افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، واللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، ومارك جرين، رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو، والذي بدأ تنفيذه من خلال الوكالة في أغسطس ٢٠١٧.
شهد الافتتاح، شيري كارلين مديرة الوكالة الأمريكية بمصر، وتوماس جولد بيرجر القائم بأعمال السفارة الأمريكية. وقال «العناني» إن الوكالة تنفذ العديد من المشروعات في مصر من خلال ٤٠ مشروعا بين بعثات وبحث وتنقيب بمناطق الجيزة والكرنك وادفو بتكلفة ١٠٠ مليون دولار على مدار ٢٥ عاما للحفاظ على الآثار المصرية، لافتا إلى أنه خلال ٢٢ يوما تم افتتاح مشروعين كوم شقافة بالإسكندرية بتكلفة ٥ ملايين دولار بجانب مشروع تخفيض المياه الجوفية اليوم بمعبد كوم أمبو بتكلفة ٨.٨ مليون دولار بما يعادل ١٥٠ مليون جنيه أي أن المشروعين وحدهما تكلفا نحو ٢٥٠ مليون جنيه.
وأضاف الوزير أن أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمعبدأسفرت عن العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة أشهرها تمثال على شكل أبوالهول بعضها معروض في المتاحف المصرية الكبرى وعلى رأسها المتحف المصري الكبير، لافتا إلى أن المياه كانت ناتجة عن الزراعات القريية من المعبد، مشيدا بجهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و«أنها شريك هام لنا في حماية الإرث الحضاري والثقافي لمصر والحفاظ على التراث الفريد الذي تملكه البشرية وليس مصر فقط»، مقدما الشكر للشعب الأمريكي الذي دعم تلك المشروعات في مصر للحفاظ عليها للبشرية كافة وليس للشعب المصري فقط.
وأشار إلى أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمعبدكوم أمبو بدأ منذ أغسطس 2017، وتم نهوه في وقت قياسى بفضل تعاون مؤسسة CDM للاستشارات الهندسية، بجانب الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى وأيضاً شركة المقاولون العرب وقطاع المشروعات بوزارة الآثار وشملت أعمال التخفيض إنشاء غرفة تحكم ومحطة رفع وآبار تصل إلى عمق ٣٣ مترا.
من جانبه، أكد مارك جرين أن افتتاح هذا المشروع هو لحظة تاريخية للعالم كله وليس لمصر فقط، حيث أبدى دهشته وإعجابه بما شاهده داخل معبدكوم أمبو من الإمتزاج بين الحضارات القديمة والمتعاقبة، وخاصة أن هذا المشروع سيساهم في الحد من تسربات المياه وتأثيرها على مكونات المعبد، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيتيح أيضاً زيارة هذه المعالم الأثرية وحمايتها من المياه الجوفية لأن ذلك يمثل استفادة ليس فقط لمصر، ولكن للعالم كله من خلال الحفاظ على الإرث الحضارى فيها.
وأشار «جرين» إلى أن تنفيذ هذا المشروع يأتى ضمن تمويل الجانب الأمريكى للعديد من المواقع الأثرية الأخرى بإجمالى 100 مليون دولار ولاسيما في منطقة أبوالهول ومعابد الكرنك ومنطقة كوم الشقافة الأثرية في الإسكندرية مما يعتبر استثمارا جيدا للحفاظ على مستقبل مصر وتنامى وازدهار قطاع السياحة بها والحفاظ عليه وبالتالى توفير المزيد من فرص العمل للشباب المصرى وهو الذي يتوازى مع دعم برامج التدريب في هذا القطاع الحيوى، لافتا إلى أن هذا الدعم لا يأتي منه أو من الحكومة الأمريكية لكنه من الشعب الأمريكي للشعب المصري واللذان تربطهما علاقات طيبة.
بدورها، قالت شيري كارلين:«نفخر بالشراكة مع الجانب المصري في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والاثري للاجيال القادمة والاسهام في تنمية قطاع السياحة في مصر، حيث تعتبر الاثار المحرك الاساسي لهذا القطاع».
فيما أثنى اللواء أحمد إبراهيم، على الدور الكبير الذي تقوم به الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتنفيذ هذا المشروع الحيوى داخل معبدكوم أمبو التاريخى للحفاظ على ما يوجد به من نقوش ورسومات تعود لآلاف السنين، وهو الذي يتواكب مع ما تقدمه الوكالة لدعم وتمويل العديد من المشروعات التعليمية والصحية وغير ذلك، مقدماً شكره لوزارة الآثار على ما تقوم به من جهود متواصلة للحفاظ على تراثنا الحضارى والتاريخى من خلال رفع كفاءة المناطق والمواقع الأثرية والتى كان من بينها ما شهدته منطقة معابد فيله الأثرية من تنفيذ أعمال التطوير والتجميل والتشجير بتكلفة بلغت نحو 6 ملايين جنيه.