أثارت تجربة اختيار عميد كلية الآداب فى جامعة القاهرة بالانتخاب حالة من الجدل بين أساتذة الجامعة ففى الوقت الذى أكد فيه عدد منهم ضرورة تعميم التجربة، وأن تكون أساس اختيار جميع القيادات الجامعية نهاية شهر يوليو المقبل، قال الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لن تعتمد نتيجة الانتخابات، إلا بعد إقرارها من وزارة التعليم العالى.
وقال الدكتور محمد أبوالغار، الأب الروحى لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، إن تجربة انتخابات كلية الآداب عظيمة ومثمرة، ويجب أن يتم انتخاب جميع عمداء الكليات فى جامعات مصر سواء الذين انتهت مددهم أو الذين لم تنته مددهم نهاية يوليو المقبل، مشيرا إلى أنه يحق للعميد الحالى الترشح للمنصب فى الانتخابات المقبلة.
وشدد «أبوالغار» على ضرورة إلغاء شرط الحصول على نسبة أكثر من 50% من الأصوات للفوز بالمنصب، مع ضرورة إلغاء الإعادة، على أن يكون فوز المرشح الحاصل على أعلى الأصوات مرة واحدة نهائية، موضحاً أن الإعادة ستؤدى إلى تقسيم الكلية إلى جبهتين متصارعتين.
وقال الدكتور عبدالله سرور، المتحدث الرسمى باسم لجنة الدفاع عن الجامعة، إن ما جرى فى كلية الآداب بجامعة القاهرة هو ما يطرحه أعضاء هيئات التدريس بالجامعات فى كل اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ويصرون عليه، مؤكدا أن اختيار القيادات بالانتخاب المباشر هو ما سيحدث فى نهاية يوليو المقبل.
من جانبه، قال الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة فى انتظار ما ستتوصل إليه اللجنة المشكلة من قبل وزارة التعليم العالى، لافتا إلى أنه لا يستطيع اعتماد النتيجة قبل اعتماد الوزير الصيغة التى سيتم الاتفاق عليها، مؤكدا أن الانتخابات التى جرت فى كلية الآداب لا تتوافق مع قانون تنظيم الجامعات الحالى، الذى ينص على تعيين العمداء.
وأكد كامل فى بيان صحفى، الاثنين ، أن لجنة اختيار القيادات ستطرح على الوسط الجامعى خيارين لاختيار الأفضل من بينهما، الأول يتمثل فى الاختيار عن طريق الانتخابات المباشرة، والثانى يجمع ما بين التعيين والانتخاب، موضحًا أنه فى حال اتفاق أعضاء هيئة التدريس على الآلية الأولى سيتم اعتماد نتيجة انتخابات كلية الآداب، أما فى حال الاتفاق على الخيار الثانى فستتم إعادة أسلوب الاختيار فى كلية الآداب مرة أخرى.
وقال الدكتور حسين خالد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إن انتخابات كلية الآداب تجربة مفيدة على مستوى الجامعة، مؤكدا أن اختيار أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب لعميدهم بأنفسهم أمر لا يمكن لأى رئيس جامعة أن يقف ضده، لكن فى حال صدور آلية مغايرة من الجهات الأعلى سيتم تطبيقها على جميع الجامعات وليست جامعة القاهرة فقط.
فى سياق متصل، قالت الدكتورة راندا أبوبكر، العميد المنتخب لآداب القاهرة، إن أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب حققوا حلمهم بالديمقراطية، التى يطالبون بها منذ أكثر من ربع قرن، ولم تحققها سوى ثورة 25 يناير.
وأضافت لـ«المصرى اليوم»: «أتمنى أن يتم تحقيق تجارب مماثلة فى جميع الجامعات والكليات، فهذه الانتخابات جاءت تتويجا لمجهود مجموعة من أعضاء تدريس الكلية»، مؤكدة أنها ترسيخ لروح الديمقراطية وإسقاط فكرة تعيين القيادات الجامعية بقرارات فوقية بعضها سياسى وبعضها أمنى.