دائمًا ما يكون البحر والرمال هما الثنائية المنطقية للطبيعة حولنا، لكن الأمير البرازيلى چواو دى أورليانز كانت لديه فلسفة أخرى، حيث جمع بين مياه مدينة باراتى البرازيلية الخلابة، ورمال مدينة سيوة الحارة، ليخرج لنا بعدسته الفريدة بمعرضٍ رائع في قاعة الزمالك للفن، واختار له عنوان «سيوة وباراتى.. رمالٌ وبحر».
يقول الأمير چواو لـ«أيقونة» إنه دائم الزيارة لمدينة سيوة الرائعة، حيث يمارس هوايته الأثيرة وهى التصوير الفوتوغرافى، وهكذا الحال في مدينة باراتى، محل إقامته، حيث يلتقط صورًا لانعكاسات الألوان على مياهها الرائقة، لذا وجد في هذا المعرض تعبيرًا عن ثنائية فريدة، لمدينتين يعشقهما، ولطبيعتين تجذبان أعين المشاهد فورًا.
«أفتخر بكونى نصف مصرى»، هكذا يقول الأمير چواو الذي ينحدر من أسرة ملكية في البرازيل، وهو ابن للأمير چواو ماريا والأميرة المصرية فاطمة شيرين طوسون، إذ زار الأمير چواو الأب، القاهرة في عام 1946، كعضو في القوات الجوية البرازيلية عندما دعاه الملك فاروق لحضور حفل استقبال، التقى فيه بالأرستقراطية المصرية فاطمة شيرين، ابنة إسماعيل حسين شيرين وعائشة مسلم، والتى تزوجت، منذ عام 1940، وأصبحت أرملة ابن عم الملك، الأمير حسن عمر طوسون في 1946، والذى قُتل في حادث سيارة في فرنسا، وسرعان ما وقع الثنائى في الحب وتزوجا في ريو دى جانيرو في البرازيل في عام 1949، وولد الابن في عام 1954، كما أن جده الأكبر الإمبراطور بدرو الثانى قام بزيارة طويلة إلى مصر عامى 1871 و1876.
إلى جانب الثنائية التي يقدمها المعرض الفوتوغرافى بين الأبيض والأسود في رمال سيوة والألوان في مياه باراتى، يمكننا أن نرى ثنائية دفينة، وهى ما استكمله الحفيد من تصوير توثيقى لمعالم وطبيعة مصر، فجدّه بدرو الثانى، التقط صورًا لمعالم القاهرة التاريخية خلال رحلاته نهاية القرن الـ19، والتى يُضمّنها الأمير الحفيد في معرضه كذلك والتى نرى فيها صورًا أمام سفح الأهرامات وأبوالهول، وكذلك شوارع وأسبلة من القاهرة الفاطمية، ليستكمل الأمير چواو ذلك بما وثّقه من الطبيعة السيويّة الخلابة.
قد تصيبك الحيرة حين تشاهد الصور من مدينة باراتى، إذ تبدو لك في الوهلة الأولى كرسمٍ تشكيلى، لكن بعد دقائق سيمكنك بصعوبة أن تتخيل أنها انعكاسات مموّجة في مياه المدينة البرازيلية، لألوان المراكب السياحية على شواطئها، وهى الخدعة التي يحب الأمير چواو العمل بها في هذا النوع من الصور، وهو الخداع البصرى عن طريق استخدام الإضاءات المحيطة والظل.
رغم أن الأمير چواو ينحدر من أسرةٍ عريقة، إلا أنه لا يتعامل مع لقب الأمير كأنّه تعالٍ على الناس أو درجة مجتمعية، إلا أنه يتخذ منه مهمة ودورًا عليه القيام به، لذا هو يعمل بالنشاط السياسى، ويكتب مقالاته بالصحف والمجلات ترسيخًا لأفكار المواطنة والديمقراطية في البرازيل، حيث يرى أنه بدون المواطنة تصبح الديمقراطية غير فعالة، كما أن له 12 كتابًا، ويقيم
معارض عدة لعرض أعمالة الوثائقية خلال رحلاته المختلفة.