة «صلاح» في أهداف فريقه الـ 70 هذا الموسم في الدوري الإنجليزي هي 35% وهو أكثر لاعب في ليفربول مساهمة في إحراز الأهداف، فيما يأتي زميله السنغالي خلفه في الترتيب بنسبة 27%. وعلى جانب آخر، حافظ «صلاح» على سجله نظيفًا من البطاقات خلال مشاركاته الـ 31 هذا الموسم في البريميرليج، بينما تحصل «ماني» على بطاقة صفراء واحدة أمام تشيلسي في لقاء الدور الأول، في سبتمبر الماضي.
ومر اللاعبان بفترات جفاف تهديفي خلال الموسم المحلي، إذ كانت أطول فترة جفاف تهديفي للاعب المصري هي التي يمر بها حاليًا في الدوري الإنجليزي في المباريات الـ 5 الأخيرة، في المقابل مر ساديو ماني بفترات مشابهة إذ غاب عن التهديف في 5 مباريات متتالية أيضًا خلال الفترة من 15 سبتمبر وحتى 27 أكتوبر إذ فشل في التسجيل أمام كل من توتنهام وساوثهامبتون وتشيلسي ومانشستر سيتي كما غاب عن المباراة الخامسة أمام هدرسفيلد للإصابة. وتكرر الأمر مجددًا مع «ماني» لاحقًا في الموسم في الفترة ما بين 3 نوفمبر و16 ديسمبر، حيث خاض خلالها 5 مباريات أمام كل من أرسنال وفولهام وواتفورد وإيفرتون وبورنموث وفشل في التسجيل في أي منهم، وتخلل تلك الفترة أيضًا غيابه عن مباراة بيرنلي، ليكن المجموع 6 مباريات بدون أهداف للسنغالي.
ومن الدوري الإنجليزي إلى دوري الأبطال، فقد شارك محمد صلاح كأساسي في كافة المباريات الـ 8 التي خاضها ليفربول في دور المجموعات وثمن النهائي، فيما لعب 97% من الدقائق المتاحة، وكذلك شارك «ماني» أساسيًا في المباريات الـ 8 أيضًا، إلا أنه لعب 100% من الدقائق المتاحة. وأحرز «صلاح» 3 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، وهو نفس عدد الأهداف التي أحرزها «ماني»، فيما تفوق السنغالي في عدد الأهداف المصنوعة، إذ صنع هدفين مقابل هدف واحد صنعه محمد صلاح وهو الذي أحرزه «ماني» نفسه في مرمى بايرن ميونخ في إياب ثمن النهائي. ويملك السنغالي نصيب الأسد من المساهمة في أهداف فريقه في دوري الأبطال بنسبة 41% ويأتي خلفه «صلاح» بنسبة 33%. وبالنسبة للبطاقات الملونة، فتعادل الثنائي فيها برصيد بطاقة صفراء لكل منهما.
وبالنسبة لفترات الجفاف التهديفي في البطولة الأوروبية، فكانت أطول فترة للمصري هي مباراتين، إذ غاب عن التهديف في أول مباراتين في المجموعة أمام باريس سان جيرمان ونابولي، وتكرر الأمر مجددًا في الجولة الرابعة والخامسة من المجموعات أمام النجم الأحمر وسان جيرمان، كما تكرر معه مجددًا في مباراتي ثمن النهائي. أما بالنسبة لـ«ماني» فامتدت أطول فترة جفاف تهديفي له في دوري الأبطال هذا الموسم لـ 4 مباريات حين فشل في التسجيل في الجولات الرابعة والخامسة والسادسة من المجموعات بالإضافة إلى ذهاب ثمن النهائي.
وفي كأس الرابطة شارك محمد صلاح في مباراة واحدة فقط ولمدة 3 دقائق، بينما شارك «ماني» في مباراة واحدة أيضًا ولمدة 79 دقيقة، ولم يحرز أي منهما أهدافًا. أما كأس الاتحاد الإنجليزي، فشارك فيه «صلاح» لمدة 22 دقيقة فقط في مباراة واحدة أيضًا، بينما لم يشارك «ماني» فيه نهائيًا.
وفيما يتعلق بالإصابات، فقد تعرض الثنائي لإصابة واحدة خلال الموسم، كلاهما كان في أكتوبر الماضي، حيث عانى المصري من آلام في الفخذ يوم 13 أكتوبر 2018 واستمر علاجه منها 5 أيام ولم يغب بسببها عن أي مباريات، في المقابل تعرض «ماني» لكسر في إصبعه يوم 15 أكتوبر 2018، غاب على إثره لأسبوع كما أبعدته تلك الإصابة عن مباراة واحدة.
وفي المجمل، شارك محمد صلاح في 41 مباراة هذا الموسم مع ليفربول، أحرز خلالها 20 هدفًا وصنع 9 أهداف، مساهمًا في عدد الأهداف المسجلة لليفربول في كافة البطولات البالغ 84 هدفًا بنسبة 34.5%. أما «ماني» فشارك في 38 مباراة أحرز خلالها 20 هدفًا وصنع 4 أهداف مساهمًا بنسبة 28.5% في أهداف فريقه الـ 84 بكافة البطولات. وإجمالًا كانت أطول فترات الجفاف التهديفي للثنائي هي 7 مباريات لكل منهما، فبالنسبة لـ«ماني» أتت في الفترة من 3 نوفمبر لـ 16 ديسمبر، والتي خاض فيها 5 مباريات أمام كل من أرسنال وفولهام وواتفورد وإيفرتون وبورنموث في الدوري، بالإضافة إلى النجم الأحمر وباريس سان جيرمان في دوري الأبطال، دون تسجيل. أما بالنسبة لـ«صلاح» فلا يزال يعيش هذه الفترة بعدما فشل في هز الشباك في مباريات مانشستر يونايتد وواتفورد وإيفرتون وبيرنلي وفولهام في الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى مباراتي بايرن ميونخ في دوري الأبطال في الفترة من 24 فبراير وحتى 17 مارس.