خبراء عسكريون: «العنصر البشرى» فى عمليات التجسس لا يزال مهماً رغم تقدم وسائل الاتصال

كتب: هشام عمر عبد الحليم الإثنين 13-06-2011 20:43

أكد خبراء عسكريون أن هدف إسرائيل من زرع جاسوس لها فى مصر هو معرفة اتجاهات المجتمع المصرى لتحديد توجهاتها السياسية خلال السنوات المقبلة، مشيرين إلى أن مشاركة إيلان جرابيل، الضابط الإسرائيلى، فى أحداث ثورة 25 يناير تعنى أنه متواجد فى مصر قبل تلك الأحداث ونجح فى إقامة علاقات مع عدد من المواطنين باعتباره يحمل أى جنسية أخرى غير الإسرائيلية.

وأضافوا: العنصر البشرى مهم جدا فى عملية التجسس على الرغم من تقدم وسائل الاتصال والحصول على المعلومات، حيث إن للعنصر البشرى قيمته فى تقييم المعلومات ومعرفة سمات المجتمع ونواياه.

وقال اللواء على حفظى، الخبير الاستراتيجى: «على الرغم من تقدم وسائل الحصول على المعلومات وسرعة تداولها إلا أنه سيظل للعنصر البشرى قيمة كبيرة، لأنه أداة لتقييم المعلومات، مبررا ذلك بأنه مهما تنوعت وسائل الحصول على المعلومات فإنها تعجز عن معرفة نوايا أصحابها، لذلك سيظل الاعتماد على البشر، خاصة فى عمليات التجسس».وأضاف: على الرغم من التعاون الوطيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلا أن إسرائيل لها عناصر بشرية داخل أمريكا تتجسس عليها، وستظل هذه الظاهرة موجودة.

واستدل «حفظى» على ذلك بأنه أثناء حرب أكتوبر 1973 كان لدى الجانبين الأمريكى والإسرائيلى معلومات عن استعداد مصر للحرب من خلال الأقمار الصناعية ولكن لم يكن لديهم معلومات عن النوايا، فكانت المفاجأة هى حرب أكتوبر، مشيرا إلى مقولة هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق قائلا: «من السهل الحصول على المعلومات ولكن من الصعب الحصول على النوايا».وأرجع اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير الاستراتيجى، تواجد ضابط الموساد الإسرائيلى داخل مصر إلى إحداث فتنة وخلق نوع من البلبلة، والدليل على ذلك الصور التى نشرت له حاملا اللافتات داخل ميدان التحرير وزيارته للكنائس والمساجد، لافتا إلى أن الغرض من ذلك إلحاق الضرر بمصلحة مصر

.وأضاف: تواجده ليس لنقل معلومات فقط إنما لأهداف أخرى، لأن مصلحة إسرائيل أن تنهار مصر، حيث إنها لا تريد دولا قوية حولها.وأكد اللواء فريد حجاج أن المفاجأة هى تواجد ذلك الضابط الإسرائيلى منذ 25 يناير ومعنى ذلك أنه «مزروع» قبل هذا التوقيت، لأنه لا يعقل أن يكون وجوده فى مصر فى هذا اليوم مجرد مصادفة.وأضاف: هذا الرجل يعرف المجتمع المصرى جيدا والدليل على ذلك ما نشر من صور له وهو يزور المساجد وأن له علاقات متعددة أجراها تحت ستار أى جنسية أخرى، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد معرفة ما يحدث وأنه لم يكن من المتوقع حدوث الثورة، لذلك فأى دولة تريد معرفة ما يجرى فى الدول المجاورة لها لإعادة حساباتها.وأشار إلى أن إسرائيل تريد معرفة اتجاهات المجتمع المصرى حتى تستطيع رسم سياساتها على المدى البعيد.

سيف اليزل: أول ضابط فى «الموساد» يتم إلقاء القبض عليه منذ 50 عاماً

أكد عدد من خبراءالأمن السابقين أن الضابط الإسرائيلى الذى ألقى القبض عليه، أمس الأول، هو أول ضابط إسرائيلى يلقى القبض عليه فى مصر بتهمة التجسس منذ 50 عاماً، وأكد اللواء سامح سيف اليزل- الخبير الأمنى - أن تكليف الموساد أحد ضباط الجيش الإسرائيلى يؤكد أن هناك اهتماما بالغا من قبل الموساد الإسرائيلى بما يحدث فى مصر.وقال سيف اليزل: «إن المتهم يتمتع بذكاء شديد ولباقة فى التعامل مع الآخرين، ويجيد فن إدارة الحوار، وتم تدريبه على تلك المهارات قبل وصوله إلى البلاد، فعندما يريد الحديث مع شاب مصرى كان يبتكر حيلة تجعل الشاب المصرى يأمن له، وكان المتهم لا يسأل بشكل مباشر عما يريد إجابة عنه، فكان يبدأ بالحديث عن مواضيع عامة».وشرح اللواء حسام سويلم - الخبير الأمنى - الفرق بين العميل والجاسوس. مؤكداً أن العميل يكون من نفس البلد الذى يتجسس عليه، أما الجاسوس فيكون من البلد الذى يرغب فى التجسس على دولة أخرى. والضابط الذى ألقى القبض عليه هو جاسوس اختاره الموساد بعناية جيدة، فهو فى عمر الشباب وهو ما يتيح له التواجد فى ميدان التحرير بصفته الصحفية دون أن يثير شك أحد. كما أن دخوله البلاد جاء فى وقت قدوم عدد من الصحفيين الأجانب لتغطية الأحداث فى البلاد، كما أن تمكنه من إجادة اللغة العربية ساعده فى مهمته المكلف بها.

«بسيونى»: «رسالة» من أجهزة الأمن بأن الثورة «خط أحمر»

اعتبر السفير محمد بسيونى، سفير مصر السابق بإسرائيل، إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى، رسالة من أجهزة الأمن المصرية للعالم بأنها على درجة عالية من الكفاءة، ولن تسمح لأى أحد بالمساس بأمن مصر القومى، وأن ثورة 25 يناير «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه.

وأضاف بسيونى لـ«المصرى اليوم» أن الكشف عن تلك القضية يؤكد أن إسرائيل لاتزال تفكر بعقلية ما قبل إبرام اتفاقية السلام، قائلاً: «لاشك أن الحادث سيؤثر سلبيا وسيكون بمثابة (سحابة سوداء) على المناخ الذى تحاول مصر أن تحققه فى دفع عملية السلام».

وأشار سفير مصر السابق بإسرائيل إلى أن نفى وزارة الخارجية الإسرائيلية علمها بوجود جاسوس «أمر طبيعى»، موضحا أن أجهزة المخابرات هى التى تقوم بمثل تلك المهام، ولا علم للخارجية بها.. ورداً على ما إذا كان الكشف عن تلك القضية رسالة للداخل بأن مصر أصبحت مستباحة أمنياً، قال بسيونى إن أجهزة الأمن تتميز بكفاءة عالية، وبالكشف عن تلك العملية أرسلت رسالة للجميع بأنها حريصة على أمنها القومى، متسائلا: «كيف نسمح لجاسوس بالتجول فى مصر دون القبض عليه؟!».